الرئيسيةتقاريرحرية التعتير

ارتفاع سعر القهوة يحرم بعض مضافات الجبل فنجان قهوتها

كغ القهوة 26 ألف ليرة والهيل 180 ألف.. والبعض اختار أن يشتري بالملعقة

سناك سوري – رهان حبيب

يحدثنا “ماجد غانم” من أهالي قرية “المشنف” في الريف الشرقي للسويداء أن كلمتا “دايمة” و”بالعز”، اللتان يتلفظ بهما شارب القهوة المرة في مضافات الجبل، لم تعودا موجودتان بذات الزخم السابق، بعد ارتفاع سعر هذا النوع من القهوة إلى مستويات كبيرة، ما حرم كُثر من تحضير القهوة وتقديمها للزوار، كما درجت العادة.

يقول “غانم” لـ”سناك سوري” أنه «منذ بداية العام الحالي باتت بعض المنازل تختصر عدد مرات تحضير القهوة المرة، ومنهم من توقف عن شرائها وتحضيرها فقد تغيرت الأسعار وارتفعت تكاليف الحياة وباتت الأسر تشتري كميات بسيطة بين فينة وأخرى، أو لا تشتري القهوة أبداً في حالة اختلفت عن السابق لأننا في قرانا البعيدة نستقبل الضيوف وعابر السبيل بفنجان القهوة ترحيباً ومحبة قبل أي ضيافة».

اقرأ أيضاً: ارتفاع الأسعار يحرم السوريين مؤونتهم من الحبوب

بعض كبار السن حافظوا على العادة، خاصة من لديهم أبناء مغتربين ومن امتلك القدرة المادية، ومنهم العم “أبو طلال فواز غانم” الذي أخبرنا أنه تابع طقوس الأجداد وبقيت القهوة أولى أنشطته الصباحية يعدها وينتظرها لتغلي، مضيفاً لها المونة اللازمة من القهوة والهيل لتكون جاهزة للضيافة للأهل والزوار الذين يقصدون المضافة، ويضيف: «تعودنا أن تكون القهوة جاهزة مع كل صباح وعادة الرجال أن يستيقظوا باكراً لتحضيرها وفتح المضافة التي يقصدها العابرون والأقارب».

القهوة المرة اثناء التحميص

يخبرنا “أبو طلال” أنه لم يشترّ القهوة خلال العام الماضي بذات السعر مرتين، مع العلم أن من يعد القهوة يومياً يحتاج لكمية لاتقل عن 2 كيلو في الشهر الواحد، ويضيف:«أولادي المغتربين يمدونني بأنواع فاخرة منها لكن إذا اضطرت للشراء فإن السعر يختلف بين شهر وآخر».

وفق العم “أبو طلال” لهذه القهوة طريقة مختلفة بالتحضير فهي يجب أن تغلى لساعات طويلة (ولن ننسى هنا تكلفة الغاز) ولايمكن أن تعد دون الخميرة، والخميرة هي القهوة الثقيلة نتاج الغلي لساعات طويلة على نار هادئة، يضيف: «يحتاج من يطبخ القهوة للخبرة وعليه إعداد الطبخة الأولى التي لا تصبح مناسبة بالطعم إذا طبخت بدون خميرة، وهذه طبعاً تحتاج لكمية كبيرة من القهوة المحمصة والمطحونة وهي التي تعطي الطعم المتميز خاصة مع الهيل وحدث عن أسعار الهيل بلاحرج».

اقرأ أيضاً: سوريون يختصرون أدويتهم بسبب الغلاء

في محامص القهوة في المدينة تظهر التسعيرة التي تتغير بين يوم وآخر، فبعد أن كان سعر الكيلو لايتجاوز 1600 ليرة بداية الأزمة  ارتفع ليصل إلى 4000 ألاف ليرة بعد أربع سنوات، لكن الارتفاع خلال العام الفائت بدأ من 14 ألف وتكررت الزيادات لتسجل بشهر أذار للعام الماضي 17 ألف، وطبعاً ليس للنوع الفاخر، وفق “نشأت نصار” صاحب محمصة، مضيفا أنه منذ بداية العام الحالي تجاوز ثمن كغ القهوة 20 ألفا للكيلو ثم 22 ألف للكيلو المحمص، والمطحون و منذ نهاية شهر شباط 25 ألف ليرة، اليوم سنغير التسعيرة وفق آخر دفعة اشتريناها إلى 26 ألف.

ملعقة قهوة مرة بأكثر من ألف ليرة

انخفضت مبيعات محمصة “نصار”، بنسبة 20% هذا العام مقارنة بالعام الفائت، ويضيف أنه كان يبيع 50 كغ خلال 10 أيام، أما اليوم فلا يبيع أكثر من 10 كغ خلال الشهر الواحد، مع كمية بسيطة من الهيل، الذي تبدأ أسعاره من 100 ألف للكغ العادي، و180 ألف للنوع الفاخر.

“ناصر مرود” صاحب محمصة يبيع أي كمية يطلبها الزبون، كما يقول لـ”سناك سوري”، ويضيف: «يطلب مني الزبون مايعادل ملعقة أو اثنتين تتجاوز قيمتها ألف ليرة يطلبها محرجاً من كان يشتري كيلو او اثنين منها، لكنها وسيلته الوحيدة ليحافظ على طقوس شرب القهوة المرة ولو بالحدود الدنيا».

اقرأ أيضاً: بالغرامات.. طريقة تسوق جديدة يتلاعب بها السوريين على الغلاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى