الرئيسيةسناك ساخن

اعتقال الصحفيين في سوريا: وسام الطير وسونيل علي “لاتندهوا مافي حدا”

طلعت أميركا من سوريا وماطلع وسام وسونيل

لقد وصلنا إلى مرحلة في سوريا بات المقربون من المظلوم فيها يطلبون منا ألا نتحدث عن الظلم الذي يتعرضون له حتى لا يزداد الظلم الذي يقع عليهم.

سناك سوري – بلال سليطين

هذه المرحلة ذاتها. يتم البحث فيها عن الذين كتبوا عن المشكلة لا عن من تسبب في وقوع المشكلة. حيث أن المشكلة تنسى وتسلط السهام على من كتب عنها. وكأن دور الصحافة الصمت ودور المسؤولين ارتكاب الأخطاء وافتعال المشاكل.

بعيداً عن كل شي لابد من التذكير مهنياً وأكاديمياً. أن وظيفة الصحافة هي تسليط الضوء على السلبيات والبحث في الأخطاء وإجراء الاستطلاعات وتقييم عمل الحكومات والمسؤولين وانتقادهم ونشر مقالات الرأي وووإلخ. ويحفظ لها الدستور السوري والقانون مساحتها نسبياً. وهي لا تلام فيما تثيره وإنما يلام من كان السبب في المشكلة وليس الصحافة التي أثارته.

بالعودة إلى موضوعنا فإن اثنين من الصحفيين الإعلاميين والناشطين في سوريا وهما “وسام الطير” مؤسس صفحة دمشق الآن و”سونيل علي” إعلامي في إذاعة المدينة تعرضا للاعتقال لدى الأجهزة الأمنية في سوريا منذ 5 أيام.

حيث داهمت دورية أمنية مكتباً كانا فيه وتم اعتقالهما ومصادرة المعدات منه وفقاً لما نقلته مصادر سناك سوري.

حادثة اعتقال الزميلين الصحفيين قوبلت بتعتيم شديد وتكتم حتى من الوسائل التي يعملون بها حيث لم ينشر أي منهما أي معلومة عن الموضوع. وطالبوا جميع الزملاء الذين حاولوا إثارة الموضوع وهم قلة جداً بالصمت وعدم الكتابة عن الحادثة من باب الحرص على سلامتهما (هكذا قالوا).

اقرأ أيضاًدمشق تدفع ثمن تفريغ الإعلام والمجتمع المدني من دورهما

المهم أن هذا الحرص تحول إلى صمت مطبق أحاط بالاتحاد والصحافة والصحفيين الذين لم يسبق لهم الحديث أيضاً لا عما حدث مع “عامر دراو وعمار عزو” ولا “إيهاب عوض ورولا السعدي” الذين لم يذكرهما سوى قلة قليلة من الصحفيين هم نفسهم من يتذكرون “وسام وسونيل” اليوم.

هذا الصمت حول “وسام وسونيل” إلى ضحايا من جانبين. ضحايا اعتقال الصحفيين في سوريا. والتوقيف في الأجهزة الأمنية من دون أي معلومة عنهم حتى لذويهم ومن دون عرض على قاضي أو توضيح أسباب التوقيف لمحيطهم على الأقل. وضحايا صمت الزملاء الذين ربما يعتقد وسام وسونيل أنهم أقاموا الدنيا ولم يقعدوها سخطاً على توقيفهما.

ليس المطلوب أكثر من خبر أو تقرير أو حتى منشور فيسبوكي. كجزء من حملة مناصرة لإطلاق سراح زميلين. أو على الأقل تحويلهما إلى القاضي ومحاكمتهما بشكل علني وحتى أمام أعين الزملاء.

ومثلما قالت إحدى الزميلات حبذا لو تقولون لنا مالخطأ الذي ارتكبه “وسام وسونيل”. لا لشيء فقط حتى لا نرتكب مثله. صحيح أن هذا المنشور جاء من باب السخرية إلا أنه لسان حال كثير من العاملين في هذا المجال!.

اقرأ أيضاًلماذا فرع جرائم المعلومات وليس جرائم المسؤولين؟

بلا أدنى شك ليس “وسام وسونيل” وحدهما المعتقلان الآن. إن الصحافة كلها اعتقلت باعتقالهما وتعتقل مع أي اعتقال مشابه بعيداً عن الأشخاص. فالقضية هنا ليست شخصية. القضية هنا ذات بعدين أساسيين. أولهما قد يخطئ الصحفي بالتأكيد لكن مكان محاسبته هو أروقة المحاكم وليس الأقبية. أما البعد الثاني فهو مرتبط بهامش عمل الصحافة في سوريا والتي أصبح سقفها ينخفض لدرجة طأطأة رأسها وانحنائها وكسر قلمها.

إن الصحافة أسيرة الصمت. و”سونيل مع وسام” أسرى الصمت أيضاً. رغم أنهما لم يرفعا الصوت كثيراً يقول قائل. يرد عليه آخر ربما أنهما فكرا مثلاً بانتقاد مسؤول ما. والتفكير بحد ذاته أصبح جريمة.

من يفعل ذلك مع الصحفيين. يتحمل مسؤولية أي تحليل عن سبب الاعتقال على اعتبار أنه لا يوجد ما يبرره ولا يوضحه حتى الآن. ومن صمت عما حدث مع الصحفيين خلال الفترة الماضية يتحمل مسؤولية اعتقال “وسام وسونيل” ومن يصمت عن اعتقالهما أيضاً يتحمل مسؤولية أي حادثة مشابهة مستقبلاً.

إن الصحافة التي تخاف تموت وتدفن ولا أحد يخرج في جنازتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى