الرئيسيةشخصيات سوريةفن

“عصام عبه جي”… “وينك يا عبد الرحمن” الجمهور يفتقدك

“عصام عبه جي” .. نهاية مسيرة فنان ناضل وتمرد على مجتمع ليقف على خشبة المسرح قبل التلفاز

سناك سوري – سها كامل

“وينك يا عبد الرحمن.. مين عم ينادي عليّ.. أنا مرتك مانك سمعان.. شو بدها مرتيّ فيّ..تلفنولي من الإذاعة..قمت ورفعت السماعة..شو قالوا.. بدّن منّا نقدملن تمثيلية..شو بدنا نحكي فيها.. عالحياة اليومية..”، إنها شارة برنامج “يوميات عائلية”، البرنامج الذي حقق شعبية واسعة في ستينيات القرن الماضي، عندما اختارت إذاعة دمشق الفنان السوري الراحل “عصام عبه جي” ليأخذ دور البطولة مع الفنانة “وفاء موصللي”.

صوته الدمشقي الأصيل، كان يُطل يومياً عند الثامنة صباحاً عبر أثير إذاعة “دمشق”، ليصل إلى الموظف والتاجر وساق التاكسي وربة المنزل السورية، ويحكي عن قضايا ومشاكل مجتمعية لامست السوريين وجعلت من “عصام عبه جي” الممثل الأكثر قرباً للجمهور.

مقالات ذات صلة

“عصام عبه جي” الذي ناضل للوقوف على خشبة المسرح، رغم معارضة عائلته، يعتبر من مؤسسي “المسرح القومي” في سوريا، وكان من أوائل الفنانين الذين وقفوا على خشبته، بعد صدور المرسوم الذي سمح بقيام مسرح حكومي عام 1960، ليكون حجر الأساس في تأسيس المسرح القومي الأهم في سوريا حتى اليوم، ومن أعماله المسرحية “الحياة حلم”، “موتى بلا قبور”، “طرطوف”، “قاضي وادي الزيتون”، “حرم سعادة الوزير”.

مع الفنان “ياسر العظمة” على خشبة المسرح

وفي العام نفسه، انطلق “التلفزيون” في سوريا،  فكان “عصام عبه جي”، بابتسامته الدائمة، و لهجته الشامية العتيقة، جزء من هذه الشاشة، و أطل بأعمال درامية مختلفة، منها “حارة القصر” عام 1970 و”زقاق المايلة” عام 1972 و”رحلة المشتاق” عام 1977  و”مرايا” بأجزائه المتتالية  و”عيلة خمس نجوم” و”نهاية رجل شجاع”، و”يوميات مدير عام” وغيرها.

“عصام عبه جي” في مسلسل “عيلة خمس نجوم”

اقرأ أيضاً: “سليم كلاس” الفنان الذي ارتبط اسمه بالأناقة.. فمن أين جاءت أناقته؟

ومع بداية السبيعينات، و ازدياد مسلسلات البيئة الشامية، كان للفنان “عبه جي” حصّة في كل مسلسل، أكثرها شهرة شخصية “التاجر الدمشقي”، التي لم يقدمها فقط بل أضاف عليها من أصالته الدمشقية  وبيئته ومنها “الخوالي” و “باب الحارة” و “زمن البرغوت” وغيرها.

أما السينما، فكان للفنان الراحل حصته فيها أيضاً،  وشارك  في عدة أفلام سينمائية منها “كفر قاسم”، “اليازرلي”، “المرابي”، “الحسناء” و”قاهر الفضاء”، “الأبطال يولدون مرتين”، “التقرير” “راقصة الحب”.

و قال في أحد لقاءاته التلفزيونية «أدواري المتنوعة في مسلسل “مرايا” هي أكثر الشخصيات المحببة لدي، أما أدواري في مسلسلات البيئة الشامية، رغم أني أحبها لكنها لا تشبهني في الواقع، حيث أبدو من خلالها قاس القلب ولا أقبل النقاش، وفي الحقيقة أنا شخص سهل الميراث وأحب الاستماع».

وبعد مسيرة فنية غنيّة بالأدوار المختلفة ورحلة في عالم الإذاعة والمسرح والتلفزيون والسينما زادت عن 30 عاماً، رحل ابن مدينة دمشق في 24/11/2014، عن عمر يناهز الـ 75 عام إثر نوبة قلبية حادة، ليوارى الثرى في مقبرة “زين العابدين” بدمشق، بعيداً عن الصحافة والكاميرات.

اقرأ أيضاً: ولدت “نجاح حفيظ” ورحلت “فطوم حيص بيص”.. عندما تطبع الشخصية في ذاكرة المتلقي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى