الرئيسيةيوميات مواطن

جودة الحياة في دمشق.. ولا أسعَد من هيك!

يقول “الحموي” : «ما وُصِفَت الجنّة بشيء إلا وفي “دمشق” مثله»… عندكم شي من الجنة هالأيام؟

سناك سوري- يوسف شرقاوي

يقول “الحموي” قبل 800 عام تقريباً: «ما وُصِفَت الجنّة بشيء إلا وفي “دمشق” مثله»، لكنها اليوم جنّة بلا كهربا، وانتظار غاز، وتخفيض سرعة الإنترنت، وركض ورا المكاري..إلخ.

“دمشق” جنة سكانها في الزمان القديم لم تعد اليوم ترقى لتكون “جحيماً” يقول مواطن عابر في شارع “لوبية”، ذهب إلى شارع العابد قلت ربما هناك أجد إجابات أخرى، اقتربت من شاب سألته عن دمشق فظن أنني من الشباب أحاول استدراجه وقال: «إي دمشق ما في منها، ما تغيّر شي من عند الحموي، جنّة، جنّة».

حوارات عابرة أخرى أجريناها مع مواطنين في “دمشق”، أغلبها انقطع فجأة بعد مجيء “السرفيس” فركض المواطن لاحقاً إياه، سألنا من خلالها إذا ما كان هرم “ماسلو” للاحتياجات الإنسانيّة محققاً في “دمشق”، أو إن كانت هناك مقوّمات أساسية للحياة، يرد بائع القهوة وسط منطقة “الحلبوني” ضاحكاً: «لا مقوّمات ولا مقعّدات، حل عنا ياه»، وعلى بعد خطوات، داخل “التكيّة السليمانيّة” أجاب رجل خمسيني:«ماسلو؟ والله يا عمو ما بعرف إلا أهرامات مصر»، أما عن الجنّة عند “ياقوت الحموي” فقد أجمع البعض أنهم لا يريدونها.

اقرأ أيضاً: أمضيت عمري وأنا انتظر باص النقل الداخلي… جاء ولم يعد

ينقسم هرم ماسلو لخمسة أقسام، القاعدة فيه هي الحاجات الإنسانية الأساسية من طعام وشراب وتنفس ونوم وتوازن، تقول إحدى الشابات اللواتي تحدثت إليهن أمام جامعة دمشق عنه: «نحنا حاملين الهرم على كتافنا».

يحزّ في نفس الدمشقيين أن المدينة التي كانت جنتهم على الأرض احتلت المرتبة 225 من أصل 231 مدينة حسب التصنيف السنوي لمؤشر “ميرسر” لجودة الحياة، في آذار 2019، والذي يستند على عشر أشياء هي: “الترفيه، السكن، البيئة الاقتصادية، توفر المواد الاستهلاكية، نوعية الخدمات العامة والنقل، البيئة الاجتماعية والثقافية، البيئة السياسية، الطبيعية، والطبية، والمدارس والتعليم.

في ظلّ ترتيب “دمشق” كمدينةٍ سادسة من آخر القائمة التي تحوي 231 مدينة أخرى، وفي ظلّ انعدام قاعدة الهرم، ما يزال سكّانها حتى آذار من العام الحالي 2020 يحاربون هذا كلّه بالسخرية، وما يزال الحوار الذي كتبه “محمد الماغوط” في نهاية مسرحية “كاسك يا وطن” يتردد صداه، وتنتهي المقارنة بين الجنّتين بصرخة:«الله وكيلك يا أبي مو ناقصنا إلا شوية كرامة بس!».

اقرأ أيضاً: حجة المسؤولين شوي حصار جائر وشوي استجرار جائر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى