الرئيسيةسناك ساخن

المزارعون خائفون من زراعة أراضيهم بالقمح والمحاصيل الشتوية

هل يتناقص إنتاج القمح أكثر من ذلك في سوريا؟

لم يستطع المزارع “جهاد حسو”، حسم أمره بعد، إن كان سيزرع أرضه بالقمح والمحاصيل الشتوية كما يفعل كل عام، أو يلغي الفكرة لهذا الموسم نتيجة المخاوف من انحباس الأمطار، وتكبد خسائر كبيرة في أجور حراثة الأرض والبذار.

سناك سوري-عبد العظيم العبد الله

يؤكد “حسو” وهو من ريف “الحسكة”، أنها المرة الأولى في حياته، التي يعايش فيها مثل هذا القلق، ويضيف لـ”سناك سوري”: «هذا الواقع الصعب من الهم والغم من واقع زراعتنا، لا يشغلني فقط، بل هو حال غالبية المزارعين هنا، لم أزرع حتّى اللحظة الأرض بمحصول القمح كما كل سنة في قريتي بقلعة الهادي الغربية في ريف اليعربية، المستقبل مجهول، والواقع يوحي بجفاف كما الموسم الماضي».

في الأعوام السابقة، لم تكن الخسارة تشغل بال المزارعين، كونها لم تكن كبيرة جداً، كما قال “حسو”، وأوضح: «اليوم الوضع مختلف، والخسائر ستكون كبيرة جدا بسبب ارتفاع أسعار مواد البذار والحراثة».

مشهد الأراضي الزراعية في محافظة “الحسكة”، تبدو للعيان وكأنها صحراء قاحلة، منظر يشعر أهالي المحافظة بالأسى جرائه، وهم الذين اعتادوا رؤية أراضيهم خضراء ممتلئة بالمحاصيل والخير في السابق.

مديرية الزراعة في “الحسكة”، تشارك المزارعين مخاوفهم من انحباس الأمطار لهذا العام أيضاً، حيث قال رئيس دائرة الانتاج النباتي في المديرية، “ياسين عبد الحسين”، إن المساحات المزروعة هذا العام منخفضة قياسا بالعام الفائت، وأضاف لـ”سناك سوري”: «المساحة التي زرعت بالقمح المروي حتّى تاريخه 82450 هكتار، تعتبر نسبة التنفيذ 71 %، أمّا الأرض التي زرعت بالقمح البعل على مستوى المحافظة 179400 هكتار، ونسبة التنفيذ لدى المديرية تعتبر 40 % فقط، بالنسبة للشعير الحب المروي مساحتها المزروعة 10850 هكتار، نسبة تنفيذها 52 %، ونسبة تنفيذ الشعير البعل 35 %، فالمساحة المزروعة منها 141900 هكتار، والعدس المروي 1800 هكتار، نسبة تنفيذها لا تتجاوز 43 %، أمّا العدس البعل 25800 هكتار والنسبة المنفذة 43 %».

حراثة الأرض

اقرأ أيضاً: في بلاد القمح.. البرغل أصبح أغلى ثمنا من الأرز!

تدني المساحات المزروعة بالمحاصيل الشتوية حتى اليوم في “الحسكة”، أمر عزاه “عبد الحسين”، إلى تخوف المزارعين من انحباس المطر والجفاف، وأضاف: «كانت مساحة القمح المروي العام الماضي أكثر من 125 ألف هكتار، أما القمح البعل فكانت المساحة 380000 هكتار، والشعير الحب المروي 425000 هكتار، بالنسبة للعدس البعل تجاوزت المساحة المزروعة أكثر من 30 ألف هكتار، والشعير البعل 11200 هكتار، كانت غالبية المحاصيل الشتوية قريبة ومحققة نسبة التنفيذ بالنسبة لمديرية الزراعة».

وأدى الجفاف العام الفائت، إلى تدني إنتاج القمح وخسائر كبيرة طالت الفلاحين، إلا أن أخطر ما في الأمر هو انخفاض المساحات المزروعة بالقمح لهذا العام، ما يمكن أن يشكل تهديدا حقيقيا وسط الحاجة لكل حبة قمح من الممكن إنتاجها في البلاد.

يذكر أن منظمة الفاو التابعة للأمم المتحدة، كانت قد قالت في تقرير لها مطلع الأسبوع الجاري، أن انتاج “سوريا” من القمح انخفض إلى الربع خلال الموسم الفائت، وقالت إن الأمر ينذر بمجاعة، فكيف سيكون الحال إن انخفض إنتاج القمح للعام الحالي أكثر من ذلك.

اقرأ أيضاً: تقرير أممي: سوريا على مشارف مجاعة … إنتاج القمح انخفض إلى الربع

زر الذهاب إلى الأعلى