الرئيسيةحرية التعتير

“ملحم” و”جريكوس”.. يعيشان في العراء الذي لا يؤمن بحقوق الإنسان!

في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. “ملحم” مصاب حرب يعيش بمنزل مسقوف بالنايلون، “جريكوس” منسي في حديقة الباسل بمدينة “طرطوس”

سناك سوري- نورس علي

ضمن منزل موجود في الأراضي الزراعية لقرية “الجوبة” بريف طرطوس”، جدرانه من الحجارة الإسمنتية وسقف تغطيه شريحة من النايلون المخصص للبيوت البلاستيكية، يحاول “أحمد ملحم” أن يعيش مع عائلته ويحمي ابنه الصغير من برد الشتاء الذي يتسلل عبر الأبواب والنوافذ المفتوحة دوماً، فهذا حق أسرته وعليه تأمينه، فمن يؤمن له حقوقه وكيف لنا أن نخبره بأن العاشر من كانون الأول هو يوم عالمي لحقوق الإنسان.

“ملحم” جريح حرب فقد إحدى عينيه وعلقت برأسه بعض الشظايا كما علق الفقر في تفاصيل حياته وحرمه حق العيش بسكن يليق بالإنسانية على أقل تقدير، وصبر كثيراً متأملاً الحصول على راتب لائق يمنحه القدرة على شراء الطعام وتأمين المسكن اللائق له ولعائلته، وهو اليوم لا يملك حتى الوعود بتوفير حقوقه.

منزل أحمد ملحم

إذاً حق التمتع بحياة دافئة منارة بالكهرباء في هذا الشتاء القاسي وحق تناول ثلاث وجبات من الطعام يومياً وحق الحصول على حمام، والكثير من الحقوق الأخرى، يحرم منها “ملحم”، كما حرم طفله الصغير من أجمل أيام حياته، وكذلك زوجته “رحاب” التي باتت تعيش حياتها الخاصة كامرأة أولاً وزوجة ثانياً في منزل لا أبواب ولا نوافذ تغلق فيه، ولا مطبخ للطعام، والمفارقة أن “ملحم” قبل أسبوع أحيا ذكرى مرور 7 سنوات على إصابته مع “القوات الرديفة”.

اقرأ أيضاً: حقوق الإنسان عدو الأنظمة وخصومها في المشرق

15 عاماً من الحياة في حديقة

حق العيش والسكن لا يؤمن به “محمد جريكوس” الذي يسكن في حديقة “الباسل” بـ”طرطوس” منذ حوالي خمسة عشر عاماً بعد أن ترك منزله الصغير الذي لم يعد يستطيع دفع أجرته، بعد أن توقف عن العمل بكي الملابس نتيجة مرضه بالديسك وشلل نصفي أصابه، يقول لـ”سناك سوري” إن هذا الحق لا يعنيه «فليس باقي من العمر أكثر مما مضى».
“جريكوس” مختلف مع عائلته منذ زمن ويعيش بمفرده، حيث كان يعمل بكي الملابس قبل أن يصاب بنكسة صحية حالت دون قدرته على متابعة عمله وتسببت بفقدان مصدر دخله، فانتقل للعمل على بسطة يبيع المسابح وبعض الإكسسوارات وبسكويت وعلكة، ولكنها سرقت ثلاث مرات من مكانها، يقول إنه نتيجة سرقتها تأزم نفسياً وهذه الأزمة النفسية تسبب بسوء وضعه عدم القدرة على الحركة من دون كرسي مدولب.

يضيف: «انتقلت إلى السكن بالحديقة منذ خمسة عشر عاماً في غرفة صغيرة جداً قدمتها لي البلدية، ولكن منذ عدة أشهر لم يعد لهذه الغرفة وجود نتيجة إزالة جدرانها، فبت أنام بالعراء وأستحم بالمياه الباردة في حمامات العامة الموجودة بالحديقة».

محمد جريكوس

يعيش “جريكوس” حالياً على المساعدات التي يقدمها له السكان المحيطين بالحديقة من طعام وشراب، ولكنه حصل على بطاقة ذوي احتياجات خاصة، إلا أنه لم يستفد منها بشي، يعني أخيراً حصل على حق من حقوقه وبات لزام عليه الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان.

“ملحم وجيركوس” ليسا سوى عينات لآلاف بل وملايين السوريين، الذين يبحثون اليوم عن حقوقهم كبشر، حق العيش بكرامة، حق العيش من دون حرب، حق الحصول على سكن، وحق الرعاية الاجتماعية… ووإلخ من حقوق الإنسان، فحقوق الإنسان ليست فقط تلك التي يتحدثون عنها في التلفاز.

اقرأ أيضاً: في اليوم العالمي لحقوق الإنسان.. وددنا لو نكون “حيوانات غربية”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى