الرئيسيةرأي وتحليل

شهر مضى على الزلزال .. السؤال الذي لا يطرحه أحد وماذا بعد؟

هل تكفي مساعدة المنكوبين بالغذاء والدواء والخيام؟

يستمر وصول طائرات وشاحنات المساعدات الإغاثية إلى “سوريا” بعد نحو شهر كامل من الزلزال الذي ضربها في السادس من شباط الماضي.

سناك سوري _ دمشق

ورغم مرور هذا الوقت لا يزال المشهد العام للعملية الإغاثية يوحي بالتخبط وغياب الرؤية بعيدة المدى لمصير العائلات المنكوبة، التي باتت نسبة كبيرة منها تسكن الخيام في الشوارع والحدائق إلى جانب تلك العائلات التي تسكن في مراكز الإيواء.

آلاف الأطنان من المساعدات دخلت الأراضي السورية منذ الكارثة، وأبرز سماتها أنها تركّزت في معظمها على المواد الغذائية والخيام والأدوية، أي أنها كانت مناسبة تماماً كحلول إسعافية لمساندة المنكوبين الذين فقدوا منازلهم.

لكن وبعد مضيِّ قرابة شهر على المأساة بدأت التساؤلات في الشارع تظهر حول مصير هذه المساعدات لا سيما وأن حجمها هائل كما تورِد المعلومات الرسمية حيالها، وهي مستمرة بالتدفق تباعاً.

إلا أن السؤال الأهم والذي لا يريد أحد على ما يبدو أن يطرحه لصعوبة الإجابة عليه، وماذا بعد؟، ماذا بعد إطعام المنكوبين وتأمين الدواء خلال شهر وشهرين وحتى سنة، ما مصيرهم بعد ذلك؟ إلى أي سكنٍ سيؤون؟ وهل سيمضون بقية حياتهم إما في مركز إيواء أو تحت ظلال خيمة؟.

اقرأ أيضاً:عرنوس يناشد دول العالم تقديم المساعدات لتحسين الوضع الإغاثي

تقول الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء، أن الحكومة السورية وخلال اجتماعها أمس أكدت على سرعة تجهيز وتركيب نحو 400 غرفة مسبقة الصنع مجهزة بكافة الخدمات في “اللاذقية” و”حلب” كسكنٍ مؤقت للمتضررين.

ما يعني أن الحكومة ستؤمن سكناً بديلاً لـ 400 أسرة متضررة، في حين يبلغ عدد الأسر المتضررة 91794 يبلغ عدد أفرادها 414304، مع وجود 4444 مبنى غير آمن وغير قابل للتدعيم، و29751 مبنى بحاجة تدعيم، بالإضافة إلى هدم 292 مبنى آيل للسقوط وذلك بحسب تقرير اللجنة العليا للإغاثة عن الأضرار التي خلفها الزلزال في “سوريا”، ما يظهر تواضع رقم 400 مسكن.

في رحلة البحث عن الحلول، بادرت غرفة صناعة “حلب” لجمع تبرعات مالية، وتقديم مبلغ مليوني ليرة للأسر المتضررة ليكون بدل إيجار لفترة مؤقتة، وقد ذكرت صفحتها الرسمية أن المنحة وصلت إلى 300 أسرة.

العائلات المنكوبة لم تخسر منازلها فقط، بل خسر معظم أفرادها أعمالهم ومصادر دخلهم، علماً أن المستوى المعيشي للمتضررين ولسائر السوريين لم يكن في ذروة أمجاده قبل الكارثة، لكنه تدهور أكثر فأكثر بعدها ما يضاعف الحاجة لخلق فرص عمل جديدة للمتضررين تدعمهم مادياً وحتى معنوياً.

الحاجة لمشاريع تنموية مستدامة في البلاد التي تدخل العام الثاني عشر للحرب لم يخلقها الزلزال بل ضاعفها، وكما غابت هذه المشاريع قبله فإنها تغيب بعده لكن المأساة صارت أعمق، بانتظار أن تخلق الجهات المعنية حلولاً فعالة تنقذ ما تبقّى ومن بقوا في هذه البلاد، ولا تكتفي بتقديم ذريعة “الإمكانات المحدودة”.

اقرأ أيضاً:عن سرقة المساعدات الإنسانية في سوريا؟

زر الذهاب إلى الأعلى