الرئيسية

السويداء…العمل المجتمعي ينتشر بالعدوى مبادرات تعليمية للمدرسين والطلاب

مبادرة شاب لدفع أجار نقل المعلمين تفتح الباب أمام سلسلة من العمل المجتمعي لتعزيز مسار التعليم في السويداء

سناك سوري – رهان حبيب

في العام 2015 بادر شاب سوري وسدد لسائق السيرفيس أجرة شهر كامل مقابل نقله المدرسين من مناطق سكنهم إلى مدرسة قرية “المشنف” في محافظة السويداء.
الشاب المغترب الذي يرفض الكشف عن اسمه يقول أن مافعله هو تعبير عن امتنانه لجهود المعلمين وأهمية التعليم لأبناء القرية، ومساهمة منه في استمرارية العملية في المدرسة التي تبعد 25 كم عن المدينة، وذلك بعد ارتفاع أجور النقل الذي جعل بعض المعلمين غير قادرين على الوصول إلى مدارسهم في القرية كونها تستهلك أكثر من نصف الراتب في حينها.
المبادرة مالبثت أن انتشرت بالعدوى فانتقلت إلى قرية “سليم” التي تبعد 5 كم شمال مدينة السويداء، حيث تشارك الأهالي في جمع مبالغ مالية لإقامة دورات تقوية للطلاب وتأمين جزء من متطلبات دراستهم.
تعاون الأهالي في ريف السويداء ساهم في دعم العملية التعليمية واستمرارها وفق “أكرم الحسنية” معاون مدير تربية السويداء، الذي يقول في حديثه لـ سناك سوري إن مبادرة “قرية المشنف تعممت على 45 مدرسة في الريف الشرقي للسويداء، ما ساهم في استمرار العملية التعليمية.

مدرسة المشنف

اقرأ أيضاً:“بطريقك” مبادرة لتسهيل حركة المواطنين وإصلاح ما شوهته الحرب!

تخصيص صندوق لخدمات المدارس

تطور الأمر وتحول إلى صندوق تعاوني هدفه تأمين أجور النقل اليومي للمعلمين طيلة العام الدراسي، أو على الأقل تخفيف الأعباء عن المدرسين المكلفين بعملية التدريس في المناطق الشرقية.
طريقة جمع الكتلة المالية يحدثنا عنها “إياد السبع” مدير المجمع التربوي في المنطقة الشرقية ويقول:«شكل الأهالي صندوقاً خاصاً لهذه الغاية شارك به الميسورين والمغتربين ومن حسنات الموتى، إلا أن مسار التجربة تغير في شهر تموز العام 2018 بسبب هجوم “داعش” على المنطقة الشرقية حيث تم الاتفاق مع المحافظة بأن تقوم اللجنة المتخصصة بإدارة الخدمات في القرى المتضررة من الهجوم وبالاتفاق مع الهيئات المختصة بتأمين أجور النقل كاملة لنقل المعلمين بالمجان، وطبعاً كان النشاط الأهلي هو الدافع الأول للمشروع المستمر لغاية هذا التاريخ واستمرت المبادرة الأولى ليقدم ريع الصندوق للمدارس لتأمين احتياجتها المختلفة ومستلزمات الطلاب وفق رؤية المجموعة المشرفة عليها».

إياد السبع

اقرأ أيضاً:“شلون”.. منصة خدمية مجانية تقدم خدماتها للسوريين في الخارج والداخل

 العمل المجتمعي ينتشر بالعدوى

يبدو أن الغلاء بأجور النقل الذي كان خلف إطلاق مبادرة الريف الشرقي كان أيضا سببا لتلاقي أهالي من قرية”سليم” لإطلاق مبادرة” قلم رصاص” التي انطلقت عام 2017 لتقدم من تبرعات الأهالي قرطاسية لطلاب مدارس القرية ودورات تقوية مجانية لكل الصفوف.
المبادرة التي أسسها 7 أشخاص جاءت استجابة للصعوبات التي واجهت الأهالي في مجال دورات التقوية وتأمين القرطاسية بفعل ظروف الغلاء التي تشهدها أسعار مستلزمات الدراسة حسب حديث العميد المتقاعد “زياد العبدالله” عضو مجلس إدارة المبادرة، حيث اجتمع المهتمون من الأهالي للبحث عن حلول مساعدة، ويضيف:«شكلنا صندوق صغير ترافق بصفحة خاصة على شبكات التواصل باسم” قلم رصاص” وشكلنا مجلس إدارة لإدارة التبرعات التي قدمت من الأهالي والمغتربين وشرائح مختلفة من المجتمع وكل من استطاع تقديم أي مبلغ».
الدورات ساهمت في مساعدة عدد من التلاميذ على التفوق من خلال تقوية نقاط ضعفهم، وهذا العام تتابع الدورات ومن أهمها دورة الوراثة لطلاب الثالث الثانوي العلمي وغيرها للفروع الأدبية بالمجان.
تلاقت في قرى الريف الشرقي من محافظة “السويداء” مشاريع المجتمع المدني مع جهود الحكومة لدعم العملية التعليمية، وهذه المبادرات التي تناولناها هي غيض من فيض المبادرات التي تسجل انتشاراً كبيراً في هذه المحافظة التي ينشط فيها المجتمع المدني بشكل لافت جداً.

اقرأ أيضاً:“سوريا”.. طلاب أطلقوا مبادرة لتدوير الكتب والمحاضرات بين زملائهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى