الرئيسيةتقارير

مقارنة تقديرية بين دخل الطبيب والسائق والموظف!

الموظف طلع ما بياخد من الجمل إدنو يا دوب ياخد “صماغ الإدن”

سناك سوري-خاص

ازداد متوسط رواتب الموظفين في “سوريا”، إلى نحو 75 ألف ليرة تقريباً، بعد زيادة الراتب الأخيرة يوم الأحد الفائت، بعد أن كان 50 ألف ليرة سورية، لكن ماذا لو أجرينا مقارنة بين دخل طبيب وموظف وسائق سيرفيس؟.

السائق

حددت محافظة “اللاذقية” أجور النقل الجديدة بعد رفع سعر ليتر المازوت إلى 500 ليرة، وعلى سبيل المثال فإن سائق خط “اللاذقية-الجديدة” بمسافة نحو 28 كم، سيحصل من كل راكب على مبلغ 310 ليرات كما حددته المحافظة، بينما يرفض السائقون هذا المبلغ ويصرون على تقاضي 500 ليرة سورية، وغالبيتهم يحصل على أجرة الـ500 ليرة منذ صدور قرار رفع المازوت السبت الفائت.

يقول أحد السائقين على الخط المذكور لـ”سناك سوري”، إن كمية المازوت اليومية الممنوحة له تبلغ 45 ليتراً بسعر 22500 ليرة سورية، تكفيه لـ5 نقلات (النقلة ذهاباً وإياباً)، وسعة السرفيس 14 راكباً، وفي حال امتلأ السرفيس بكل النقلات (وغالباً هذا أمر لا يحدث سوى للسرافيس العاملة ضمن المدن)، فإنه سيحصل يومياً على مبلغ نحو 43 ألف ليرة في حال أخذ التعرفة الرسمية 310 ليرات، يذهب منها 22500 ألف ثمن المازوت، ويبقى 20500 ألف ليرة في حال احتسابها على مدى الشهر دون احتساب أيام الجمعة، فإن السائق سيحصل على دخل شهري 492 ألف ليرة شهرياً.

أما إن أصر السائق على المخالفة وأخذ مبلغ 500 ليرة من الراكب الواحد على المسافة ذاتها، فإنه وبحسب الحسبة السابقة ذاتها مع فرق الأرقام سيحصل على دخل شهري يبلغ مليون و140 ألفا، طبعاً الحسبة لا تتضمن أجور التصليحات والصيانة، والتي تبلغ كما أخبرنا السائق مبالغ خيالية في بعض الأحيان، يضيف السائق لـ”سناك سوري”: «يحتاج السرفيس إلى غيار زيت كل أسبوعين يكلف 60 ألف ليرة هذا طبعاً قبل ارتفاع ثمن المازوت وبالتأكيد حالياً سيزداد، ودوزان مرة كل شهر أو شهرين يكلف بين 300 إلى 600 ألف بحسب نوع السرفيس، بالإضافة إلى الضريبة السنوية 275 ألف ليرة، لذا فإن الأجرة المحددة بـ310 ليرات غير منطقية أبداً».

بعد احتساب تكاليف التصليحات اللازمة شهرياً، فإن السائق الذي سيتقاضى التعرفة الرسمية سيتبقى لديه بحال اضطر لإجراء دوزان تكلفته 300 ألف ليرة للسرفيس 180 ألف ليرة، وإن لم يضطر سيتبقى لديه مبلغ 480 ألف ليرة، كما يقول السائق الذي التقيناه، بينما سيحصل السائق المخالف الذي يأخذ 500 ليرة كأجرة على مبلغ شهري مليون و20 ألف ليرة في حال لم يضطر إلى دوزان، وعلى مبلغ 720 ألف ليرة في حال اضطر.

يضيف السائق قائلاً، إن السرفيس يحتاج كل 6 إلى 7 أشهر، إلى تغيير طقم العجلات، وهذا يكلف بين 600 ألف للأنواع الصينية، و900 ألف ليرة للأنواع الأكثر متانة، أما في حال احتاج السرفيس محرك جديد، فإنه من الممكن أن يدفع نحو 6 مليون ليرة ثمن المحرك.

بالمقابل فإن أغلب وسائل النقل مرتبطة بعقود مع جهات خاصة، على سبيل المثال يتقاضى سائق على خط اللاذقية جبلة، مبلغ 75 ألف ليرة أجرة نقل عمال صباحاً ومساءاً من ريف اللاذقية إلى ريف “بانياس” يعملون في شماعة بندورة، وباحتساب هذا المبلغ فقط دون العمل على الخط سيكون المدخول الشهري كبيراً جداً.

اقرأ أيضاً: سوريا.. دخل شهادة القيادة أعلى من دخل الشهادة الجامعية

الطبيب

ليس من السهل أن تُحصي كم يبلغ دخل الطبيب شهرياً، فالأمر خاضع لعدة موازين، بينها شهرة الطبيب ومجال تخصصه، بالإضافة إلى مكان عيادته وعدد العمليات الجراحية التي يجريها شهرياً في المستشفيات الخاصة، لكننا حاولنا أن نحصي ذلك بطريقة تقديرية ما أمكن.

على سبيل المثال، غالبية الأطباء في “اللاذقية” حالياً يتقاضون كشفية 7000 ليرة سورية، ولنفترض أن عدد المراجعين في اليوم الواحد 10 مرضى (وهو رقم قليل جداً قياساً بالزحام وطول وقت الانتظار لدى الطبيب)، فإن الطبيب سيحصل يومياً على 70 ألف ليرة سورية، أي 420 ألف ليرة أسبوعياً دون احتساب يوم الجمعة كونه عطلة، أي يكون دخل الطبيب الشهري المفترض من المراجعين فقط مليون و680 ألف ليرة، ولنفترض جدلاً أن راتب الممرضة في العيادة 100 ألف ليرة وهو أقل من ذلك بكثير، ولنفترض أيضاً أن الطبيب يدفع فواتير وضرائب وما إلى هنالك بقيمة 150 ألف ليرة، سيتبقى له مليون و430 ألف ليرة، وهو مبلغ قد يحصل عليه من عملين جراحيين بالشهر، ولكم أن تتخيلوا كم يبلغ الدخل الحقيقي للطبيب.

بالمقابل فإن مبلغ المليون و430 ألف ليرة على حسبة دولار المركزي يبلغ 572 دولار، أي ما قيمته 28600 ليرة ما قبل عام 2011 حين كان الدولار بـ50 ليرة، وهو رقم أقل بكثير مما كان الطبيب يتقاضاه في ذلك الوقت.

بالعودة إلى “الموظف” الذي يصنف بأنه من ذوي الدخل المحدود، فإن راتبه الشهري لا يكاد يساوي شيئاً أمام المبالغ أعلاه، فهل يعقل أن شخصاً تعبّ واجتهد في دراسته الجامعية، ليستثمر إمكاناته وخبراته في مجال العمل الحكومي ألا يحصل سوى على أقل من 10% تقريباً من دخل السائق أو الطبيب؟!.

ليس الهدف من هذه المادة، لوم السائق والطبيب على دخولهم الشهرية التي وعلى ارتفاعها ربما لا تكفي أكثر من طعام وشراب، في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني اليوم، إنما الهدف تبيان مدى تراجع قدرة الموظف الشرائية ومدى تراجع دخله الشهري قياساً بباقي الفئات الأخرى في المجتمع، ما يتطلب حلولاً جذرية وعاجلة من الحكومة.

اقرأ أيضاً: بعد الزيادة … ما الذي يمكن فعله بالحد الأدنى للأجور شهرياً؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى