إقرأ أيضاالرئيسيةيوميات مواطن

سجن عدرا: مدرس مصري يعلم السجناء اللغة الإنكليزية

سناك سوري – نجيب الشوفي

يقضي “عاطف” وهو سجين يحمل الجنسية المصرية جل وقته في السجن وهو يعلّم السجناء اللغة الإنكليزية حيث وزّعهم على ساعات تدريسية طوال اليوم حسب مستوياتهم من السيء إلى المتوسط فالجيد.

لا يجد هذا المدرس وقتاً ليقوم بعمل آخر غير التعليم على اعتبار أن يومه التعليمي يبدأ في التاسعة صباحاً أي مع بداية التنفس الصباحي وحتى إغلاق التنفس في الـ 12 ظهراً، وهو يقوم بتدريس طلابه قواعد وأسس اللغة الإنجليزية فهذه الفترة من النهار مخصصة لطلاب المستويات المنخفضة، فيما يتابع دروسه بعد افتتاح التأمين المسائي من الـ 2 ظهراً وحتى ال 9 مساءً وطلاب الساعات من الـ 7 مساءً وحتى ال 9 هم المستوى الأعلى.

اقرأ أيضاً: في حمص إطلاق سراح سجناء من داعش يقلق المواطنين

يهتم عدد كبير من السجناء في تعلم اللغة لدى المدرس “عاطف” حتى أنهم يعملون على ترجمة كل نص إنكليزي تقع أعينهم عليه سواء على المواد المعلبة أو في نشرات الأخبار والتصريحات الإنجليزية وفي بعض الأحيان الأغاني التي تعرض على شاشة تلفزيون السجن.
وبسبب قلة الإمكانيات وضعف الموارد فالأمر في غاية الصعوبة، خاصة في ظل وجود مستوىً واحد فقط من كتب اللغة الإنجليزية، وبالتالي عليك أن تستغل كل الوسائل الممكنة من نشرات الأخبار والتصريحات والأغاني وحتى أسماء لاعبي كرة القدم.

عددٌ ليس بالقليل من هؤلاء المساجين تعلموا اللغة الإنجليزية وأصبحوا يتداولونها بينهم كلغة في أحاديثهم الخاصة التي لا يريدون أن يتطفل أحدٌ ما عليها وربما في الكلام السياسي وبعض الأحاديث عن ذكريات جنسية فأن يكون لديك الوقت والمكان الخاص بك في السجن هو أمر غاية في الصعوبة هناك.
يرى الكثير من المساجين بأن فرص الاندماج صعبة جداً خارج جدران هذا السجن وخاصة أنهم لا يملكون الشهادات والخبرة التي تؤهلهم للعودة فربما هذه اللغة تؤمن لهم عملاً جيد فيما يرى آخرون بأن هناك فائدة أخرى وهامة أيضاً في التعلم وهي إغراق العقل بهذه اللغة ونسيان العالم الخارجي والوقت الطويل الذي يعيشونه.

اقرأ أيضاً: جيش الإسلام يؤمن على حرية صحفي في “السجن”

بينما يقدم المدرس “عاطف” خدماته التدريسية لكل الراغبين من المساجين بدون أي مقابل برغم وضعه الصحي المتردي كثيراً وعوزه المادي فهو رجل خمسيني ذو لكنة مصرية مرحة وهو الرحالة رجل مكاتب السياحة الذي حط برحلته في بلاد اشتعلت بها الحرب ودخل سجن هذه البلاد، وهو لا يملك أية معلومة حول عائلته المكونة من زوجته وابنه .

مايقدمه “عاطف” لزملائه وأصدقاءه في السجن أكثر من لغة أجنبية إنه يعلمهم الأمل قبل أن يعلمهم اللغة والحديث بها.

اقرأ أيضاً: وفاة سيدة بالثمانين من العمر في معتقلات فصائل المعارضة

الجعفري: ملف المعتقلين مؤلم للطرفين.. المعارضة: نؤيد بحثه محلياً

بعد سنوات على اعتقالهم الأمن يسأل الجيران عنهم!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى