إقرأ أيضاالرئيسيةقد يهمك

“زواج الحيار”.. عُرفٌ عشائري دمر حياة آلاف النساء وانتهك حقوقهن

“منال” خسرت حياتها ليلة خطبتها.. وابنة “عنود” بقيت دون زواج بينما تزوج ابن عمها وأسس عائلة بعد أن استخدم زواج الحيار للانتقام من عمه!.

سناك سوري-آزاد عيسى

كانت “منال” في أبهى حُلة لها، بانتظار نصفها الآخر القادم من ريف “الحسكة” لإعلان خطبتهما في حفل صغير حَرصت أن تبدو به أميرةً. قبل أن يدخل عمها قاعة الاحتفال ويفسد الفرحة بالقول إنه “حيّر” الفتاة لابنه أي ابن عمها، وهذا يعني أن الخطبة انتهت والأمر قد حُسم، تبعاً لعادات العشيرة وتقاليدها.

أُغمي على “منال” من هول الصدمة وأُسعفت إلى المستشفى القريب، لتستعيد عافيتها بعد أيام قليلة، بينما قد تحتاج عمراً فوق عمرها لتجبر جروح قلبها، تلك التي لا أحد يهتم بها، لا أهل ولا عادات وأعراف العشيرة.

وتشتهر المناطق الشرقية من “سوريا” بانتشار ظاهرة زواج “الحيار”، ويعني أن يقوم ابن العم بتحيير ابنة عمه له، وهكذا تصبح مقيدة له طالما هي على قيد الحياة، ممنوع عليها أن تتزوج بغيره، فقط تنتظره، علماً أن تحييرها لا يعني الزواج بها، قد يتزوج ابن العم أخرى وتبقى ابنة عمه رهناً له في منزل أهلها.

اقرأ أيضاً: أربع عادات تقليدية للزواج في سوريا لابد أن تتعرف عليها

“منال” ليست سوى نموذج لعشرات الصبايا اللواتي خسرن حياتهن وحبّهن، بسبب هذا النوع من الزواج، الذي ماتزال الأجيال تتوارثه، ويحرصون على المحافظة عليه رغم أنه دمرّ أسراً كثيرة، وشتت شمل أبناء العمومة، بينما تبقى الأنثى الضحية الأكثر تحملاً لكلفة هذا النوع من الزواج.

العم”صالح” من ريف بلدة “اليعربية” أحد كبار السن، قام ابنه بحيار ابنة عمه، يقول لـ”سناك سوري”: «منذ فترة شبابه أعلن ابني عن حبه لابنة عمه، لكن ابنة عمه اعتبرته مثل الأخ، وأخبرته أنها لن تستطيع الزواج منه، وهو الأمر الذي شكل صدمة لدى ابني الذي كان يعترض كلما تقدم شاب لخطبتها»، يضيف: «حتّى أنه تزوج من فتاة أخرى وأنجب عديد الأبناء، دون أن يسمح لابنة عمه بالزواج بعد أن حيرها، كان عنيداً للغاية، وظل الأمر هكذا لبعد عشرين سنة، الفتاة كبرت وخسرت فرصها بالزواج، بينما هو حظي بعائلة وأولاد».

والمشكلة الحقيقية بحسب العم “صالح” أن الشباب لا يتقدمون أبداً لأي فتاة يقوم ابن عمها بتحييرها، فهم لا يريدون مشاكل قد تنتهي بالدم والثأر.

اقرأ أيضاً: بتزوجني أختك بزوجك أختي..زواج البدائل كارثة مستمرة من جيل إلى جيل

وكان للسيدة السبعينية الخالة “عنود” تجربة مع هذا النوع من الزواج، فابنتها إحدى ضحايا زواج الحيار، كما تقول وتضيف لـ”سناك سوري”: «كان عمر ابن عم ابنتي 7 سنوات عندما أخبره والده بأن ابنتي “عبير” مُلكه، مرت السنوات الطويلة، وتزوج الشاب، وعندما تقدم أحد الشباب لابنتي، اعترض وقال هي مُحيرتي، قرر معاقبتنا جميعاً، لأن والده على خلاف مع زوجي، المشكلة أن أولادي الشباب قرروا وضع حد للأمر، فحصل الشجار والضرب المتبادل بالسلاح أيضاً، وهُجرنا من القرية الواحدة، وظلت الخلافات حتى اليوم، وابنتي في منزلي، شاب شعرها بسبب عرفٍ قاتل يسمى “الحيار”».

ويُعتبر “الحيار” عرف عشائري مجهول المصدر رغم تمسك شبان اليوم به، وعادة فإن الطلاق هو مصير الغالبية ممن يتزوجون بهذا النوع من الزواج، بحسب ماتقول الإحصائيات التي سجلناها.

أما آخر ضحايا هذا النوع الجديد حصل على شهرة واسعة، وانتشرت قصتهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قرر والد “محمد” البالغ من العمر 13 عاماً تزويجه من ابنة عمه 30 عاماً،بعد مزحة بينه وبين أخيه “والدها” في تحيير الصبية لابن عمها، بينما علم العروسان بزفافهما قبل ساعات من حدوثه بريف “الحسكة” الجنوبي، ورغم غرابة الأمر خصوصاً لناحية العمر فإن الأخوين أصرا ألا ينكثا بهذا العرف الذي يُعتبر فيما يبدو أهم من سعادة الشباب والأطفال والنساء.

ويتعارض هذا النوع من الزواج مع حقوق الإنسان وحق المرأة بتقرير مصيرها والتعبير عن رأيها واختيار شريك حياتها بقرارها وإرادتها الحرة.

اقرأ أيضاً: بعد زواجه بعدة أيام.. لهذا السبب انتحر الشاب السوري “ياسر”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى