أدوار محمد حداقي.. المُهرب أبو شملة وراعي الأبقار البسيط فياض

لم تمر أدوار الفنان “محمد حداقي” مرور الكرام خلال مسيرته، ولم يعطِ فرصة أن يتخيل جمهوره شخصاً آخر يقدم ذلك الدور غيره. متنقلاً بين عوالم الكوميديا والاجتماعي والتاريخي.

سناك سوري _ دمشق

كانت شخصية “أبو الأحلام” التي قدمها بمسلسل “حارة القبة” هي الأحدث، حين لعب دور رجل يجول بحارات دمشق. يرتدي دائماً الملابس الفضفاضة، وله لحية طويلة، وترافقه عصا بيده في كل زمان ومكان.

ويعتبره من حوله مصدراً روحياً يؤمنون برؤياه وأحاسيسه، إلى أن تم اكتشاف سره القديم، حين قتل زوجته ظلماً ما دفعه للفرار من “حماة” والاستقرار في “دمشق”.

تخرّج “حداقي” من المعهد العالي للفنون المسرحية في عام 1997، وباشر بعده في عالم التمثيل. وكانت أدواره الكوميدية هي الأبرز بمسيرته، مدخلاً البهجة إلى قلوب متابعي الدراما السورية.

ففي عام 2016 شارك “حداقي” بمسلسل “الطواريد” للكاتب “مازن طه” والمخرج “مازن السعدي”، في عمل كوميدي. تناول قصة قبيلة من البداوة ضمن قالب كوميدي.

ولعب دور “خلف” واحد من اللقيطَين اللذين عثرت عليهما القبيلة، مشكلاً مع “أحمد الأحمد _ مهاوش”، ثنائية استعرضا خلالها. طبيعة حياة من بحكمهما إضافة لمغامراتهما معاً لإثبات نفسيهما والاستقرار بعمل معين.

أبو شملة.. المهرب المحبوب

ورغم ضيق مساحة دوره إلا أن “حداقي” كان حاضراً في حوارات وأذهان أهالي “أم الطنافس” في مسلسل “ضيعة ضايعة”. فهم يرون أن “أبو شملة” المهرب هو مصدر الخوف والأمان معاً، في ظل عجز المعنيين إلقاء القبض عليه.

فبشعره الأشعث وأسنانه المكسرّة، ولهجته الساخرة، استحوذ “حداقي” على قلوب محبي المسلسل، وحصد حصة كبيرة من إعجابهم.

وتبعه بشخصية “فياض” راعي البقر في مسلسل “الخربة” للمؤلف “ممدوح حمادة” وإخراج “الليث حجو”، اللذان قدما “ضيعة ضايعة” أيضاً.

وكان “حداقي _ فياض” من الشخصيات الأساسية في سير أحداث المسلسل، وذو صلة بغالبية المشاكل التي تقع بين عائلتي “أبو مالحة وأبو قعقور” المتخاصمتين.

ورغم الطابع الكوميدي الذي غمر الشخصيتين، إلا أن “حداقي” لعب على أدواته وملامحه الخارجية، مبعداً نفسه عن الوقوع في فخ التكرار. مثبتاً لمتابعيه أنه ولو تطابق الهدف إلا أن طرق الوصول إليه قد تكون مختلفة.

محمد حداقي .. وباقة من الأدوار في المسلسلات الاجتماعية

لم تغب عن سجل “حداقي” الشخصيات الجدية في سياق الأعمال الاجتماعية، فقدم خلال مسلسل “الولادة من الخاصرة”. شخصية “أبو الزين” الرجل البسيط الفقير المُحب لمن حوله، وساعي لمد يد المساعدة لهم رغم ضيق حاله.

أيضاً تابعه جمهوره في مسلسل “تخت شرقي” بدور المحامي “سعد” الشاب الهادئ، الذي يتولى رعاية ابنته الوحيدة. بعد أن تركتهما زوجته، مسلطاً الضوء على معاناة الأب عندما يقوم بدور الأم أيضاً.

وفي مسلسل “طريق النحل” للمخرج “أحمد إبراهيم أحمد”، قدّم “حداقي” شخصية “شيحة”، وكان إنساناً بسيطاً معروفا بقريته أنه وفق اللهجة المتداولة “عالبركة”.

ليضيع في شوارع العاصمة “دمشق” بعد أن تركت الأسرة التي احتوته القرية، ولحق بهم في رحلته الجديدة للعثور عليهم. هائماً على وجهه في بحثه عمّن يراهم عائلته الحقيقة.

يذكر أن أدوار  “محمد حداقي” لا يمكن حصرها فقط بما سبق ذكره بالأعلى، فماذا تذكرون من الشخصيات التي قدمها أيضاً؟