الرئيسيةتقاريريوميات مواطن

درعا: التبغ.. زراعة أوقفتها الفتاوي بالأمس.. وغاب عنها الدعم اليوم!

مزارعو التبغ يحييون زراعتهم التي أجبروا على تركها في سنوات الحرب.. 

سناك سوري – هيثم علي

على الرغم من ارتفاع أسعار مستلزمات إنتاجه، عاد المزارع “خالد العفيدلي” من أبناء قرية “خربة قيس” بريف محافظة “درعا” لزراعة التبغ التي توقف عنها خلال سنوات الحرب بسبب بعض الفتاوى التي أصدرتها المجموعات الإسلامية المتشددة التي كانت تسيطر على ريفي المحافظة الغربي والشمالي الغربي، والتي تقضي بتحريم زراعة التبغ وتجارته وفرضت العقوبات على مزارعيه مثل الجلد أو السجن.

المزارعون استبدلوا خلال سنوات الحرب زراعة التبغ بأنواع أخرى من الخضراوات كالخيار والكوسا والباذنجان حسب مابينه المزارع “غياث الأسعد” من بلدة “عمورية” في حديثه مع سناك سوري، حيث قال :«منذ ثلاثين عاماً وأنا أزرع أرضي بالتبغ باستثناء سنوات الحرب التي مرت بنا، أعمل بها مع أفراد أسرتي الثمانية فهي تدر ربحاً وفيراً بشكل عام، وهي زراعة تحتاج لوقت طويل يمتد لعدة أشهر من العمل يبدأ من لحظة زراعته في مساكب خاصة ثم التشتيل، مروراً بزراعة النبات، ونضجه وقطفه وتنشيفه في مناشر خشبيبة خاصة، وصولاً إلى تسويقه».

اقرأ أيضاً:“السويداء” عشرات الدونمات من دون محصول لعدم منح تراخيص زراعة التبغ!

المزارع “حمادة السلامات” أحد المزارعين من أبناء بلدة “المزيريب” الذي عاد للزراعة أيضاً يطالب الجهات المعنية بتقديم الأدوية الزراعية من مبيدات حشرية وفطرية بشكل مجاني للفلاحين، ومواد الخطة الأساسية من بذور وخيش، خاصة في ظل ظروف الغلاء وارتفاع أسعار مستلزمات إنتاجها.

زراعة التبغ واحدة من الزراعات التقليدية الأساسية والمنتشرة بكثرة في المحافظة قبل الحرب حسب ما قاله المهندس الزراعي “بسام الحشيش ” معاون مدير الزراعة في حديثه مع سناك سوري، ويضيف:« نظراً لأرباحها الجيدة كان لهذه الزراعة حضورها وانتشارها كونها من المحاصيل الأساسية في المحافظة، لكنها تراجعت في السنوات الأخيرة، لارتفاع أسعار المحروقات، وعدم تطبيق الري الحديث بالشكل المطلوب».

معاون مدير الزراعة “بسام الحشيش” وإلى يمنيه مزارع يشرفان على حقل التبغ في درعا

اقرأ أيضاً:الحكومة وعدت مزارعي التبغ ولم تفِ بوعودها

زيادة كلفة الإنتاج في الأوقات الحالية أمر أكده “أحمد الحجازي” رئيس مكتب الشؤون الزراعية في اتحاد فلاحي “درعا”  ويعود ذلك لقلة الأسمدة والمحروقات التي لاتتوفر في الغالب بالأسعار المخفضة للمزارعين، موضحاً أن مساحة الأراضي المرخصة لزراعة التبغ في “درعا” خلال الموسم الحالي بلغت 650 دونم ونوع الدخان الذي يزرع برلي 21، في حين تتركز هذه الزراعة بشكل خاص في ريفي “درعا” الغربي والشمالي الغربي، حيث تتوفر التربة الخصبة والظروف المناخية المناسبة و مصادر الري من سدود وآبار، في مناطق “طفس وقرفا وابطع وخربة قيس والصنمين وقرى زيزون والعجمي وتل شهاب وجملة وضفاف وادي اليرموك، والشجرة والمزيريب والمسمية والصنمين”.

ويعاني مزارعو التبغ الذين وعدتهم الحكومة بدعم كبير من صعوبات كبيرة في الزراعة بمختلف المحافظات السورية أهمها ارتفاع مستلزمات الإنتاج وكسر الأسعار الذي تقوم به لجان استلام التبغ عند كل موسم.

اقرأ أيضاً:مفارقة مضحكة: مزارع التبغ يدفع غرامات للحكومة بدل أن يأخذ منها ثمن محصوله؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى