الرئيسيةسناك كورونا

الصحة العالمية تبحث عن عالم أكثر عدالة والسوريون يعانون العقوبات

باليوم العالمي للصحة.. العقوبات الغربية عمقت مأساة السوريين في ظل تفشي وباء كورونا دون بوادر برفعها أو التخفيف منها

سناك سوري – خاص

تحتفل “منظمة الصحة العالمية” اليوم الأربعاء 7 نيسان، بـ”يوم الصحة العالمي” تحت شعار إقامة عالم يتمتع بقدر أكبر من العدالة، والصحة، تزامناً مع تفشي “جائحة كورونا كوفيد 19” في العالم التي بدأت منذ قرابة عام و5 أشهر، وسط صعوبات تعانيها “سوريا” بمواجهة الجائحة نتيجة العقوبات والحصار الغربي.

منذ بداية العام 2021 تسارعت وتيرة تفشي الفيروس في “سوريا” مع دخول البلاد الذروة الثالثة من الجائحة، حتى أنه في منتصف آذار الماضي، بلغت نسبة إشغال أسرّة العناية المركزة المخصصة لمرضى كورونا في مستشفيات “دمشق” مئة بالمئة، حيث سجلت الأخيرة أكثر من نصف الإصابات بالفيروس في البلاد، تلاها محافظة “طرطوس” الأمر الذي استوجب إيقاف العمليات الباردة في مشافي المحافظتين، وتطبيق خطة استدعاء الكوادر في حالة الطوارئ، بقرار من وزير الصحة “حسن غبّاش”.

بالإضافة إلى مخاوف من عدم قدرة المشافي على استقبال مرضى كورونا في أقسام العناية المشددة، ونقص بأجهزة التنفس الاصطناعية، وبدء موجة ثالثة للوباء، بحسب ما ذكره أطباء، في وقت أشار عضو الفريق الاستشاري لمواجهة الفيروس، “نبوغ العوا” أن البروتوكول العلاجي لـ كورونا في “سوريا” لم يعد مفيداً ونلجأ لأدوية أخرى خصوصاً الكورتيزون ومميعات الدم وذلك لأن الطفرة الثالثة تسبب تخثير الدم، مؤكداً أن آلية انتقال الفيروس، حالياً باتت عبر الرذاذ، والهواء المباشر كالعطس، أو السعال، أو الكلام عن قرب، ويحمل الفيروس من البلعوم الأنفي، والفم إلى إنسان آخر.

تلا ذلك إعلان “وزارة التربية” في 3 نيسان الجاري، انتهاء العام الدراسي الحالي، لمرحلة التعليم الابتدائية، وتعليق دوام بعض الصفوف الأخرى حتى موعد الامتحان أواخر هذا الشهر، كذلك أعلنت وزارتي “الأوقاف” و” التعليم العالي” عن قرارات مشابهة، بينما “وزارة الثقافة” قررت تعليق الدوام في المعاهد العليا، ومراكز الفن التشكيلي التابعة لها.

كذلك أعلنت الحكومة السورية في 4 نيسان الجاري، عن تقليص العمل في وزارات، ومؤسسات عامة لـ10 أيام جراء تفشي الوباء، والأزمة الاقتصادية، تزامناً مع أزمة المحروقات التي تشهدها البلاد، وتأثير ذلك التنقلات.

اقرأ أيضاً: مدير المواساة: إصابات كورونا ازدادت 3 أضعاف عن شهر شباط

الآثار الناتجة عن 10 سنوات من الحرب، والعقوبات الاقتصادية الغربية التي طالت الشعب السوري في احتياجاته الأساسية كالصحة، تضاعفت سلبياتها بعد انتشار الوباء، دون استجابة حتى الآن من المجتمع الدولي، والمعنيين للمساهمة في رفع تلك العقوبات، أو تخفيفها.

وأقرّ الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيرش”، في رسالة فيديو مسجلة بثت خلال “مؤتمر المانحين” في 30 آذار الماضي ببروكسل، بأن العديد من السوريين “فقدوا الثقة” في قدرة المجتمع الدولي على مساعدتهم في إنهاء الصراع الدائر ببلادهم، مضيفاً أن تدهور الظروف المعيشية، والتراجع الاقتصادي، وفيروس كورونا يؤدي إلى مزيد من الجوع، وسوء التغذية، والمرض، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

من ناحيته، أكد رئيس “اللجنة الدولية للصليب الأحمر” “بيتر ماور” في 4 آذار الماضي، أن “سوريا في خضّم دوامة مُميتة من الحرب، والانكماش الاقتصادي، والجائحة، والعقوبات، فيما أشار “رئيس الهلال الأحمر العربي السوري” “خالد حبوباتي” إلى أن العقوبات الغربية على “سوريا” عرقلت أيضاً واردات المستلزمات الطبية، والأدوية، مضيفاً أن نقص الوقود يعني عدم وجود سيارات إسعاف لنقل المرضى للمستشفيات… ويستحيل دون كهرباء تخزين الدم بأمان، أو اللقاحات، بحسب وكالة “رويترز”.

اقرأ أيضاً: في يوم الصحة العالمي.. عقوبات تكبّل الدول أمام كورونا

منظمة الصحة العالمية ذكرت عبر موقعها الإلكتروني، بمناسبة يوم الصحة العالمية بأن جائحة فيروس كورونا أوضحت أننا نعيش في عالم لا تتحقق فيه المساواة، لأسباب تعود إلى الظروف التي يولدون ويكبرون ويعيشون ويعملون ويشيخون فيها.

وأضافت أنه بعض الفئات في العالم تكافح من أجل تلبية احتياجاتها بالدخل اليومي القليل، وتعيش في أوضاع سكنية وتعليمية سيئة، وتحظى بفرص عمل أقل، وتعاني من قدر أكبر من عدم المساواة بين الجنسين، وتقل أو تنعدم فرص حصولها على البيئة الآمنة، والمياه، والهواء النظيفين، والأمن الغذائي، والخدمات الصحية. ويؤدي ذلك إلى معاناة لا داع لها، والإصابة بأمراض يمكن تلافيه،ا والوفاة المبكرة. ويضر بالمجتمع والاقتصاد.

لتلافي ذلك، دعت “المنظمة” القادة إلى ضمان تمتع كل شخص بظروف معيشية، وعمل مواتية للتمتع بالصحة الجيدة. و رصد أوجه الإجحاف في الصحة، وضمان أن يتمكن جميع الناس من الحصول على خدمات صحية جيدة، معتبرةً أن كورونا كان أشد وطأة على المجتمعات الضعيفة، والأشد تعرضاً للمرض، وقلّت احتمالات حصولها على خدمات صحية، وزادت احتمالات تعرضها لعواقب ضارة نتيجة التدابير المتخذة لاحتواء الجائحة.

اقرأ أيضاً: كورونا.. العوا: المشافي امتلأت وليس من السهل إيجاد منفسة فيها

يشار إلى أن ضحايا فيروس كورونا في سوريا بلغ عددهم حتى 5 نيسان الجاري  ١٣٣١٦ إصابة، و ١٣٢٣ حالة وفاة مسجلة بحسب أحدث الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة السورية.

ومنذ عام 1948 دعت المنظمة إلى تكريس “يوم عالمي للصحة” لإحياء ذكرى تأسيس “منظمة الصحة العالمية”، ومنذ عام 1950، جرى الاحتفال سنوياً بـ”يوم الصحة العالمي” في 7 نيسان، ويتم كل عام، اختيار موضوع لـ”يوم الصحة” للتركيز على مجال من المجالات التي تثير القلق، وتحظى بالأولية في سلّم المنظمة.

اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: 60% من سكان سوريا يعانون الجوع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى