الرئيسيةتقاريرشباب ومجتمع

الحكومة تفصل مئات المدرسين وتترك الطلبة من دون تعليم!؟

المحافظ رفع العشرة أمام المدرسين وأهالي الطلبة “الموضوع أكبر مني”

سناك سوري – عمران أحمد

«مضى على العام الدراسي الجديد أكثر من شهر، ولازالت مدرستي تفتقر لمدرسي الفيزياء والكيمياء والرياضيات»، يقولها “إبراهيم صالح” وهو طالب في إحدى ثانويات ريف “القنيطرة” الجنوبي، ويضيف لـ”سناك سوري”: «سألنا المدير عن ذلك، قال لنا: (لا نعلم إن كانت مديرية التربية ستقوم بإيفاد مدرسين لهذه المواد أم لا في القريب العاجل، لهذا سيساهم مدرس العلوم في ترميم التقصير ومساعدتكم إلى حين ذلك)».

هذا الواقع يأتي مع عودة مديرية التربية الرسمية للإشراف على العملية التعليمية في المحافظة لأول مرة منذ 4 سنوات، وهو ماكان الأهالي والطلبة ينتظرونه آملين بتحسين العملية التعليمية، لكنهم فوجئوا بقرار فصل المدرسين كأول قرار إصلاحي تتّخذه الحكومة، وترك المدارس من دون بديل !!!!.

مجلس الوزراء كان قد أصدر قراراً بفصل أكثر من 100 مدرّس في محافظة القنيطرة لأسباب عديدة منها ماهو موضّح ومنها ماهو مجهول، هذا القرار أدى لخلق أزمة في التعليم تتمثّل بخلوِّ المدارس من المدرسين بشكل عام ومدرسي الاختصاص بشكل خاص، والاعتماد بالدرجة الأولى على مدرسين من خارج الملاك التدريسي ممّن وصفهم أولياء أمور بعض الطلاب لـ”سناك سوري” بـ«عديمي الخبرة، ويحملون شهادة الثانوية العامة فقط».

الأهالي دعوا الحكومة لتحمّل مسؤولياتها أمام هذا الواقع الذي ترك الطلبة بلا مدرسين في عشرات المدارس يتخبّطون ويضيع عليهم الوقت وتفوتهم المعرفة، متسائلين أين الحلول ومتى سوف يتم تأمين البدائل.

اللجوء للطعن في الأحكام

أمام هذه القرارات أقدم مدرسون تم صرفهم برفع قرارات طعن لرئاسة مجلس الوزراء لعل ذلك يساعد في التراجع عن تلك القرارات.

“أبو أمجد” مدرس فيزياء تم صرفه من التدريس بعد خدمة تزيد عن 12 عام، قام بتقديم طعن بالقرار مع زملاء له، يقول لـ”سناك سوري”: «لازلت لا أصدق أن تلك القرارات قد صدرت، فبعد أن عادت الحكومة لبسط سيطرتها على المحافظة وطرد المسلحين منها قمت كغيري من المدرّسين بمراجعة مديرية التربية لإكمال اجراءات عودتي لمهنتي، فطُلب مني مراجعة شعبة الأمن السياسي، وبالفعل ذهبت لهناك ليتم استجوابي كمتهم، وبعد يومين قيل لي إنه تم صرفي من الخدمة دون أن يوضّح لي أحدٌ السبب، فأنا ليس لدي خدمة احتياط ولم أتورط بأي أعمال تمسّ بهيبة الدولة، فلمَ يفعلون بي ذلك؟ ».

المدرّسون المفصولون يتساءلون عن معايير الصرف من الخدمة وعلى ماذا استندت، وهل صدرت ضمن الأطر القانونية أم اعتمدت على التقارير الكيدية!.

ما بجيبها إلا الروس!

حين قوبلت كتب الطعن بالرفض قام بعض المدرسين بمقابلة محافظ “القنيطرة” “همام دبيات”، وتقديم شكواهم له، والذي وعدهم أن القرار سيتم طيّه قريباً، وأنّه تكفّل به شخصياً.

لكنه فاجأهم بعد شهر حين التقى بهم يوم أمس الأحد 7 تشرين أول/ اكتوبر 2018، خلال حضوره إحدى المهرجانات الشعبية في قرية “المعلقة” بريف “القنيطرة” الجنوبي، حيث اجتمع بهم في غرفة سرية وقال لهم: «قمت بواجبي ووفق مسؤوليتي، لكن ليس في يدي حيلة، حاولت لكن ليس هناك من نتيجة».

أحد المدرسين ممن حضر الاجتماع قال لـ”سناك سوري”: «كان المحافظ محبطاً أكثر منّا، وحين أخذ اليأس يخيّم على الجميع قال لنا مسؤول رفيع حضر الاحتفالية (ارفعوا شكواكم للروس)، صدمنا جميعنا من ذلك، وليس لأحدنا رغبة في فعل ذلك أصلاً».

ينتقد المدرسون المقدمون للطعون فكرة تضييق الخيارات أمامهم ودفعهم للذهاب للروس من أجل حل مشكلتهم، يقول “أبو محمد” وهو مدرس أريد أن أحل مشكلتي عند الحكومة وليس عند الروس، لا أريد أن يكون هناك وسيط بيني وبين حكومة بلادي، من يدفع الناس لاختيار الروس كمصدرٍ لحل المشكلات في ظل وجود الدولة والحكومة السورية يسيء للدولة السورية وللوطن السوري.

اقرأ أيضاً: سوريا: إيقاف راتب موظف على رأس عمله.. والتهمة “معارض سلبي”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى