الرئيسيةشباب ومجتمع

طلاب الإعلام في سوريا .. خريجون بأقلام مكسورة في سوق العمل

%73.6 من الطلاب لم يجدوا فرصة عمل .. مناهج نظرية لا تصنع صحفيين

يشعر معظم خريجي كلية الإعلام في سوريا وكأن أقلامهم مكسورة في المهنة التي حلموا بها. وعليهم بعد التخرج أن يجبّروها بجهدهم وتدريبهم حتى يتمكنوا من دخول سوق العمل.

سناك سوري _ سدرة نجم

حيث يغيب الجانب العملي عن الدراسة في كلية الإعلام بجامعة “دمشق”. بما يتضمنه من تدريب للطلاب على التعامل مع التقنيات المطلوبة في العمل الإعلامي. سواءً في مجال التحرير أو التصوير أو المونتاج أو الإخراج أو تقنيات الصوت والإلقاء والتقديم الإذاعي. ومهارات المراسل وإدارة المواقع الإلكترونية وتصميمها، واحتياجات كل تخصص في العمل الإعلامي.

وإذا حضر الجانب العملي في بعض المواد فيكون بخجلٍ شديد وبطريقة لا تكفي لإعداد طالب مؤهل وتخريجه من كلية جامعية.

لا فرص عمل بغياب الخبرة

أجرى سناك سوري استطلاع رأي شمل عيّنة عشوائية من 34 شخصاً هم طلاب وخريجون من كلية الإعلام في جامعة “دمشق” بنظامَي التعليم العام والمفتوح، وفي الجامعة الافتراضية السورية.

وبحسب نتائج الاستبيان. فإن 73.6% قالوا أنهم وجدوا صعوبة في إيجاد فرصة عمل . سواءً خلال سنوات الدراسة أو بعد التخرج لعدم توافر الخبرة العملية لديهم.

غياب التدريب العملي .. والبحث عن تطوير ذاتي

بعد تخرّجه من كلية الإعلام بدمشق. صدم “بشار دولة – 26 عاماً” حين اكتشف أن دراسته الجامعية لم تمنحه المهارات المطلوبة للصحفي. فقرر تطوير نفسه ذاتياً بالانضمام لدورات تدريبية ومتابعة قنوات تعليمية على يوتيوب للاستفادة من محتواها.

وفي كلية الإعلام بالجامعة الافتراضية. لم تتلقَّ “رنيم 21 عاماً” أي تدريب عملي خلال سنوات الدراسة. حيث اقتصر الجانب العملي على إعداد حلقات البحث.

وقالت “رنيم” لـ سناك سوري «هذا الأمر الذي أدى إلى نقص معرفي وعلمي واضح لي ولرفاقي في الجامعة كطلاب إعلام» وأضافت «عند تخرجنا من الجامعة لن نكون قادرين على العمل الصحفي لأننا نفتقد الكثير من الأساسيات العملية».

استبيان لعينة من 34 طلاب الإعلام

أما “بتول 22 عاماً” وعند قبولها في فرصة عمل. وجدت نفسها لا تعرف كيف تبني مادة صحفية، رغم أنها طالبة إعلام في السنة الرابعة بنظام التعليم المفتوح. إذ اقتصرت دراستها على الجانب النظري فقط بغياب أي تدريب عملي. حيث قالت لـ سناك سوري أنها اندفعت نحو تطوير نفسها بقضاء وقتٍ أكبر في القراءة والمزيد من التدريب على الكتابة. وهي ليست الوحيدة فمئات الخريجين عملوا على تطوير ذاتهم بأنفسهم سواء بعد التخرج أو خلال فترة الدراسة.

وقد اتبعوا طرقاً مختلفة منها التجريب الذاتي، ومنها استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ومنهم من تدرب مجاناً في وسائل الإعلام حتى يتعلم.

اقتراحات لتطوير مهارات الطلاب

يقول الأستاذ في كلية الإعلام “سامر سيف الدين” لـ سناك سوري أن نقص التجهيزات التقنية هو السبب الرئيسي لضعف الجانب العملي. مقترحاً توفير تجهيزات تقنية وزيادة عدد جلسات العملي وإعطاء الفرصة لمدربين وصحفيين لديهم خبرة عملية.

في حين. يقترح 63% من طلاب كلية الإعلام المشاركين في الاستبيان. توفير استديوهات مجهزة بكل التقنيات اللازمة لطلاب الأقسام الأربعة للاستعداد والتجهيز للانطلاق نحو سوق العمل الصحفي.

وتدعو الطالبة “ليلاس إبراهيم 22 عاماً” إلى تأمين فترة تدريبية 6 أشهر قبل التخرج. أما “رانيا 21 عاماً” تقترح إقامة برامج إذاعية وتلفزيونية عملية ضمن الكلية وإعطاء فرصة لجميع طلاب الكلية للمشاركة فيها. وأن يكون الكادر وفريق العمل كله من الطلاب بإشراف الأساتذة المختصين.

من جهته دعا “وائل الأمين 25 عاماً” الجامعة لعقد شراكات وتأمين فرص تدريبية ضمن المؤسسات الإعلامية الحكومية والخاصة.

اقتراحات كثيرة خرج بها الطلاب والطالبات خلال الحديث معهم من بينها إطلاق موقع الكتروني ضمن كلية الإعلام وفسح المجال للطلاب لكي يتدربوا فيه.

لا يمكن إغفال أهمية الجانب العملي التطبيقي. في دراسة وممارسة مهنة كالصحافة، فمع غياب التدريب العملي خلال سنوات الدراسة الجامعية. فإن النجاح في المقررات النظرية والحصول على شهادة التخرج لن يكون كافياً لصناعة صحفي مميز حتى وإن كان الأكثر تفوقاً في جامعته. ما يستدعي تغييراً في النظر إلى كلية الإعلام كمجرد مكانٍ للدراسة التلقينية وتحويله إلى مصنع لصحفيين وصحفيات بإمكانهم الدخول بثقة إلى سوق العمل والتقدّم إلى العمل في المؤسسات الإعلامية.

اقرأ أيضاً:11 عاماً و حلب تنتظر كلية الإعلام!

زر الذهاب إلى الأعلى