أخر الأخبارسناك ساخن

بعد اتهام حسون ولحام بتحريف القرآن … كيف وردت الآية بكتب المفسّرين

مواقع المعارضة تهاجم المفتي والممثل فما حقيقة التفسير

أثار حديث مفتي “سوريا” سابقاً “أحمد بدر الدين حسون” حول تفسير سورة “التين” في القرآن وقوله أن المقصود بالتين والزيتون هو بلاد الشام عاصفة جدل واسعة أصدر المجلس العلمي الفقهي بعدها بياناً يناقض ما جاء في التصريح.

وتزامن صدور المرسوم الرئاسي القاضي بإلغاء منصب المفتي ونقل صلاحياته إلى المجلس الفقهي بعد أيام من التصريح ما دفع كثيرين للربط بين الحادثة والمرسوم، في حين أعاد الممثل السوري “دريد لحام” أمس الحديث عن السورة نفسها وقال أنه ومن معه مذكورون في القرآن بقول الله (والتين والزيتون) مبيناً أنهم التين والزيتون المغروسون في تراب “سوريا” على حد وصفه.

حين خرج التصريح عن “حسون” دأبت وسائل إعلام معارضة على القول أن المفتي يحرّف السورة القرآنية، وحين صدر مرسوم إلغاء منصبه قالت المواقع ذاتها أنه تعرّض لاستهداف وأن وراء إلغاء منصبه ما وراءه، فيما عاد “دريد لحام” لإشعال فتيل الجدال فاتهمته مواقع المعارضة بتحريف القرآن.

اقرأ أيضاً:مواقع معارضة تهاجم مفتي الجمهورية بسبب كلمته في تشييع صباح فخري

الأمر الذي يدفع للتساؤل هل حرّف “حسون” و”لحّام” القرآن ومن أين جاءا بهذا التفسير؟ ما جعلنا نبحث عن تفسير السورة لنجد في تفسير “ابن كثير” قوله : (  قَالَ مَالِك وَشُعْبَة عَنْ عَدِيّ بْن ثَابِت عَنْ الْبَرَاء بْن عَازِب : كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأ فِي سَفَره فِي إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ بِالتِّينِ وَالزَّيْتُون فَمَا سَمِعْت أَحَدًا أَحْسَن صَوْتًا أَوْ قِرَاءَة مِنْهُ أَخْرَجَ الْجَمَاعَة فِي كُتُبهمْ . اِخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ هَهُنَا عَلَى أَقْوَال كَثِيرَة فَقِيلَ الْمُرَاد بِالتِّينِ مَسْجِد دِمَشْق وَقِيلَ هِيَ نَفْسهَا وَقِيلَ الْجَبَل الَّذِي عِنْدهَا وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ هُوَ مَسْجِد أَصْحَاب الْكَهْف وَرَوَى الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس أَنَّهُ مَسْجِد نُوح الَّذِي عَلَى الْجُودِيّ وَقَالَ مُجَاهِد هُوَ تِينُكُمْ هَذَا ” وَالزَّيْتُون ” قَالَ كَعْب الْأَحْبَار وَقَتَادَة وَابْن زَيْد وَغَيْرهمْ هُوَ مَسْجِد بَيْت الْمَقْدِس وَقَالَ مُجَاهِد وَعِكْرِمَة هُوَ هَذَا الزَّيْتُون الَّذِي تَعْصِرُونَ)

وجاء في تفسير “الطبري” للسورة : ( حدثنا ابن بشار، قال: ثنا رَوْح، قال: ثنا عوف، عن يزيد أبي عبد الله، عن كعب أنه قال في قول الله: ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) قال: التين: مسجد دمشق، والزيتون: بيت المقدس.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: ( وَالتِّينِ ) قال: الجبل الذي عليه دمشق ( وَالزَّيْتُونَ ) : الذي عليه بيت المقدس.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) ذُكر لنا أن التين الجبل الذي عليه دمشق، والزيتون: الذي عليه بيت المقدس.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، وسألته عن قول الله: ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) قال: التين: مسجد دمشق، والزيتون، مسجد إيلياء.

التفسيران الشهيران يتفقان مع ما ورد في تصريح “حسون” و”لحام” بأن المقصود هو بلاد الشام، فيما سيقت التصريحات باتجاهات سياسية واتهامات بتحريف القرآن دون العودة حتى لحقيقة تفسير الآية كما جاءت في كتب التفسير وتحويل الجدل من الفقه إلى الاصطفاف السياسي واستسهال الاتهام بتحريف القرآن كما كان الحال مع استسهال التكفير على يد الجماعات المتشددة.

وتجدر الإشارة إلى أن المجلس العلمي الفقهي أصدر بياناً نفى فيه صحة تفسير المفتي السابق وقال أن ذكر التين والزيتون جاء لما فيهما من نفع عظيم بحسب البيان.

اقرأ أيضاً: دريد لحام: نحن مذكورون في القرآن … والتين والزيتون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى