أخر الأخبارالرئيسيةحرية التعتير

الأطفال يتسربون من المدرسة للعمل.. أكثر من 20 ألف متسرب في “حلب” وحدها

التربية تعالج الأمور بزيارة الأهالي وتوجيه الإنذارات وتلقي باللوم على الظروف المعيشية الصعبة واتجاه الأطفال للعمل.. هل هناك أمل بمعالجة الأسباب؟

سناك سوري – متابعات

أعلن رئيس شعبة التعليم الإلزامي في مديرية تربية “حلب” “محمد زياد مشو” عن وجود 20397 تلميذاً متسرباً من مدارس مرحلة التعليم الأساسي في الفصل الدراسي الثاني للعام 2018-2019 مقابل التحاق 480847 تلميذاً خلال الفترة نفسها.

حالات التسرب الكبيرة التي تحدث عنها رئيس الدائرة تعود لاضطرار الكثير من الأطفال التوجه نحو سوق العمل نتيجة الظروف المعيشية الصعبة التي خلفتها الحرب فالكثير من العائلات فقدت معيلها أو سكنها وعانت من النزوح والتهجير، مشيراً إلى أن التربية تبذل جهودها لمتابعة جميع حالات التسرب ووضع الحلول المناسبة بالتعاون مع منظمة اليونيسيف وعدد من الجمعيات الخيرية والأهلية.

“مشو” أكد وجود تعاون مع قيادة الشرطة لاستدعاء أولياء أمور التلاميذ المتسربين وزيارة منازلهم برفقة المرشدين النفسيين لحثهم على إعادة أطفالهم الى المدارس ورفع الإنذارات الخطية بحق الأهالي الرافضين تدريس أبنائهم وفرض عقوبات قانونية بحقهم بعد تحويلهم للقضاء المختص، (كالعادة علاج الأسباب غائب لهيك غالبا بينتهي العلاج بالفشل).

وأكد أن هناك غرامات مالية تفرض على ذوي التلاميذ المتسربين تتراوح بين 10 -15 ألف ليرة سورية، وفي حال التكرار وعدم تجاوب أولياء الأمور تكون العقوبة ضعف الغرامة المالية، (لكن السؤال إذا الأهل مامعن يدفعوا شو بتعمل التربية معهم؟).

عملية رصد حالات التسرب التي قامت بها المديرية بالتعاون مع منظمة اليونيسيف خلال العام الدراسي الماضي كشفت عن 4000-5000 حالة وقد تم العمل على معالجة أغلبها وتقديم الدعم المادي والنفسي والتوجيهي حسب مابينه رئيس دائرة التخطيط والتعاون الدولي في ملحق مديرية التربية “عادل حسن”.

“حسن” أوضح أن عملية الرصد كانت من خلال حملة ميدانية حملت اسم (المدرسة اشتاقت لك)، كما تم تأهيل 200 مدرسة ووضع غرف مسبقة الصنع في باحات المدارس المدمرة بفعل الحرب وتدريب الكوادر التعلميمة لرفع مستواهم التدريسي والإرشادي، وفقاً لما نقلته الزميلة “جراح عدرة” مراسلة صحيفة الجماهير المحلية.

نسبة التسرب 25% في سوريا

تسرب الطلاب من المدارس لا يقتصر على محافظة واحدة ونسبته 25 بالمئة في مختلف المحافظات السورية وفقاً تصريح سابق لمدير التعليم الأساسي في وزارة التربية “وائل محمد” خلال حديثه مع سناك سوري في العام 2018 بمافي ذلك الفاقد التعليمي الذي حدث لعدد كبير من الطلاب بسبب الحرب في “سوريا”، واشتداد المعارك في مناطق معينة.

وزارة التربية تحدثت عن إجراءات خاصة قامت بها لتعويض الطلاب عن انقطاعهم الطويل عن المدارس حيث تمّ افتتاح دورات تمديد العام الدراسي في محافظتي “الرقة”، و”دير الزور”، لتعويض الفاقد التعليمي بعد انتهاء العمليات العسكرية هناك، فكانت رافداً لسد الثغرات نتيجة توقف العملية التربوية.

تحول الأطفال إلى معيلين لأسرهم خاصة في المناطق الشرقية زاد من نسبة المتسربين حتى نسبة 74 بالمئة حسب حديث “يسرى السعيد” الدكتورة في كلية التربية بجامعة “الفرات” لـ”سناك سوري” مشيرة إلى أن  الظروف التعليمية بشكل خاص وظروف الحرب بشكل عام أدت لحرمان الطلبة من حقهم في التعليم، حيث وثقت دراسة أعدتها “السعيد” تسرب عدد كبير جداً من الطلاب للعمل في مهن حرفية مختلفة.

رصد حالات التسرب وجهود وزارة التربية في محاولة إعادة الأطفال لمقاعد الدراسة لن تكون كافية في ظل الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي تعاني منها الأسر السورية حيث تحتاج كل عائلة لعمل أفراد عائلتها مجتمعين حتى يتمكنوا من تأمين لقمة عيشهم فهل تتنبه الحكومة لخطر ماوصلت إليه أحوال الناس لدرجة أن الأطفال فقدوا طفولتهم وتحولوا إلى رجال بهيئة أطفال؟.

اقرأ أيضاً: سوريا: 25% نسبة التلاميذ المتسرّبين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى