الرئيسيةيوميات مواطن

ما بين مهارات الشارع والمهارات الرقمية وفرحة قبوع الفستق!

الحظ ابتسم لي 3 مرات في هذا اليوم.. سقالله أيام ماكان الحظ يعني ربح اليانصيب

سناك سوري-لينا ديوب

أخيرا وجدت لنفسي مكانا في سرفيس برامكة كراجات، بعد أن عشت رفاه شراء (قبوع) فستق، لحسن حظي أن البائع مرن ومرح، قبل أن يبيعني فقط بخمسمائة ليرة، علما أن أقل كمية يبيعها بألف ليرة، وقدم لي فوق ذلك حبة مجانية، لكنه خجل أن يلتقط السيلفي معي أنا وعربة الفستق، وامتنع عن إخباري عن مصدر الفستق، الذي كان طازجا، بمذاق شهي لا يشبه عفونة التخزين.

القبوع أبو خمسمية

مضيت إلى الموقف فرحة بفستقاتي أقرقشهم بسعادة خفيفة لا تقارن بضخامة وكثافة مجمع يلبغا، ما إن اقتربت من موقف السرفيس في العاصمة “دمشق”، حتى جرفني سيل بشري مع وقوف أحد الباصات الكبيرة، للحظات لم أستوعب ما حصل، ثم انتبهت وانتشلت نفسي من بين الجموع مبتعدة قليلاً، أنا وفستقاتي.

اقرأ أيضاً: المال لم يكفِ الجميع.. أم محمد نجحت بتدريس ابنة واحدة

لم يمضِ عشر دقائق حتى حالفني الحظ مرة ثانية مع وقوف السرفيس بالقرب مني تماما، استطعت الصعود مع درجة مقبولة من الدفش والطحش، استمريت برفع الكمامة عند كل حبة فستق أقرقشها، إلى أن وصلت إلى مصيري المجهول مع سرفيس الضاحية بريف “دمشق”، لكنه الحظ للمرة الثالثة هذا اليوم، ومقعد في المقدمة حجزه الشاب المهذب ابن جارتي.

ابتسامة عريضة ترتسم تحت الكمامة، ابتسامة نصر مؤزر، سأصل في الموعد المحدد للورشة الرقمية عن مهارات ربما لن أعيشها يوما وربما أعيشها، فأنا اليوم ككل الأيام، في سباق وحرب يومية مع موعد عودة الكهرباء، وموعد لقاء مقعد في سرفيس أو باص نقل داخلي، أتطلع للبقاء على علاقة مع الحياة عبر عمل هنا ونشاط هناك، يمنحني الشعور بأني على قيد حياة طبيعية.

لا بأس من المشاركة بالتدريبات الرقمية سعياً لتطوير المهارات سواء بالمهنة، أو بالنشاط المجتمعي، حتى لو كانت تلك المشاركة تتطلب تلفاً للأعصاب بانتظار ثبات موعد الانقطاع والوصل للتيار الكهربائي، أو قوة باقة النت التي اشتريتها لأبقى على تواصل مع العالم.

اقرأ أيضاً: احذروا الدفء.. غرر بي وكاد يفقدني عملي!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى