أخر الأخبارالرئيسيةتقارير

السوريون يحيون الذكرى الأولى للزلزال على وقع تصعيد أمريكي إسرائيلي _ بانوراما الأسبوع

رفع المحروقات والخبز مقابل زيادة الرواتب .. سباق الانهيار

يحتاج السوريون سنواتٍ طويلة قبل أن يتجاوزوا صدمة يوم الـ 6 من شباط كل عام مع حلول الذكرى السنوية الأولى لكارثة الزلزال.

سناك سوري _ دمشق

وبينما لم تندمل جراح الكثير من العائلات السورية التي فقدت أحباءها في الكارثة. فقد كان على الأحياء من المتضررين أن يعانوا طوال عامٍ كامل بحثاً عن مأوى يعوّضهم عن منازلهم التي تهدّمت كلياً أو جزئياً بحيث لم تعد صالحة للسكن.

وبحسب بيانات الحكومة السورية فقد بلغ عدد المباني المدمرة بشكل كلي 169 مبنىً. إلى جانب 90822 مبنى بحاجة إلى تدعيم في وقتٍ تم الكشف فيه هندسياً على 309292 مبنى.

وفي مقابل حجم الدمار الهائل التي خلفتها الكارثة. فقد استعرضت الحكومة إنجازاتها على هذا الصعيد بعد مرور عامٍ على الزلزال. وقالت أن العمل مستمر لتشييد 160 شقة في “اللاذقية” بنسب تنفيذ وصلت إلى 80%. إلى جانب العمل على بناء 80شقة في حي “الغراف” في “اللاذقية” من المتوقع تسليمها في تشرين الثاني القادم. أي بعد 21 شهراً من الكارثة.

مشروع بناء 80 شقة في “جبلة” وصلت نسبة تنفيذه إلى 50% مع توقعات بالتسليم في أيلول القادم. في حين بلغت نسبة تنفيذ بناء 120 شقة في “حلب” إلى 73% من المتوقع تسليمها مع نهاية آذار القادم.

ومع مرور عامٍ على الكارثة. أعلن مجلسا مدينتي “اللاذقية” و”جبلة” الخميس عن تسليم 55 مسكناً في حي “الغراف” بـ”اللاذقية” و48 مسكناً في حي “الفيض” بـ”جبلة” لمتضرري الزلزال. على أن يستمر التسليم وفق الأولويات بالتنسيق بين المحافظة والهلال الأحمر الإماراتي.

قلق دولي في الذكرى الأولى للزلزال

قالت المتحدثة باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة “شابيا مانتو” الثلاثاء. أن تأثيرات الزلزال طالت 8.8 مليون شخصاً في جميع أنحاء “سوريا”. ما أدى لنزوح عشرات الآلاف منهم بما فيه من كانوا نازحين أصلاً.

وأشارت “مانتو” إلى أن 40 ألف شخصاً في مناطق شمال غرب “سوريا”. لا يزالون نازحين بسبب الزلزال ويقيمون في 70 مركز استقبال مؤقت بعد مرور عام كامل على الكارثة.

تصعيد أمريكي إسرائيلي

أسبوع الذكرى المأساوية لم يمر بهدوء ميداني. فقد شهد يوم الجمعة الماضي بدايةً عدواناً إسرائيلياً استهدف نقاطاً جنوب “دمشق” وقالت وزارة الدفاع السورية أن وسائط الدفاع الجوي تصدت له واقتصرت الأضرار على الماديات.

أما التصعيد الأكبر فجاء أمريكياً هذه المرة. فقد شهد يوم السبت الماضي سلسلة غارات جوية أمريكية تعد الأعنف من نوعها منذ سنوات استهدفت عدة مواقع في “سوريا” و”العراق”.

وبينما قالت “واشنطن” أن هجماتها جاءت رداً على استهداف إحدى قواعدها شمال “الأردن” قرب الحدود مع “سوريا” بطائرة مسيرة أودت بحياة 3 جنود أمريكيين. فإن وزارة الدفاع السورية اتهمت الولايات المتحدة باستهداف مواقع الجيش السوري في مناطق يحارب بها تنظيم “داعش”. مشيرة إلى أن ذلك يثبت تورط وتحالف الأمريكيين مع التنظيم.

وأضاف بيان الوزارة حول الهجوم أن «قوات الاحتلال الأمريكي شنت عدواناً جوياً سافراً على عدد من المواقع والبلدات في المنطقة الشرقية من سوريا .وبالقرب من الحدود السورية ـ والعراقية. ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين والعسكريين. وإصابة آخرين بجروح وإلحاق أضرار كبيرة بالممتلكات العامة والخاصة».

التصعيد لم يتوقف عند هذا الحد. فبينما كان السوريون يستعيدون حدادهم السنوي على ضحايا الزلزال. كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي تشنّ عدواناً جديداً استهدف مدينة “حمص”. ما أدى لانهيار مبنىً سكني من طابقين في حي “الحمراء” ودماره بشكل كامل. مع وقوع عدد من الضحايا المدنيين.

وقال مصدر عسكري رسمي إن قوات الاحتلال شنّت عدوانها من اتجاه شمال “طرابلس”. واستهدفت نقاطاً في “حمص” وريفها مشيراً إلى وجود ضحايا ومصابين مدنيين وخسائر مادية في الممتلكات العامة والخاصة.

عبد اللهيان إلى دمشق

نقلت صحيفة “الوطن” المحلية عن مصادر وصفتها بالمتابعة دون أن تسمّها. قولها أن وزير الخارجية الإيراني “حسين أمير عبد اللهيان”. سيصل إلى “دمشق” مطلع الأسبوع المقبل. في زيارة يلتقي خلالها كبار المسؤولين السوريين.

وتابعت المصادر أن “عبد اللهيان” سيبحث في “دمشق” تطورات الساعة والاعتداءات الإسرائيلية على “سوريا”. والتصعيد المتواصل في “غزة”. على أن تشمل جولته “لبنان” و”سوريا” التي سيغادر منها إلى “قطر”.

الرواتب والخبز والمحروقات .. انهيار مستمر

أما أبرز الأحداث هذا الأسبوع على الصعيد الداخلي. فتمثّل بقرارات الرفع التي بدأت بالمحروقات حيث وصل سعر ليتر البنزين إلى 10500 ليرة. تلاه رفع لسعر ربطة الخبز المدعوم من 200 إلى 400 ليرة مع رفع سعر ليتر المازوت المخصص للأفران من 700 إلى 2000 ليرة.

وبالتزامن مع قرار رفع سعر الخبز. جاء مرسومان رئاسيان بزيادة على الرواتب للعاملين في الدولة والمتقاعدين بنسبة 50%. ما كرّر سيناريو العام الماضي حين تزامنت زيادة الرواتب مع رفع الدعم عن البنزين. في سباق لا ينتهي بين الراتب والأسعار مع استمرار في التدهور الاقتصادي وارتفاع معدلات التضخم.

كوارث لا تنتهي

لقد عاش السوريون أكبر كوارثهم في التاريخ الحديث على مدى 13 عاماً تقريباً. وزادت كارثة الزلزال من مآسيهم فكانت قشة قصمت ما تبقى من ظهر بقائهم. فيما تستمر كوارثهم الأخرى بتواصل التصعيد عبر ضربات الاحتلال الإسرائيلي والقوات الأمريكية كما حدث مؤخراً. على أن كارثة تدهور الأحوال المعيشية لم تستثنِ أحداً في ظل سوء التعامل معها على المستوى الحكومي إلا باستخدام ورقة رفع الأسعار وسحب الدعم تدريجياً ما يهدد مصير غالبية السوريين.

 

زر الذهاب إلى الأعلى