الرئيسيةسوريا الجميلة

“ملهم حمشو”.. حكاية رصاصة غيرت حياة عائلة كاملة

الرصاصة التي بترت رجل “ملهم حمشو” بترت معها مشاعر الخوف والتردد

سناك سوري-رهان حبيب

متجاوزاً شعور العجز الذي انتابه بعد إصابته برصاصة من بندقية صيد أدت لبتر قدمه اليسرى أوجد “ملهم حمشو” ابن مدينة “السويداء” فرصته التي تناسبه للعمل و تمكنه من تأمين دخل لأسرته المؤلفة من ثلاثة أطفال.
بعد الشفاء من الإصابة وجد ملهم نفسه بلا عمل فمعمل الرخام الذي يمتلكه دخل في حالة ركود وأصبح شبه متوقف والحلول باتت شبه مستحيلة، مادفعه للتفكير بالعودة إلى موهبة امتلكها صغيراً وعمل عليها وعلى تطويرها، فسافر إلى لبنان للعمل مستعيناً بطرف صناعي، واختار نحت نباتيات وشمعدانات ومجسمات صغيرة إلا أنه لم يفقد الأمل وعاد من جديد إلى سورية وبدأ العمل على نسر كبير كأول منحوتة تدل على عمله بالنحت ويقدم نفسه من خلالها للناس. وفق حديثه لـ سناك سوري.

النسر الذي نحته ملهم حمشو

النسر الذي تجاوز عرضه مترين ونصف نحت “حمشو” ريشاته ريشة ريشة، بطريقة تشريحية فنية أعادت الضوء لهذا الشاب،

الذي اعتمد على جهده بالكامل لتأمين دخل أسرته، في تحول كامل للبازلت بعد أن كان من أمهر معلمي تركيب الرخام والحجر، يخط طريقه الجديدة مع منحوتات لم يكررها ولم يقلد فيها من سبقه ليضع بصمته الخاصة على كل ما نحته.

اقرأ أيضاً: “فجة خرق”.. نساء تلاقين في مهنة أبعدتهن عن آلام الحرب والنزوح

ما قبل الرصاصة ليس كما بعدها

انتساب “ملهم” لجمعية المعوقين جسدياً كانت بداية لكثير من التجارب لم يتوقف عندها لغاية أساسية، تتثمل في الرغبة بالاستمرار والعمل في المجال الذي أحبه، ليدخل في مجال المعامل يلبي الطلبات لنحت أشكال مختلفة من البازلت كان أهمها الطيور، حيث أجاد التعامل مع الصخور رغم صعوبة الحركة أولاً والصعوبات المادية ثانياً واصفاً ما حل به أنها حياة جديدة بكل ما فيها «ما قبل الرصاصة لا يشبه أبدا ما قبلها».

صمم عدة منحوتات أنجزها لتزين عمارات كبيرة ومشاريع مختلفة، وتعاقد مع ورش كبيرة محافظاً على عمله الفردي، محولاً منزله إلى ورشة عمل كاملة، يضيف: «لا أنكر أن الحصول على دخل جيد كان غايتي، لكنني لم أعمل يوماً بلا هدف وكان تقديم العمل بالشكل الفني الذي تعلمته بالفطرة هو هاجسي فأنا لم أتعلم النحت أكاديمياً ولم أحصل على الكثير من التعليم، كل ما ملكته يدين قويتين وخطة للتعامل مع الصخور تجعلها قابلة للنحت، بالصورة التي أتخيلها».

ملهم حمشو أثناء النحت

“حمشو” وهو في العقد الرابع من العمر أب لثلاثة أطفال، يحاول إنتاج تصاميم مميزة بالحجم والتكوين ولم يكتف بالبازلت بل عمل بالخشب مستفيداً من رؤيته الواضحة للمنحوتة، حيث زاوج بين الخشب والبازلت، كي لا يتوقف عن العمل، وهذا ما حصل وقد أثبت حضوره في معارض جمعية المعوقين ومعارض على مستوى المحافظة، تتحدث عنه مع العلم أن قلة يعرفون ما تعرض له هذا الشاب من معاناة أوصلته لنجاح كبير واكتفاء حقيقي لكنه اليوم محروم من المشاركات الخارجية كونها تحتاج للدعم المادي.

النحات الذي يتعامل اليوم بعدة حرف تجده قادراً على التعامل مع الأدوات الكهربائية والميكانيك وإصلاحها، لديه مشاريع جديدة على مستوى تصنيع قوالب الوقود الطبيعي من توالف البيئة، ويستعد لتقديم منتجه للأسواق مع بداية هذا الموسم وأفكار كثيرة عمل عليها بفطرته الخاصة التي اعتمدت على الإرادة أولا ومحبة عائلته التي تثق به وبقدرته على النجاح.
فنان حقيقي هو الوصف الذي أطلقه “نزار شجاع” رئيس جمعية المعوقين جسدياً في “السويداء” على “حمشو” كونه تعلم الفن خارج حدود الأكاديمية متجاوزاً الظروف التي تعرض لها، ويضيف “شجاع” لـ سناك سوري إنه أحد الأعضاء الفاعلين في الجمعية تمكن من كفاية نفسه وتقديم الدعم للجمعية ولديه مشاركات في المعارض الجماعية الفنية ومعارض الجمعية.

اقرأ أيضاً: سوريا.. “مهند الطويل” يحافظ على اللوحة الفسيفسائية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى