الرئيسيةسناك ساخن

“السويداء”.. ملايين الليرات هُدرت على آبار تبين أنها لا تحوي أي مياه!

قيمة الهدر في بئر واحد بلغت 52 مليون ليرة يضاف إليها 6 ملايين للملحق.. “فداكم المصاري المهم السلامة يا عمي”!

سناك سوري-متابعات

لا تتوقف الحكومة عن التصريح بمكافحتها للفساد، (تبع الـ 100 ليرة طبعا)، إلا أن التصريحات تتبخر في الهواء عندما يصل الهدر بالمال العام لملايين الليرات، (يمكن الحكومة بتتفاجئ فبيبطل يطلع معها الحكي).

أربعة آبار ارتوازية تم حفرها في محافظة “السويداء” بهدف إرواء العطشى من المواطنين، ليتبين فيما بعد أن الآبار (ناشفة)، فيما يبدو أن الهدف منها كان إرواء عطش من نوع آخر لا علاقة للمواطنين به، (الله أعلم طبعاً)، وفي التفاصيل التي كشفها مراسل صحيفة “تشرين” الزميل “طلال الكفري” فقد قامت مديرية الموارد المائية بحفر آبار في كل من “ملح” و”الغارية” و”رضيمة الشرقية” و”السويداء”، في مشاريع كلفت الدولة ملايين الليرات، دون أية فائدة فالآبار الأربعة التي أشرفت عليها الموارد المائية ونفذتها الشركة السورية الليبية غير مجدية من ناحية الغزارة المائية، ففي بئر “رضيمة الشرقية” وصل الحفر إلى 675 متر، بحسب محضر الاستلام بتاريخ 4-5-2017، إلا أن عمق الحفر كما حُدد في الدراسة الجيولوجية هو 700 متر؟.

بعد ذلك أقدمت الموارد المائية على تنظيم ملحق عقد لمتابعة أعمال الحفر مع الشركة السورية الليبية التي نفذت المشروع منذ البداية، لتبلغ قيمة الملحق 6 ملايين ليرة، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا احتاج الأمر لتنظيم ملحق عقد ولم يتم الوصول للعمق المطلوب كما في الدراسة منذ العقد الأساسي؟، علماً أن قيمة العقد وفق محضر الاستلام المؤقت 52 مليون ليرة، (يالطيف شي بيشبه تحويلة الحفة كل هالمصاري عمتروح ضيعان ومئات المواطنين مو لاقيين ياكلو).

اقرأ أيضاً: في “السويداء” هدر للمال العام ومجلس المدينة لاحول ولاقوة

أما بئر “الغارية/ ٢/” فقد توقف الحفر فيه عند 732 متر، إضافة لعدم إكساء الطبقات العميقة من البئر، بالرغم من أن الدراسة أوصت ب 930 متر؟؟، ليتبين بعدها أن التصريف أقل من 3 أمتار مكعبة في الساعة (يا هيك الغزارة يا إما بلا)، كما نقل المراسل عن كتاب محافظ السويداء لوزارة الموارد المائية، التي فتحت باب التعاقد لتعميق وتعزيل الردميات التي تراكمت نتيجة انهيار جدران البئر (وكلو بمصاري المواطن يلي حاطتها أمانة عند الحكومة، شو فارق معهم).

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل انضم بئر “السويداء” المحفور شرق “المتحف” إلى نادي مشاريع الشركة السورية الليبية، إذ “أشارت” الدراسات الجولوجية إلى أن المياه موجودة على عمق ٦٥٠ متراً، وعندما تم الحفر إلى هذا العمق، لم يظهر الماء (بحكم العادة)، ليبدأ مسلسل التعميق (الجماعة بحبو العمق، ما بحبو السطحيات أبدا)، بتكلفة 6 ملايين ليرة أيضا (يعني شكلهم بجهزوا عقدين سلفاً، عقد أساسي وملحق عقد وكمان نفس السعر 6 مليون ؟؟)، دون أي نتيجة جيدة بحسب ما نقل المراسل عن كتاب محافظ “السويداء” في تاريخ ٤/٣/٢٠١٨ الموجه إلى الشركة السورية الليبية متضمناً إرسال مندوب من الشركة لحضور الاجتماع في المحافظة لمناقشة وضع بئر “رضيمة الشرقية “وبئر مدينة “السويداء “.

بئر “ملح /2/” يبدو أنه ينتظر المصير نفسه، حيث أنه لا يزال خارج دائرة الاستثمار المائي بالرغم من أن أعمال الحفر بدأت عملياً ووفق الدراسات الجيولوجية والفنية منذ نحو ثلاث سنوات.

مديرية الموارد المائية ردت على الصحيفة التي خاطبتها للاستفسار عن الموضوع منذ تاريخ ٦/١/٢٠١٩، ليأتي الرد مقتضباً، (لا مياه فيه، متل الآبار)، إذ أشار مدير الموارد الدكتور “نبيل عقل” إلى أن العمل ببئر “ملح /٢/” قد وصل إلى عمق ٣٥٠ متراً والبئر قيد التنفيذ، أما بالنسبة لبئر “الغارية /٢/” فالبئر هي لمصلحة مؤسسة المياه وقد تم تكليف مديرية الموارد المائية للإشراف على أعمال التعميق والتعزيل وقد تم إعداد إضبارة بذلك أما فيما يخص تجمع آبار “رضيمة الشرقية” فقد تم تعميق البئر وهي قيد التسليم لمؤسسة مياه السويداء، دون أن يذكر شيء عن مسؤولية المديرية عن الهدر الحاصل في تنفيذ مثل هذه المشاريع الفاشلة، (إذا افترضنا حسن النية). فهل تنتبه الحكومة لملايين الليرات، أم أن عينها الساهرة لا تشاهد سوى بائع خبز يبيع الخبز بطريقة مخالفة، وآخر يأخذ 50 ليرة زيادة عن سعر الورقة التي يبيعها، يتساءل مواطن وصل إلى قاع البئر ولم يجد مياهاً.

اقرأ أيضاً: ليست نكتة: وزارة المالية تهدر المال العام (حاميها مضيعها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى