أخر الأخبارحكي شارع

سوريا: استثمار طوابير البينزين للتجارة وتحسين العلاقات الاجتماعية

بعد سنوات من الحرب .. السوريون اعتادوا تحويل مصائبهم إلى فرصة للحياة

سناك سوري – دمشق

أعلنت إحدى شركات الصناعات الغذائية  في “دمشق” عن حملة تذوق مجانية لمنتجاتها من راحة الحلقوم بمختلف أنواعها، مستغلة طوابير السيارات على الكازيات، لترسل موظفيها وتوزع منتجاتها على السائقين المنتظرين بهدف تسويقها والتعريف بالمنتج.

باتت طوابير البنزين الطويلة والطويلة جداً هدفاً لبعض أصحاب الشركات التجارية من أجل ممارسة عمل دعائي لمنتجاتهم، ولم لا؟ فأعداد الزبائن كبيرة جداً (بحسب أطوال الطوابير)، والظرف مناسب لتغيير “المزاج” السيئ لسائق السيارة المنتظر، عبر قطعة راحة من النوع الجيد مثلاً، ما يشكل بيئة مناسبىة للتسويق الدعائي.

صور أخرى تداولتها بعض صفحات الفيسبوك عن مجموعة من الشبات والفتيات يوزعون أنواعاً من البسكويت على ركاب السيارات المنضوية في الطابور كنوع من الدعاية للشركة المنتجة، في الحقيقة يبدو أن الطوابير تدعم الاقتصاد الوطني بطريقة أو بأخرى!.

إذاً رب ضارة نافعة، ومصائب قوم عند قوم فوائد، ومثلما خلقت طوابير الغاز بعض فرص العمل (نطرة دور مقابل مبلغ معين مثلا)  ومثلها فعل تقنين الكهرباء (صارت الناس تشتغل بتركيب الليدات، والبطاريات والذي منو ) يبدو أن طوابير البنزين سيتم استثمارها على خير ما يرام ( تسويق تجاري).

وقد نشاهد غداً عربيات الفول والذرة، والبوظة .. بجانب الكازيات، إذا ما طالت الأزمة أكثر (لا قدر الله).

اقرأ أيضاً: خبيران يابانيان في سوريا

قد يقول قائل هذه الفائدة متاحة لغير المنتظرين على الكازية، فماذا عن أصحاب السيارات الذين يهدرون يومياً الكثير من الوقت بانتظار ساعة الفرج ووصول الدور إليهم، ليأتي الجواب من إحدى المواطنات (الإيجابيات جداً) والتي اعترفت بفضل طوابير البنزبن عليها من حيث الاستماع لباقة من الأغاني لمدة ساعتين وعشرين دقيقة، لم يكن متاحاً لها سماعها منذ زمن بسبب زحمة العمل، وكذلك الرد على الرسائل والإيميلات الخاصة، إضافة لفرصة التعارف على زملاء الطابور وتبادل أطراف الحديث ( يمكن بكرة تصير فرص تعارف وخطبة وزواج للعزابية  مين بيعرف).

الانتظار على الطابور مكن المواطنة أعلاه من ممارسة بعض الهوايات مثل المطالعة والانتهاء من قراءة رواية، إضافة للاطلاع على مجمل تفاصيل ميكانيك السيارة وتفقدها جيداً  لتكتشف أنها بحاجة لبعض الصيانة، فضلا عن التعرف على جميع إشارات المرور  التي كان بعضها مجهولا بالنسبة لها بسبب غياب تلك الإشارات عن الطرقات التي تسلكها.

ومن اللافت أيضاً في دمشق على سبيل المثال أن السيارات التي تقف على دور البينزين بأغلبها مليئة بالاشخاص، بعضها فيها مجموعة أصدقاء، والبعض الآخر فيها أسرة (زوج وزوجة والأبناء)، بينما يتصل حسام مع صديقه سلام ليتفقا على موعد “نميمة” عند السادسة مساءً على دور الكازية مع صديقين آخرين، فالانتظار أصبح فرصة لتقوية العلاقات الاجتماعية وحتى التعاون حيث تجد 3 سائقين مثلاً يقومون بدفع سيارة من السيارات الواقفة في الدور لكي لاتستهلك بينزين أو لأن بينزينها خالص (نوع من التعاون).

إذا ً كما ترى عزيزي القارئ، كل “أزمة” هنا هي فرصة عليك أن تستغلها، وتحولها إلى منحى إيجابي، تستفيد منها، فإما أن تستغل طابور البنزين في إيجاد عمل ما يدر عليك ربحاً، أو أن تستغل وقت الانتظار في ممارسة هواية جيدة، قد تنهي مستويات متقدمة من إحدى ألعاب الموبايل المفضلة لديك، أو تستغل الوقت باعتباره سيراناً مع مجموعة من أصدقائك مع إحضار العدة الكاملة من قهوة وشاي واركيلة، أو تلعبون “الشدة” .. بدلاً من أن  تتقطع حبالك الصوتية وأنت تكيل اللعنات، أو أن تزداد تجاعيد وجهك نتيجة عبوسك الدائم، أو أن تنهمر الدموع من عينيك على ما وصلت إليه حالتنا جميعاً.

اقرأ أيضاً: نصائح هامة للسائقين المنتظرين في طابور الكازية.. من العار هالكم ساعة يأثروا عليكم!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى