الرئيسيةشباب ومجتمع

طلاب الجامعة في سوريا… الدخل من قريبه والمصاريف من المريخ

رغم التقشف والحسابات .. كم يحتاج الطالب الجامعي شهرياً كمصروف خاص؟

يحتاج الطالب السوري مبلغاً يتراوح بين 300 إلى 500 ألف ليرة كمصروف شهري لتغطية احتياجاته اليومية من مواصلات ومحاضرات ولوازم حياتية.

سناك سوري- مراسلون

وبعد استطلاع آراء عدد من الطلاب من مختلف المحافظات السورية. أجرى سناك سوري عملية حسابية أظهرت أن الطالب يحتاج وسطياً 15 ألف ليرة كمصروف يومي.

المواصلات تأكل نصف المصروف

تحتاج “ليليان 21 عاماً” 5 آلاف ليرة يومياً كحد أدنى لأجور النقل من قريتها بريف “اللاذقية” إلى جامعتها. وتضطر الشابة التي تدرس في كلية الهندسة المعلوماتية بجامعة “تشرين” في أيام استثنائية أن تستقل “تكسي ركاب” بأجرة 3 آلاف ليرة للذهاب دون احتساب تكلفة العودة فيما لو لم يحالفها الحظ بمقعد في السرافيس.

تقول ليليان لـ سناك سوري: «أنا لا أعمل وأحصّل مصروفي من أهلي وهذا يشكل عبئاً كبيراً عليهم».

تشير الطالبة أن شراء كوب شاي أو قهوة أصبح من الرفاهيات. فسعر فنجان القهوة أو الشاي 4000 ليرة. كما لا يُقل ثمن المحاضرة الجامعية الواحدة في فرعها الدراسي عن 3500 ليرة. وتكلفة المحاضرات خلال الفصل لا تقل عن 60 ألف ليرة لـ 6 مواد.

مصاريف إضافية تتكلفها “جولي زوان 20 عاماً” في دراستها للهندسة المعمارية. تضاف إلى أجور المواصلات من منزلها في ريف “اللاذقية” إلى الجامعة. والتي تقدّر بـ 5 آلاف ليرة يومياً. حيث تحتاج “زوان” إلى 4 كراتين للرسم أسبوعياً سعر الواحدة 2500 ليرة. فضلاً عن عدة الرسم التي يشتريها الطلاب مع بداية العام الدراسي.

تقول “زوان” لـ سناك سوري: « بالنظر إلى المشروبات أو السندويشة. التي قد يعتبرها البعض من الكماليات فهي مصاريف محسوبة لطلاب العمارة تضاف إلى مجمل المصاريف. وخاصة أن طالب العمارة يقضي جل نهاره في المراسم».

أقرأ أيضاً: طلاب خسروا امتحاناتهم بسبب الطقس.. لماذا لم تؤجلها جامعة تشرين؟
طلاب جامعة البعث .. أعمل وأدرس

يضطر “عمران 24 عاماً” لإعطاء دروس خصوصية بمادة الرياضيات لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية. لتأمين مصروف جامعته فهو يدرس السنة الرابعة اختصاص رياضيات بجامعة البعث.

يسكن الشاب في مدينة “حماة” ويحتاج 5000 ليرة تكلفة المواصلات اليومية للوصول إلى جامعته في حمص.

ويوضح “عمران” بالقول «المصاريف لا تنتهي هنا. مصروف الطالب الجامعي ليس فقط ما يتكلفه لقاء المواصلات. وإنما يضاف عليه تكلفة شرب فنجان قهوة وكروسانة في الجامعة بمبلغ 5000 ليرة. وتكلفة المحاضرات الجامعية ولوازم العملية الدراسية وغيرها الكثير من المتطلبات التي يحتاجها كل طالب منا».

ويشير إلى أنه يضطر لتلقي دروس خاصة لبعض مواده الجامعية. ولا تقل كلفتها عن 100 ألف ليرة للمادة الواحدة.

في “حمص” أيضاً. تدفع “ليلاس 23 عاماً”. 150 ألف ليرة إيجاراً لمنزل مشترك مع صديقاتها. بينما يبلغ مصروفها الجامعي الشهري 400 ألف ليرة.

اختارت الشابة التي تدرس الهندسة البيتروكيماوية تحمّل تكاليف إضافية. عوضاً عن السكن الجامعي لتحصل على مساحتها الخاصة للدراسة والراحة النفسية.

تقول الشابة لسناك سوري «أن الطالب الجامعي السوري يحتاج لبنك خاص يُنفق عليه، فالأموال التي يرسلها لي والداي تنتهي بسرعة البرق».

ورغم أنها تتقاسم مع زميلاتها تكاليف الطعام إلا أن الأسعار تحمّلها أعباءً إضافية حيث قالت لـ سناك سوري «سعر قطعتين من الفروج 20 ألفاً، فيما سعر كيلو الأرز 8 آلاف ليرة. وكيلو اللبن 4 آلاف ليرة. أي تُكلف الطبخة 28 ألف ليرة نتقاسمها نحن الأربعة».

أقرأ أيضاً: حمص.. مئة ألف ليرة أجرة غرفة لطلاب جامعة البعث
مصروف الطالب يمنعه من الدوام اليومي

يحتاج الشاب “محمد كحيل” وهو طالب في كلية العلوم بجامعة حلب 15000 ليرة في كل مرة يذهب فيها للجامعة تتضمن أجور المواصلات وتناول سندويشة مع فنجان شاي دون حساب تكاليف المحاضرات الجامعية.

قرر الشاب الذهاب للجامعة في الأيام المخصصة لإعطاء الجانب العملي وذلك لتوفير النفقات المترتبة عليه.

يقول “كحيل” لسناك سوري «اضطررت للعمل الخاص لتغطية مصاريف الجامعية. فشراء المحاضرات أمر مرهق ومُكلف وعائلتي لا تستطيع تحمل أعباء تكاليف دراستي التي تزداد كل يوم».

أقرأ أيضاً: طلاب في جامعة حلب يصفون معاناتهم بطريقة ساخرة
السكن والمواصلات والدراسة تتقاسم مصروف أبناء ريف دمشق

استأجرت “دلال” وهي طالبة في السنة الثانية بكلية طب الأسنان منزلاً مع صديقاتها يكلفها إيجاره 150 ألف ليرة شهرياً. إضافة إلى 50 ألف ليرة كمواصلات بين المنزل في “يبرود” والجامعة في “دمشق”.

الثمن التي تدفعه دلال مضاعف. فاختصاصها العلمي يزيد التكاليف المترتبة عليها. حيث يحتاج الطالب الذي يدرس طب الأسنان شراء مواد سنية تكاليفها مرتفعة وباهظة.

وأوضحت دلال لـ سناك سوري :«بأول كل فصل دراسي أدفع 300 ألف ليرة، وأتكلف 100 ألف ليرة مقابل المواد التي أشتريها. ليكون مصروفي العام بين الجامعة والمصاريف الشخصية 500 ألف ليرة شهرياً»

يجمع الطالب “زين” جزءاً من تكاليف مصروفه الجامعي خلال عمله في الصيف. فالشاب الذي يدرس في كلية الإعلام يحتاج شهرياً، ما بين 450 إلى 500 ألف ليرة. ويحتاج 100 ألف ليرة خلال الفصل الدراسي أجور المحاضرات الجامعية وطباعة الجانب العملي.

يقول زين لسناك سوري «أحتاج نحو 300 ألف ليرة كتكلفة للطعام والشراب. لوجبتين فقط خلال اليوم» مضيفاً «والداي موظفان ويرسلان لي ما تيسر من راتبهما. ومع راتبي فالمصاريف كثيرة ولا تكفي ».

أقرأ أيضاً: أضخم دفعة صيدلة بجامعة دمشق بغالبية أنثوية
طلاب جامعة الفرات منين بدنا نجيب؟

تنفق “سمر 23 عاماً” 300 ألف ليرة شهرياً كمصروف خلال دراستها الهندسة البيتروكيماوية في جامعة “الفرات”.

وبينما لا يتجاوز راتب والديها كموظفين حكوميين 220 ألف ليرة فإن “سمر” تضطر للحصول على دخلها من عائلتها. وتقول لـ سناك سوري. «مصروفي كطالبة جامعية يساوي ضعفي راتب والداي. التكاليف باهظة جداً على عائلاتنا خاصة إن كان في العائلة طالبان جامعيان».

وتبيّن “سمر” أن العائلة تعتمد على ما يرسلها أخوها المقيم في “دبي”. لكن المتطلبات المعيشية أصبحت أغلى وأصعب والدخل لا يكفي رغم الحوالة الشهرية.

تحتاج “سمر” 1200 ليرة يومياً للمواصلات العامة بين منزلها في “حي القصور” إلى جامعة الفرات. بينما يبلغ سعر المحاضرات التي تحتاجها أسبوعياً نحو 50 ألف ليرة. في حين دفعتها الأسعار المرتفعة في الجامعة إلى ألّا تضع ضمن أولوياتها شراء أي مشروبات أو تناول طعام ضمن الجامعة إلا عند الضرورة.

كما لفتت إلى أن القرطاسية تضاف إلى الأعباء التي يتكبدها الطالب الجامعي. فيما بلغ سعر القلم الأزرق مثلاً 2000 ليرة.

على الرغم من اختلاف المصاريف الجامعية بين كل طالب وآخر. بحسب الفرع الدراسي وبعد مكان إقامته عن الجامعة. إلا أن المتفق عليه أن التكاليف التي يتكبدها الطلاب لا تتناسب مع مداخيل عائلاتهم إذا كانوا من ذوي الدخل المحدود.

وأنتم كيف تقسّمون مصاريفكم الجامعية؟ وكم تحتاجون شهرياً كمصاريف؟.

اقرأ أيضاً:طلاب الإعلام في سوريا .. خريجون بأقلام مكسورة في سوق العمل

زر الذهاب إلى الأعلى