الرئيسيةيوميات مواطن

انتبه.. حاجز للتفتيش تمت إزالته

دمشق اليوم لاداعي لكي تصف “عاليمين”

سناك سوري – يزن كلش

اتفضل يا غالي، أهلا بالخال، عراسي ضيعة، يا حبيب، وغيرها من الكلمات المفتاحية التي تترافق مع دقتين أو ثلاث على السيارة، للعبور أو صف على اليمين، كلمات وإيماءات اعتاد سكان دمشق وغيرهم من السوريين على التعايش معها خلال سنوات سبع تذكره بهيبة حاجز التفتيش وبروتوكول الواقع المعاش آنذاك، مع تخوف يطال بعض الشبان لأسباب سيكولوجية، دون تناسي الخط العسكري، الخط الذي شكل مصدر تفاخر للبعض وانزعاج للبعض الأخر، وكل شخص بحسب بطاقته.

“صارت الحركة أسهل بنص البلد”، يقول “أبو سامر” أحد سائقي التكسي في دمشق، فبعد أن أزيلت معظم الحواجز داخل العاصمة باتت الزحمة المرورية أقل مما كانت عليه فمثلا الطريق المؤدي من “سوق الخجا” باتجاه “جسر فكتوريا” كان يأخذ وقتا طويلاً لعبوره من ربع إلى نصف ساعة بسبب الحاجز، لكن وبعد أن أزيل عاد الوقت إلى ما كان عليه.

اقرأ أيضاً: عالحاجز حديث حول الجنس والجندر

ويتابع “أبو سامر” لـ سناك سوري، هنالك العديد من الطلبات التي كان سائقو التكسي يرفضون تلبيتها بتوصيل زبائنها بسبب شدة الزحمة على حاجز ما إلا في حال كان طريق السائق يتناسب مع طريق الراكب،مثلا طريق “جرمانا” طوال الأزمة لم أذهب إليها سوى مرتين لأن حاجز التفتيش الواقع في أول المدينة كان أشبه بمعبر حدودي تصل مدة الوقوف عليه لأكثر من ساعة، وعندما كان يقول لي زبون إلى “جرمانا”، أرفض من فوري “ولو كان بدو يدفع ١٠ ألاف ليرة سورية…ولك إذا عطاني دولار ما بطلع لا عليها ولا على “الكسوة” ولا على “برزة” وغيرها”.

تعود الذاكرة الدمشقية إلى أول حاجز وضع وسط العاصمة دمشق بعيدا عن الحواجز التي كانت موجودة عند مداخلها، حاجز الجمارك الذي وضع إثر التفجيرين الأوليين اللذين حدثا في إدارة الجمارك بالبرامكة ومبنى إدارة أمن الدولة في “كفرسوسة” صبيحة يوم الجمعة عام ٢٠١١ أثناء زيارة الوفد العربي إلى سوريا، ومن ثم توالى وضع الحواجز في معظم الأحياء الدمشقية وعند النقاط الواصلة بين الشوارع والأحياء، لضبط الخروقات الأمنية وتجنبها.

وبعد أن انتهت العمليات العسكرية في ريف دمشق وغوطتيها منتصف العام الجاري أخذت الحواجز بالانحسار بإزالتها من الطرق الرئيسية ما شكل فارقا كبيرا بالنسبة للحركة المرورية وسرعة التنقل.

اقرأ أيضاً: حاجز القطيفة على باب كلية الآداب!

يستحضر أحد سكان حي “القيمرية” في حديثه مع سناك سوري مشهد رتل السيارات الطويل عند مدخل دمشق القديمة تحديداً عند “باب توما”، الذي كان عبارة عن تجمع اسمنتي ضخم بمدخل واحد للداخلين والخارجين، وكيف اختلف المشهد عليه هو الذي ظن بأن المشهد لن يختلف أو يعود إلى طبيعته قبل اندلاع الحرب.

ويشير “عمار”، ذو الـ ٤٥ عاما إلى أن مشهد ساحة باب توما اليوم أشبه بالخيال لم أتوقع بحياتي أن تتوقف القذائف نحن الذين اعتدنا هطولها بشكل دوري تسلبنا حياتنا أو حياة من نعرفهم، لم أتوقع حتى أن يفتح الطريق، والأغرب من ذلك، الإنارة الأرجوانية التي زينت حجارة الباب الأثري، وكأننا نعيش حلماً بعد كابوس مرير.

من جهته يذكر “أبو عمار”، صاحب شركة غذائيات أن حجج الماضي ستنسى مع دخان الحرب، ليس هنالك حاجز يعطل العاملين عن المجيء بحسب الموعد المحدد، ولا مبررات بعد اليوم، عدنا إلى أشغالنا بانتظام وحكاية علقان عالحاجز لم تعد متوفرة.

ورغم إزالة أكثر الحواجز تعقيدا من ناحية التدقيق والوقوف الطويل إلا أن الدمشقيين خصوصا والسوريين عموما لازالوا يتمنون إزالة بعض الحواجز وعلى رأسها حاجز مدخل دمشق من جهة صحنايا أو مدخل “السنتر” كما يطلق عليه لتسريع الحركة لا سيما بعد الاستقرار الأمني الذي بات ضروريا ليس فقط من أجل الوقت بل من أجل إخفاء مظاهر الأزمة والحرب من سيارات “مفيمة” ولباس عسكري مموه، وما كان في الماضي فولكلورا يدعي للتفاخر بات اليوم وجه شؤم بوجه من يستغل سلطته بحجة ضبط الأمن.

اقرأ أيضاً: إزالة 13 حاجزاً من “دمشق” …. تعرف عليها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى