الرئيسيةيوميات مواطن

الروتين كلف مواطن 17 ألف ليرة ثمن طوابع قيمتها 325 ليرة سورية

مديرية النفوس في حمص تفتقر للكهرباء والطوابع

خفف افتتاح مقرات تقديم الخدمات العامة (النافذة الواحدة) الكثير من معاناة المواطن، عند قيامه بإخراج الوثائق الإلكترونية أو بحالات الدفع الإلكتروني لما يتوجب عليه من فواتير تجاه المؤسسات الحكومية التي تقدِّم له أفضل الخدمات، لكن مع ذلك تبقى هنالك بعض المفاجآت التي لا غنى عنها، والتي تحبط عزيمته وسروره عند مشارفته على تحقيق غايته ومنها مثلاً: قصة الطوابع!!

سناك سوري – حسان ابراهيم

القصة حدثت حينما اضطر أحد الإخوة المواطنين في مدينة “حمص”، لاستخراج بياني قيد عائليين من إحدى نقاط النافذة الواحدة، السرور بسرعة الحصول على البيان الأول لم يكتمل حينما وصل الموظف المسؤول القائم بالعملية آنذاك، لمرحلة إصدار البيان الثاني، إذ كان جوابه: «بدك تروح عالنفوس لتطلعه.. هون ما بيمشي الحال» لتبدأ رحلة المعاناة التي لم تكن بالحسبان مطلقاً.

صادف ذلك اليوم تاريخ الخميس 25/11/2021 وكما هو معلوم لجميع السوريين فإنَّ إجراء أية معاملة يوم الخميس يسبب شعوراً من التلَّبك بالنسبة لهم، كونهم اعتادوا على انتهاء الدوام قبل وقت من موعده المحدد بسبب مغادرة بعض الموظفين لمكاتبهم بحجة السفر إلى قراهم بعطلة نهاية الأسبوع.

بعد الوصول إلى مديرية الشؤون المدنية (النفوس) والانتظار لأكثر من ساعة حتى مجيء الكهرباء (تخيلوا مديرية مهمة كهذه بلا كهرباء!!) بدأت عملية السؤال، عن السبب وراء عدم الحصول على البيان العائلي من مقرِّ النافذة الواحدة، وبعد عملية التصحيح اللازمة للبيانات العائلية تمَّ استخراج ذلك البيان المطلوب وعمَّ السرور مرَّةً أخرى باطن (الأخ المواطن) إلاَّ أن ذلك لم يكتمل للمرة الثانية والسبب هو.. الطوابع؟!.

اقرأ أيضاً: طالب جامعي جبار ينهي أوراق تسجيله في الجامعة خلال شهر واحد 

قيمة الطوابع المطلوبة هي 325 موزعة على 3 طوابع مالية قيمة كلٍّ منها 100 ليرة سورية إضافة لطابع الهلال الأحمر وقيمته 25 ليرة، لكن ما حدث بأنَّ الطوابع قد نفذت من قبل الموظف المسؤول عن بيعها، وكان جوابه للمراجعين هو: «دبروا حالكن وروحوا عالمرور اشتروا وارجعوا»، والعارف بجغرافية المنطقة يدرك المسافة بين المكانين والحاجة لوقت لا بأس به من أجل ذلك.

وبما أنَّ (الأخ المواطن) صاحب الحاجة كان مضطراً للإسراع للانتهاء من تجهيز أوراقه الثبوتية الخاصة بالسفر خارج الوطن، قبل يومي العطلة اللاحقين، كان لابد له من ركوب سيارة أجرة والذهاب بغية شراء الطوابع اللازمة، والتي لم يجدها هنالك، واضطراره للذهاب إلى مركز المدينة الذي يبعد نحو 5 كم والبحث عن غايته التي وجدها بعد سؤاله لعدة مكاتب مخصصة لبيع الطوابع والعودة مسرعاً بذات سيارة الأجرة إلى وجهته الأولى، ودفعه مبلغ 16000 ليرة سورية فقط لا غير تكلفة رحلة البحث تلك، أضف عليها 1000 ليرة ثمناً للطوابع التي اشتراها لتكون تكلفة تلك الرحلة 17000 ليرة سورية فقط لاغير!!!.

اقرأ أيضاً: بعد 11 عاماً على إطلاقها.. مراكز خدمة المواطن تكاليف مرتفعة والمواطن راضي عن السرعة

السؤال الذي يكرره الأخوة المواطنون هو: ألم يكن بالإمكان استيفاء رسوم تلك الطوابع بشكلٍ مباشر دون الحاجة لمشقة البحث عنها، والوقوع تحت رحمة بائعيها إن وجدوا خارج أبواب الدوائر الحكومية المعنية بخدمة (الأخ المواطن)، وإلى متى سوف يبقى ذلك الأخ حقل تجارب لتعليمات تنفيذية بائدة ولا قيمة لوقته وجهده الذي قد يكلِّفه حياته فيما لو كان من أصحاب الأمراض المزمنة مثلاً؟.

ألم تتعلم أيُّها (الأخ المواطن) أن تذهب إلى دائرة حكومية معنية بتقديم الخدمة لك بدون وجود طوابع بجيبك.. لماذا تفعل ذلك؟ ألم تسمع قصص معاناة السالفين من قبلك؟ إن كنت لم تسمعها، فاسأل قبل أن تزج بنفسك في التهلكة والنواح لاحقاً.

اقرأ أيضاً: مرض الروتين الحكومي يصيب لجنة فحص العاملين

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى