حرية التعتير

سوريا: مدينة الـ 360 نبعاً مهددة بالعطش والانهيار

آلاف الآبار المحفورة استنزفت المياه الجوفية، وكارثة بيئية قد تشهدها المنطقة.

سناك سوري – متابعات

تشهد مدينة “رأس العين” السورية التابعة لمحافظة “الحسكة” ظاهرة خسوف التربة، الناتجة عن انعدام المياه الجوفية، بعد استغلالها الجائر من قبل الجانب “تركيا” عن طريق حفر الآبار. حيث كانت تشكل خزاناً مائياً هائلاً، وتعد من أكثر المناطق السورية تفجراً بالينابيع.

وباتت الأرض في “المالكية” أو “سري كانية” كما يطلق عليها في “الحسكة” رخوة بشكل كبير، وتهدد السكان بأي لحظة بالإنهيار حسب المختصين في “الجيولوجيا” الذين قدروا  أن حوالي 30 متراً الأرض باتت شبه فارغة، نظراً للنقص الشديد في المياه الجوفية، بعد كثرة الآبار التي تحفر من قبل “تركيا”، وسحب المياه الجوفية بكميات هائلة، ما يؤدي إلى تشكل تجويفات في بطن الأرض.

تقول وكالة “هاوار” في تقرير عن هذه الكارثة: «حتى عام 2002 كانت الينابيع تغذي المنطقة بالمياه، كما كانت مصدراً للمياه بالنسبة لنهر الخابور، وبسبب تغير المناخ وسياسات “تركيا”، جفّت كافة الينابيع».

وتبلغ أعداد الأبار المحفورة من الجانب السوري 2814 بئراً بحرياً في المدينة، في حين حفرت تركيا على الحدود مباشرة ما يقارب الأربعة آلاف بئر، يعملون ليلاً ونهاراً وبطاقة كاملة، ما أدى لإغلاق الطريق أمام الينابيع التي تأتي إلى المنطقة عبر الأقنية والآبار.

اقرأ أيضاً في الحسكة استبدلوا صلاة الإستسقاء بإطعام الأطفال.. فهل يهطل المطر؟!

الأرض التي كانت كلسية فيما مضى، وباتت تشهد انخسافات متوالية في عدد من القرى التابعة للمدينة، حيث ذكر مدير الدائرة الفنية في بلدية “سري كانية” أو “رأس العين”: «أن أرض منطقة “زركان” خسفت لأول مرة في عام 2005. وفي المرة الثانية حدث ذلك في نفس المدينة عام 2007 ومازال الأمر مستمراً. نحن أجرينا بحثاً في عام 2007 عن ذلك، وتبين أن المياه نقصت بقدر 22 متراً. الأمر الخطير أننا لا نعرف في أي منطقة يوجد النقص. وعندما تهطل الأمطار تخسف الأرض، وهذا ما يؤدي إلى كسر أقنية الصرف الصحي، لتختلط مياه الأمطار مع مياه الصرف الصحي، وتختلط مع المياه الجوفية. وقبل مدة خسفت الأرض تحت صهريج للمياه عائد للبلدية، وابن سائق الصهريج علق تحت الصهريج وفقد حياته على إثرها».

الكارثة الكبرى التي لا يستطيع أحد من الأهالي التعايش معها، تبدو في مراحل بناء البيوت التي تزيد من الثقل، ما يؤدي إلى الهبوط السريع للتربة، والحل بالتوقف عن حفر الآبار، وإيجاد مصادر جديدة لمياه الشرب والاستعمالات الأخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى