الرئيسيةسوريا الجميلةقد يهمك

“منى واصف” .. أم السوريين الغارقة في بحر حزنهم

لكل إنسان وفنان طريقته بالتعبير عن نفسه، وآرائه.. كيف عبرت منى واصف؟

سناك سوري – عمرو مجدح

خلال سنوات الحرب، اكتفت “منى واصف” بالصمت الطويل، وظهورها الإعلامي لم يتجاوز أصابع اليد الواحدة وأقل، لكنها أطلت بقامتها كسنديان “سوريا”، وتاريخها الكبير الذي يقارب الخمسين عاماً من العطاء، ضيفة شرف في عدد من المسلسلات بمشاهد معدودة، ضمن أعمال عدد حلقاتها قد يتجاوز الثلاثين حلقة. ولكن إطلالتها القصيرة توازي بطولة العمل، فيتداول المشهد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وكأنها قدمت الثلاثين حلقة كاملة، لما كانت تحمل هذه المشاهد من مشاعر أم حقيقية، في ظل الأزمة التي تمر بها “سوريا”، فكانت لسان حال وصرخة كل إمرأة ومواطن سوري.
عام ٢٠١٤ شاركت “واصف” في مسلسل “قلم حمرة”، تأليف “يم مشهدي”، ومن إخراج “حاتم علي” في دور والدة “ورد”، التي تؤدي دورها “سلافة معمار”، حيث ترفض الوالدة ترك منزلها رغم زيارة إحدى القذائف له، وتقول: «مين من كان عم يرمي، أنا ما بترك “الشام”، ما بدي بآخر عمري صير لاجئة، مانك شايفة كيف عم يبهدلو بالسوريين. قالولن للفلسطينية طلعوا، وبعد كم يوم بترجعوا، ولهلق مارجعوا.. مطولة القصص، ماحدا بدو يحلها، الكل مروق علينا، ونحنا عم نموت».موقع سناك سوري.

إقرأ أيضاً: بعد 17 عاما من يجمع سلاف فواخرجي وكاريس بشار (فيديو)

وفي العام  ٢٠١٦، ومن خلال مسلسل “مدرسة الحب”، وثلاثية “موطني”، تأليف “مازن طه”، و”نور الشيشكلي”، من إخراج “صفوان نعمو”، قدمت دور الأم التي تبحث عن ابنها بين المسافرين بطرق غير شرعية عبر البحر، وتخاطب الشباب المسافرين: «أنتو كلكن مسافرين، ما شاءالله عليكن، شباب بتاخدو العقل، لوين رايحين وتاركين أهلكن، وبلدكن، من شو خايفين؟.. من الموت، إنتو تاركين موت، ورايحين لموت تاني.. كان فيكن تسلموا أمركن لـ الله ببلدكن مو بالغربة».
ومع مشهد سفر الشباب وسط البحر، على المركب قبل أن تقرر الأمواج أن تتقاذفهم، يظهر صوتها وهي تناجيهم، والبحر بصوت حزين: «رجعوا يا ولاد بلدي، رجعوا رجعوا، ولا تسافروا.. يا بحر كون حنون على ولادي.. يا موج لا تعلى وتضرب ولادي، لا تبلعن مثل مابلعت يلي قبلن، آه يا بحر …».
وفي مسلسل “مذكرات عشيقة سابقة” عام  ٢٠١٧، من تأليف “نور الشيشكلي”، وإخراج “هشام شربتجي”، أطلت “واصف” من خلال مشهد وحيد في دور “أم عامر”، هز كل من شاهده، وهي تتوشح بالسواد، وتخرج إلى الحارة مزغردة وباكية، تزف ابنها الشهيد، ثم تنهار قائلة: «يا ويلي عليكي يا هل البلد شو أخدتي شباب».موقع سناك سوري.
لكل إنسان وفنان طريقته بالتعبير عن نفسه، وآرائه، وقرار “منى واصف” إلتزام الصمت، بعد موجة التخوين العشوائية من كل الأطراف، واكتفائها بالتعبير عن نفسها وشعبها من خلال الدراما، أثبتت مع الوقت أن قرارها كان صائباً، واستطاعت أن تصل الى الجميع بدون ضجة إعلامية.

إقرأ أيضاً: كيف سيبدو الجزء الثالث من الفصول الأربعة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى