الرئيسيةيوميات مواطن

سناك سوري يفتح دفتر ديون سوريين … ماذا كتب فيها السمان؟

في دفتر السمان كتب علينا الحياة بالدين

سناك سوري – حسان إبراهيم

يفتح “أبو حسان” قلبه لنا بعد دفتر الدين الخاص في دكانه الصغير الذي يعتاش منه إلى جانب وظيفته الحكومية التي تعود عليه براتب لا يتجاوز الـ 60 ألف ليرة سورية بعد 30 سنة خدمة فماذا يبقى منه يا ترى؟!

دفتر السمان شر لابد منه

البيع بالدين  أمر مجبور عليه كل صاحب دكان سمانة كما يقول “أبو حسان” في حديثه مع سناك سوري ويتابع: «منذ 15 عام وأنا أعمل في هذه المصلحة، ولم ينقطع البيع بالدين والتسجيل على الدفتر ولا مرة، ولكن لم يكن الحال كما هو عليه في السنوات الأخيرة الماضية، فالأرقام أصبحت بعشرات الألوف وأحياناً تقارب المئة، لكننا مجبورون على فتح حساب للناس لأن الجميع يعمل بهذه الطريقة في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة».

اقرأ أيضاً: سوريا: ارتفاع جديد للأسعار بحوالي 10%.. إشاعة زيادة الراتب السبب!

مئة ألف وأكثر…

يفتح  “أبو حسان” دفتر ديونه ليطلعنا على ما فيه من خيرات –على حد وصفه-  حيث يقول: «هناك عائلات حسابها يصل إلى أكثر من 100 ألف ليرة في الشهر والأغلبية منهم أصبح الشراء بالدين عادة لديهم رغم قدرتهم على الدفع كاش، لكن السواد الأعظم من الدائنين لديهم معدل وسطي يتراوح بين 40-50 ألف شهرياً، وتختلف طريقة الدفع بين شخص وآخر، فمنهم من يدفع كامل حسابه في أول الشهر وقسم آخر يقسط المبلغ على دفعات، وعند التشطيب يعاد نفس السيناريو مجدداً والحبل على الجرار».

اقرأ أيضاً: دراسة: متوسط انفاق الأسرة السورية ٣٢٥ ألف شهرياً!

الكماليات عالكاش غالباً..

عن طبيعة المواد التي يتم شراؤها بالدين وهل تختلف بين عائلة وأخرى يقول:«المواد الأساسية لمعيشة كل عائلة كالزيت والسمن والبيض ومشتقات الألبان بأنواعها والسكر هي في الغالب التي يطلب مني الزبائن تسجيلها، والتي زادت نسبتها في هذا العام، وذلك يعود لارتفاع أسعارها الجنوني مقارنة بمواد أخرى تعتبر من الكماليات كمساحيق الغسيل والصابون والمتة، لكن لا يمنع وجودها ضمن قائمة الديون أحياناً».

كلنا في الهوا سوا…

أنا واحد من هالناس وما يعانونه ينطبق حاله عليَّ ولكن هناك حد معين يدفعني لمطالبة (الديَّانة) بدفع ديونهم أو جزء منها، وهنا يوضح “أبو حسان” أن الدكان بحاجة لدعمه بالبضاعة بشكل دائم من أجل الاستمرارية فقط لا غير، لأن الزبون يذهب للغير عندما لا يجد طلبه عندي، والمفارقة بـأنه قد يدفع ثمن ما يشتريه كاش بدون دين عند السمان الغريب لخجله منه ربما، عدا عن أن سعر البضاعة في ارتفاع  دائم وخسارتي هنا تكون أكبر إذا ما توافرت السيولة بوقتها، ولأعطيك مثال: اليوم الثلاثاء 29 أيلول صار سعر ليتر الزيت النباتي 3600 ليرة بعد ما كان البارحة بسعر 3400 ليرة، وكيلو السكر المعبأ زاد سعره علينا 100 ليرة اليوم وصار 1200 ليرة، أما صحن البيض أصبح 4500 ليرة بعد ما كان 4300 ليرة مبارحة.

يذكر أن غالبية السوريين يعانون من ضعف الموارد وعدم تناسب الرواتب والأجور مع الأسعار التي تزداد في كل يوم ما جعل الغالبية تشتكي من عدم قدرتها حتى على شراء خبزها اليومي، وسط غياب كامل لأي حلول حكومية أو معالجة للواقع الصعب الذي يمر به المواطن السوري بشكل عام، وحتى اليوم هم بانتظار الفرج…

اقرأ أيضاً: عائلة سورية باعت غرفة نومها لتؤمن طعام أسرتها

سعر صحن البيض
سعر الزيت الجديد أثناء اللقاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى