الرئيسيةسناك ساخر

أسرار الأمن القومي السوري المخبأة في مقام محي الدين ابن عربي

 

سناك سوري – صفاء صلال

منذ أيام كنتُ أتحدث مع أبناء خالتي وهم يحملون الجنسية الكويتية، عن مقام “محي الدين ابن عربي” في دمشق، كونهم لا يعرفون شيئاً عن “الشيخ الأكبر” ولا عن مقامه، فأخبرتهم أنني سأذهب إليه يوم الأربعاء لإعداد مادة تعريفية عنه كي يضعونه ضمن الأماكن التي سيذهبون إليها عند زياتهم دمشق.
ظهر الأربعاء توجهت للمقام الكائن في دمشق، توقفت سيارة التاكسي عند مدخل السوق وأتممت المشي سيراً، مايقارب 100متر باتجاه السوق الذي يعج بأصوات الباعة الذين ينادون بلهجة شامية بأسعار منتجاتهم لاستقطاب الزبائن( نوع من أنواع التسويق السوري).
وصلت المقام بعد نزول عدة درجات بيضاء، عند بابه الخشبي الكبير استقبلني شخص وطلب مني خلع حذائي قبل الدخول، عرفته بنفسي وطلبت الأذن للتصوير، فقال إنه علي الانتظار لدقائق حتى يخبر المسؤول عن المقام الذي كان في غرفته القريبة من الباب الرئيسي بأمتار قليلة، بعدها خرج المسؤول من غرفته واقفاً أمام الباب طلبت منه الأذن للتصوير فاعتذر مني بكل لباقة وطلب موافقة من مديرية الأوقاف مسبقاً لكي يسمح لي بالتصوير، قلتُ له بدهشة : منذ متى نحتاج الموافقات للتصوير والمعروف عن المقام أنه موقع سياحي أيضاً ليجبني : من فترة هيك صار.

اقرأ أيضاً:“خميس”: الشفافية والمرونة يستقطبان المستثمرين..(تعالوا يامستثمرين)

خرجت من المقام وأنا أتخبط ليحاصرني سؤال” لماذا يحتاج المقام لموافقة تصوير مسبقة، ماهي أسرار الأمن القومي الذي أمكنه أن أسربها لو صورت في هذا المقام”؟.
صباح الخميس عند الحادية عشر والنصف تماماً حصلت على رقم مدير مكتب مدير أوقاف دمشق اتصلت به وأخبرته أنني بحاجة لموافقة لتصوير المقام فأخبرني أنه علي إرسال كتاب من الجهة الاعلامية التي أعمل بها إلى وزارة الأوقاف تتضمن ذكر مكان التصوير وانتظار الموافقة، حيث يمكن للأوقاف إصدارها مباشرة أو تحويل الطلب لمديرية الأوقاف حتى تجيب عن الطلب، شكرته وأغلقت الهاتف.

اقرأ أيضاً: سوريا: منع صحفيين من دخول الجامعة بقرار مسؤول حزبي

عادت الأسئلة مرة أخرى إلى رأسي إذا كان موقع سياحي وديني يعبر عن الصوفية الدمشقية ويحتضن ضريح “الشيخ الأكبر” يحتاج طلب، والطلب يعني “موافقة أو منع”، وبالتالي عقلية الموافقة والمنع سائدة حتى في هذا المكان، فكيف بي لو أردت مثلاً تصوير وثائق حول ملف فساد، أو صفقة حكومية، كيف يمكننا أن نطبق الشفافية التي لطالما عبرت الحكومة عن أهميتها وشروعها بها وهذه الحكومة ذاتها لديها مقص السماح والمنع أو الموافقة للصحفي حتى يتمكن من تصوير أي شيء، حتى بات الصحفي يخاف إظهار كاميرته خوفاً على نفسه وعليها.
يراودني حديث لي مع مثقف سوري أتحفظ على ذكر اسمه وأنا أكتب هذه السطور, حينها دار حديثنا عن متاعب العمل الصحفي والموافقات التي يحتاجها الصحفي قبل إجراء أي عمل صحفي ليقول لي : لباسنا على الطريقة الغريبة لكن طريقة تفكيرنا رجعية وذات طراز عفا عليه الزمن.
فعدت واتصلت بأقربائي وقلت لهم عندما تعودوا لزيارة سورية وفي إطار مساهمتكم في السياحة الدينية ببلادي حبذا أن تتركوا هواتفكم المحمولة التي عليها كاميرات في منازلكم لأنه ممنوع التصوير.

اقرأ أيضاً: الشفافية التي نحتاج تطبيقها – بلال سليطين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى