أخر الأخبار

القامشلي تودع الفنان صلاح رسول سفير التراث الكردي

أشهر فناني الجزيرة يعود من غربته مفارقاً الحياة

سناك سوري _ عبد العظيم عبد الله

وصل جثمان الفنان الكردي “صلاح رسول” إلى مكان ولادته في “القامشلي” اليوم حيث كان في استقباله الآلاف من أهالي محافظة الحسكة للمشاركة في التشييع إلى مثواه الأخير حيث دفن في مسقط رأسه.

وأكد ذوو الفقيد بأن رحلة نقل الجثمان من “ألمانيا” إلى “القامشلي” كانت متعبة ومرهقة لكنها تنفيذ لوصية الراحل.

الفنان “صلاح رسول” قدم الكثير للأغنية الكردية وللتراث الفني الكردي واتجه إلى “ألمانيا” مواصلاً رحلة نشر الثقافة الفنية الكردية بحسب ما قال صديقه وقريبة “علي رسول” لـ سناك سوري.

منذ سن الـ 12 بدأ “صلاح رسول” العزف على الناي وبدأ بإقامة الحفلات حين بلغ التاسعة عشرة ويضيف “علي” «كان مع مجموعة من أصدقائه يعزفون ويغنون بشكل يومي، كما تعلم الناي بشكل ذاتي، تعلم العزف على الطنبور والغناء واللحن دون مدرب، عام 1980 بدأ إحياء الحفلات من مدينة عفرين، التي اشتهر فيها، وذاع صيته على نطاق واسع حتّى منطقة الجزيرة، وعندما عاد إلى مدينته القامشلي، كان يحمل سمعة كبيرة في مجال الفن والغناء»

يقول “حسين عثمان” من محبي الفنان الراحل بأن شرط العروس في الماضي أن يكون فنان حفلتها “صلاح رسول” وكانت الأعراس تحدد حسب تفرّغ “رسول” الذي كان يحيي الحفلات على مدار العام.

يروي “علي رسول” لسناك سوري: «رئيس بلدية القامشلي في الثمانينيات كان من مدينة دير الزور، حضر صدفة حفلة لفقيدنا، بات من عشاقه، أصبح يرافقه في أغلب حفلاته متنقل من مكان لآخر، ووصل الأمر أن عرس شقيقه سيكون في دير الزور، وطلب من صلاح المشاركة في إحياء الحفلة، أخبره “صلاح” بأنه لا يجيد الغناء بالعربي، كان اتفاقه أن يغني بالكردي، فحدد موعد العرس بالدير بناء على زمن حدده الراحل صلاح رسول، وشارك في إحياء المناسبة»

يعود لـ”رسول” الفضل في الحفاظ على الأغنية الكردية الفلكلورية، وقد شارك في إحياء الكثير من الحفلات والمناسبات وأعياد النوروز مشاركاً ضمن فرقة “خلات” ولاحقاً أسس فرقة فنية باسم “بالا” وتعني “العمال ، حافظ وطور الموسيقا الكردية، اهتم بالتراث الكردي وصانه من الضياع، له فضل على إحياء أغاني كانت شبه ميتة ومنسية، وفق حديث صديقه في ألمانيا “بهاء الدين نعمة”

يتابع “علي رسول” عن الراحل أنه أسس مسرحاً للفرقة الفنية في الأعراس ووحّد لباس الفرقةوأضاف الألة الموسيقية “الجاص” و”الأورك” ، إلى جانب جهاز الموتور، والناي، فرقته كانت مؤلفة من: “الناي عبد الرحمن دريعي، الأورك أكرم سيتي. دربكة خير الله، الطنبور سيف الدين رسول. ثم غضبان رسول. لاحقا صلاح الدين رسول الذي كان يعزف ويغني”.

ورغم اعتراض أسرته تابع “رسول” مسيرة الفن ومن عائلته تتلمذ على يديه “غضبان” و”سيف الدين” و”جميل” و”فيروشاه”، فيما أمضى 40 عاماً بخدمة الفن الكردي وقد أخذ من شعر جكر خوين، وتيريش وغيرهم من الشعراء الأكراد الكبار، وغنى كلماتهم، حسب ما قاله “علي رسول”

تبقى إحدى أغانيه الفلكلورية التي باتت على لسان النسوة وهن يغنين في زفاف العروس “هب جوخي مي نو” تعني لباسي التراثي.

يضيف صديقه “نعمة” بأن “رسول” انتقل عام 1989 إلى ألمانيا، لينشر التراث الكردي بين العالم، وتركزت معظم أغانيه عن الغربة والحنين مثل أغنية، “قامشلو افايا” يعني القامشلي عامرة، “فا از هرم” يعني أريد الذهاب، “هكا تجوي زيرينا سلاف لقامشلو” إذا ذهبت بالطائرة أرسل سلامي للقامشلي، حتّى قبل موته بأيام كان يضحك ويغني ويكتب الشعر، غنى للفقراء والعمال ، في التسعينيات أجرى عملية جراحية في حنجرته بالحبال الصوتية نتيجة جهد وتعب في الغناء، كان يتواصل ساعات طويلة في الغناء.

الدكتور “محمد علي ظاظا” أقام حفلة عرسه في الماضي، دعا كل فناني المنطقة بينهم الفنان “صلاح رسول”، تجنباً للإحراجات سألوا الجمهور عن الفنان الذي يرغبون به، طالب الجمهور في المرة الأولى والثانية وكل المرات بالفنان صلاح رسول، غنى لهم حتّى الصباح وفق “علي رسول” الذي شكر جميع المشاركين في تشييع الراحل المنحدر من حي “عنترية” بمدينة “القامشلي” والذي فارق الحياة عن 69 عاماً..

اقرأ أيضاً:حلب تودّع قلعتها .. والمساجد ترفع آذانها بصوت صباح فخري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى