الرئيسيةسناك ساخر

في بلاد القمح.. البرغل أصبح أغلى ثمنا من الأرز!

في محل الجملة.. كففت يدي كأي فاسد آخر يُكمش في هذه البلاد!

غامرت “محسوبتكم” واتخذت قرارا بزيارة محل الجملة (بعد طول غياب)، وذلك بعد أن ادخرت بعض الأموال مع زوجي نتيجة إقلاعه عن التدخين (إيثار من زوجي هو ترك الدخان وضحى وأنا لا)، وبلا طول سيرة يا جماعة، ذهلت باكتشاف خطير، أود أن أتشاركه وإياكم.

سناك سوري-رحاب تامر

هذا يا سادة يا كرام، وفي محل الجملة كان البائع ممتعضاً، معتقدا أننا قادمان (بقدنا ودلقنا) لنشتري كيلو رز أو كيلو عدس بالكثير، لكني تقصدت إفهامه بأننا (جايين نرجع أيام زمان ونشتري ليوم المشترى)، فما كان منه إلا أن بدّل معالم وجهه من العبوس إلى الفرح، مبعدا (كشاشة الدبان، ويا هلا بالرزق).

المفاجأة كانت بأن سعر كيلو البرغل كان 3000 ليرة، وسعر كيلو الأرز نوع صيني 2500 ليرة، فسألت البائع مرة ثانية للتأكد إن كان مخطئاً، فعلى مر حياتي البالغة 38 عاماً، كان الأرز على الدوام أغلى من البرغل في بلادنا بلاد “الئمح”، وحين شاركته نظريتي وتساؤلاتي، وأدفتها بعبارة “شحاري كيف بدنا ناكل مجدرة لكن”، سخر مني وقال لي: «مجد شو، مجدرة ومستقلة فيها، يامدام سعر كيلو العدس أبو حبة صغيرة 4800 ليرة، وأبو حبة كبيرة 7800 ليرة».

مقالات ذات صلة

اقرأ أيضاً: حكاية عائلة دفعت 11 ألف ليرة خلال نزهة البرندة

مالكم عليي يمين، (فلحصت عيوني)، وتمكن صاحب محل الجملة الذي كان “يكش الدبان” قبل قليل، من الحصول على كامل انتباهي ووعيي، لأتبع سؤال بسؤال آخر عن سعر عدس الشوربا، الذي كان 4800 ليرة هو الآخر، “شحاري شو بدنا ناكل لكن”، سألته وقال لي، “قال البطاطا عمترخص”.

أنهيت مشترياتي مع حالة “كف يد” قوية عن الكثير من المنتجات غير الأساسية مثل “البهارات والموالح وغيرها”، (ومرة تانية مالكم عليي يمين حالة كف اليد هي أبلغ من يلي بتسمعوها عادة وقت يمسكوا شي فاسد)، وبدأت عملية الحساب، ليكون المبلغ النهائي الواجب دفعه 69 ألف و700 ليرة سورية فقط لا غير، حملت “رزي وسكري وعدسي وبرغلي وسمنتي وزيتي” بصعوبة خارج المحل، ليس لثقل حمل الكيس، بل لثقل حمل ما حاسبت به، وعلى سيرة الحساب (الله يحاسب الجميع).

تبا للحرب والجفاف، حرمانا صحن “المجدرة” منقذنا من الجوع، وحامي حمى أمننا الغذائي، فيما مضى!.

اقرأ أيضاً: صاحب محل جملة: لسنا مذنبين وتعرضنا لخسائر كبيرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى