أخر الأخبارإقرأ أيضاالرئيسية

في العيد مقابر السوريين حدائقهم والطريق إليها لم يعد مقفراً طويلا

الحرب خطفت الكثير من الأبرياء وتركت ذويهم يعانون آلام الفراق

سناك سوري – غرام عزيز

في مقبرة قرية “خربة السناسل” بمحافظة طرطوس تقف “إلهام” أمام قبر ابنها الشاب تنظر إليه بحسرة والدموع لاتفارق عينيها تخاطبه تناجيه وتحادثه، تعلم بأنه لن يرد لكنها تستمر في زيارته حاملة باقات الورد والريحان وعبوات المياه التي تسقي بها محيط قبره الذي حولته لحديقة.

ومع أول أيام العيد لابد للأم الثكلى أن تزور ابنها البكر الذي لطالما كان يزورها ويعايدها قبل أن تحل لعنة الحرب وتخطفه منها،وهي اليوم تستذكر في حديث خاص مع سناك سوري آخر معايدة بينهما فتقول:«اتصل بي وأخبرني أنه لن يتمكن من الحضور لمعايدتي فعمله لا يسمح له لكن صوته عبر الهاتف كان يبعث في قلبي الطمأنينة ويخفف من آلام فراقه وخوفي الشديد وحزني عليه، وتكمل بتنهيدة طويلة :اليوم حتى هاتفه لم يعد يرن، وكل مابقي لي من ذكرياته هذه القطعة الصغيرة من الأرض في المقبرة».

“إلهام” ليست الوحيدة التي زارت المقبرة في أول أيام العيد فمثلها “أم وسيم” التي لم تتوقف يوماً بأي مناسبة عن زيارة قبر ابنها الذي فقدته منذ 6 سنوات بسبب الحرب وهي في كل مرة تحمل إلى قبره البخور وأكاليل الغار والريحان كما زينت جنبات قبره بأنواع مختلفة من الأزهار التي أحضرتها من حديقة منزلها وصممت على الاعتناء بها حتى تكبر وتنمو.

الطريق إلى المقبرة اليوم أصبح أكثر ازدحاماً والسوريون اعتادوا على أخبار الموت التي جعلت منها الحرب عادة يومية حتى أن ضحايا الحرب يتجاوزون المئات في أصغر قرية سورية وهو مادفع السكان للمطالبة بتخديم المقابر بطرق نوعية لتخفيف معاناة وصولهم إليها كون البعض منها يقع في مناطق بعيدة عن أماكن السكن في الريف بشكل عام، فيما يتطلع السوريون لقرب انتهاء الحرب ووقف نزيف الأرواح الذي أنهك قلوبهم ودمر حياة الكثيرين منهم.

يشار إلى أن ضحايا الحرب على امتداد السنوات السابقة والذين أحصاهم المرصد السوري لحقوق الإنسان في الفترة مابين 15 آذار 2011 حتى 15 آذار 2018 يقدرون بنصف مليون إنسان.

اقرأ أيضاً: لسويداء تستقبل العيد بالحزن والحداد والأطفال يبحثون عن الفرح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى