الرئيسيةرياضة

جبلة واجه معركة آسيوية والأهلي يعود للتويج… حكاية الأندية السورية في 2022

سنة كبيسة على الأندية السورية... حكاية الأندية السورية لكرة القدم في 2022

لم تكن سنة 2022 كبيسة وفقا لمعايير الروزنامة ويوم التاسع والعشرين من شباط المتفرد، لكنها كانت كذلك على فرق كرة القدم السورية التي عانت الكثير خلال العام الموشك على الرحيل.

سناك سبورت – دمشق

هو عام المسابقات غير المنتظمة  وقوانين الانتقالات المعقدة وخيبات الخروج المبكر قاريا على مستوى أندية كرة القدم السورية التي ضربها ما يضرب البلاد من أزمة اقتصادية حتى بدا البعض يستعيد مشهد دوريات الأزمة خلال العام الحالي.

القسم الأول من العام شهد استكمال موسم 2021/2022 من الدوري الكروي وتتويجاً ثالثاً على التوالي وخامساً في تاريخه لفريق “تشرين” بعد منافسة شرسة مع “الوثبة” ولقائهما الشهير في إياب الدوري في مدينة “حمص” بحضور طاقم تحكيم أردني بقيادة “محمد مفيد” كأول حضور لحكام عرب في الدوري السوري منذ 2010.

“تشرين” حصد ثمار الاستقرار في مجلس الإدارة رغم التغييرات الكثيرة في شكل الفريق وانتقال عديد اللاعبين للاحتراف الخارجي حتى خلال الموسم الذي شهد توقفات طويلة أنهكت الأندية قبل أن يستكمل بشكل مضغوط أرهق اللاعبين خلال شهري نيسان وأيار.

تتويج “البحارة” مر مصاحباً للعديد من الحالات الجدلية، فلقاء منافسه “الوثبة” مع “الأهلي” في الدوري توقف بعد خلاف حول صحة هدف للأول وشهد مشادات انتهت بإعادة اللقاء وانتصار أهلاوي، ومواجهة “تشرين” مع “الوحدة” انتهت لصالح أبطال الدوري بعد انسحاب مستضيفهم الدمشقي من المباراة احتجاجاً على التحكيم.

موضة الانسحابات والاحتجاجات وصلت لفرق القاع فانسحب “النواعير” من لقاء “حطين” معترضاً على ظلم تحكيمي له في المباراة ليرافق “أزرق حماة” فرق “الشرطة” و “حرجلة” و “عفرين” للدرجة الأولى مقابل صعود فريقي “المجد” و “الجزيرة” حيث يشهد الموسم الجديد تواجد 12 فريقا فقط لأول مرة منذ تطبيق نظام الاحتراف في الدوري.

اقرأ أيضاً:تخبط في روزنامة الدوري السوري والتأجيلات تتصدر المشهد

اضطراب الروزنامة بين تأجيل وتكثيف للدوري دفعت ثمنه مسابقة كأس الجمهورية التي كانت قد وصلت للدور ربع النهائي مطلع العام ولم يتسنَّ للجنة المؤقتة في حينه جدولة مبارياته ضمن الموسم لترحل لما قبل بداية موسم 2022/2023.

وابتداء من الأول من آب انطلق الدور ربع النهائي من مسابقة الكأس حيث لعبت الفرق مبارياته بتشكيلاتها من اللاعبين لموسم 2022/2023 في تكرار لما حصل موسم 2016/2017 وأكملت فرق “تشرين” و”الوثبة” و”الأهلي” و”الجيش” المربع الذهبي للبطولة.

جدل تحكيمي كبير حضر في لقائي النصف نهائي انتهى بعقوبات كبيرة بحق لاعبي وكوادر “تشرين” الذين كادوا أن ينسحبوا من مباراة “الوثبة” ليبلغ الأخير المباراة النهائية ويواجه “الأهلي” الذي حسم اللقب بركلات الترجيح معلنا عودة رجاله لمنصات التتويج بعد 11 عاماً من الغياب.

سوق الانتقالات الصيفي للموسم الحالي عرف دخولاً قوياً لفريق “الفتوة” لتشكيل فريق منافس فاستقطب عدة لاعبين كان أبرزهم الهداف “علاء الدالي” الذي عاد للدوري السوري برفقة “محمود البحر” قائد “جبلة” الذي لم يطل غيابه أكثر من عام عن “النوارس”.

“الأهلي” أيضاً دخل بقوة على خط التعاقدات في مسعاه لتشكيل فريق يحصد الألقاب واستعان بالمحترفين الأجانب الذين سمح اتحاد الكرة بعودتهم للدوري للمرة الأولى منذ 11 عاماً متعاقداً مع المدافع الغاني “جوزيف آدجي” والمهاجم النيجيري “أوكيكي أفولابي” قبل أن يفسخ تعاقده مع الأخير لأسباب مادية.

وعلى خطى الفريقين نشط “تشرين” بقوة في سوق الانتقالات مشكلاً فريقاً متمرساً وخبيراً في الدوري قبل أن يدخل في حالة من اللا استقرار الإداري إثر وفاة رئيسه “طارق زيني” بحادث سير قبل يوم من انطلاق الدوري في فاجعة أصابت الوسط الرياضي السوري وأحدثت تعاطفا واسعا مع جماهير “تشرين” المكلومة برحيل عراب البطولات الثلاث المتتالية أو كما أسمته “ريس القلوب”.

بدأ الموسم الجديد للدوري وسط تنافس خماسي بين “جبلة” و “الوثبة” و “الجيش” و “الأهلي” و “الفتوة” وكاد “الجزيرة” ينسحب قبل بدايته لولا تدخل المعنيين في الاتحاد الرياضي وتحملهم للتكاليف الأساسية لمشاركته، وانتظم الدوري حتى جولته السادسة قبل أن يغرق في دوامة تأجيل مستمرة منذ أكثر من شهرين.

اقرأ أيضاً:لجنة المسابقات تحسم الجدل بشأن تنظيم جولات الدوري السوري

تأجيلات فرضتها المنتخبات تارة وعدم جاهزية الملاعب تارة أخرى لتدخل أزمة المحروقات على الخط وتجمد حركة تنقل الأندية وتؤجل الدوري إلى أجل غير مسمى وسط حالة من استنزاف خزائن الأندية وتجميد مداخيلها من ريوع المباريات، عدا عن حالات الملل والفوضى الفنية التي ضربت الفرق المنهكة أصلاً من عدم الاستقرار التدريبي حيث بدلت نصف فرق الدوري مدربيها منذ بداية الموسم.

النشاط الأبرز في الموسم الحالي كان للجنة الانضباط في اتحاد كرة القدم والتي أقرت اللائحة الانضباطية الصارمة للموسم متضمنة حالات قد يصار فيها إلى شطب نقاط للفرق بحال تكرار مخالفاتها لكن عملها حتى الآن لم يخلُ من الانتقادات على خلفية تراجعها المتكرر عن العديد من العقوبات وتباين بعض قراراتها بين حالات متشابهة في الدوري.

وعرف العام الجاري عودة الكرة السورية لدوري أبطال آسيا ولو من باب الملحق حيث واجه ممثل “سوريا” “الجيش” فريق “التعاون” السعودي في ميدانه وانتهى الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل الإيجابي 1/1 ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح التي أقصت الفريق السوري عن التواجد في دور مجموعات المسابقة الأهم قارياً للمرة الأولى منذ 2008.

كان فريقا “تشرين” و”جبلة” على موعد بعد ذلك مع مشاركتهما بكأس الاتحاد الآسيوي في شهر أيار لكن إشكالات تتعلق بإمكانية وقانونية تعزيز صفوفهما بلاعبين جدد كادت أن تدفعهما للانسحاب من تمثيل “سوريا” في المسابقة القارية.

عقدت بعد ذلك لقاءات واجتماعات خلصت لسماح اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم للناديين بتسجيل لاعبين سوريين جدد في صفوفهما بغية تعزيز حظوظهما في البطولة مع تسوية وضع اللاعبين لاحقاً في الانتقالات الصيفية.

دخل “تشرين” البطولة بطموحات الذهاب بعيداً بعد سيطرته على الدوري المحلي وتعزيز صفوفه بمجموعة لاعبين كان أبرزهم الهداف “محمد الواكد” لكنه ودعها من الدور الأول بعد تعادل مع “هلال القدس” الفلسطيني وخسارة من “الرفاع الشرقي” البحريني مستضيف المجموعة وفوز غير كاف على “النجمة” اللبناني في مشاركة أحدثت حالة من الفوضى في صفوف كوادر وأنصار النادي وسط أحاديث عن خلافات دارت في كواليس الفريق خلال البطولة.

اقرأ أيضاً:من سجل أهداف الدوري السوري لكرة القدم هذا الموسم؟

أما “جبلة” العائد للمشاركات الخارجية بعد غياب فاختار تدعيم فريقه عبر عدة لاعبين كان أبرزهم “حسين جويد” و”عبد الملك عنيزان” إضافة لتواجد المدرب التونسي “صابر بن جبرية” في الكادر الفني للفريق ودخل البطولة بقوة مقدما أداء طيبا أمام بطل النسخة “السيب” العماني رغم الخسارة ثم تفوق على “الأنصار” اللبناني وتعادل مع “الكويت” الكويتي ليحرمه من التأهل للدور الثاني ويغادر “النوارس” البطولة.

“جبلة” شهد بعد المباراة معركة بالأيدي بين لاعبي الفريقين وسط اتهامات جبلاوية للنادي الكويتي بالاعتداء. وانتقلت المعركة لاحقاً إلى أروقة الاتحاد الآسيوي الذي فرض عقوبات قاسية على الفريقين.

على صعيد السيدات توج “فيروزة” بلقب الدوري السوري لسيدات كرة القدم بعد منافسة شرسة مع سيدات “الوحدة” اللواتي انتصرن في نهائي كأس الجمهورية على “محافظة حمص”.

سيدات “فيروزة” شاركن خارجياً بعد فوزهن في الدوري ببطولة غرب آسيا في أول تواجد لفرق السيدات السورية ضمن مسابقة قارية فيما حسمت سيدات “عامودا” صدارة ذهاب الموسم الجديد من دوري 2022/2023.

“الأهلي” نجح في استعادة عافيته على مستوى القواعد وحسم بطولتي الناشئين والشباب لصالحه فيما نال “الشعلة” لقب دوري الأشبال بعد جدل كبير حول التزوير في أعمار اللاعبين والاستعانة بأجهزة التصوير الشعاعي لتحديد العمر الحقيقي لعدة لاعبين وسط اعتراضات متبادلة حول ذلك الأمر بين الأندية.

ومع ختام السنة ربما ستضطر الجماهير السورية للاستعانة “بابا نويل” عله يجيبهم على أسئلة بدت صعبة في 2022 فيحدد للمشجعين موعد عودة الدوري ويمنحهم رزنامة ثابتة وقوانين واضحة تسري على الجميع فتنتظم المسابقات المحلية ويعود لعشاق الأندية شغفهم الذي بدأ يبرد تجاه دورينا العتيد.

اقرأ أيضاً:سيدات عامودا يتصدرن الدوري السوري بختام مرحلة الذهاب

زر الذهاب إلى الأعلى