
مرشدة اجتماعية: طفل الخمس سنوات يُسمح له بـ5 دقائق يومياً فقط.. طبيب العيون: الإدمان له أثر سلبي كبير على الشبكية
سناك سوري – دمشق
«ماما خود الموبايل العب عليه»، «بابا روح تسلى عالكمبيوتر»، يقولها الوالدان ليشغلا طفلهما بعيداً، غير مدركان أنهما يرسلانه إلى ضرر محتم ما لم يكن موضوع استخدام الموبايل والكومبيوتر منظم ومدروس.
يبدأ الطفل “محمد” ذو السنوات الثلاث متابعة ألعاب الفيديو التي وجهه نحوها والديه دون أن يحددا الزمن المسموح له، باستخدام الانترنت أو حتى مراقبة ما يشاهده فيه، فينغمس في العالم الافتراضي الذي يجعله ينمو بعيداً عن أقرانه ويؤثر سلباً على علاقته بالآخرين كما أنه يسبب له أمراضاً لا تظهر نتائجها إلا بعد زمن.
تحذر المرشدة الاجتماعية “ربا حنا” في حديثها مع “سناك سوري” من مخاطر الإدمان المبكر على الانترنت، مثل «محدودية التفكير والانعزال والعدوانية والعنف وعدم معرفة الطريقة اللازمة للتعامل مع الآخرين»، مضيفة أن «الطفل عندما يحضر أفلام كرتون فيها عنف يتعلم منها الضرب وهناك فيديوهات أخرى توصل له رسائل تعلمه الكذب والاحتيال كما أن هناك أنواع من الموسيقا التي تسبب الحزن وقد تؤدي بالطفل لمرحلة الانتحار».
رقابة لا منع
“حنا” ترى أن الإدمان موضوع شائك يحمل الإيجابيات أيضاً في حال تم توجيه الطفل نحو الاستفادة من المواقع العلمية والبحث فيها بمجالات تخص الدراسة، مضيفة أنه «لابد من الرقابة على الطفل وليس منعه بشكل كامل كما يمكن للأم أن تدعو طفلها لحضور جلسة تتابع معه فيديوهات معينة توجه من خلالها اهتمامه نحو المواقع ذات الفائدة العلمية والتي لا تضر بتربية الطفل».
في الوقت ذاته فإن تنظيم وتحديد وقت متابعة الانترنت بالنسبة للطفل أمر لابد منه، وبحسب المرشدة الاجتماعية فإن «الطفل دون الخمس سنوات لا يجب أن يستخدم الانترنت نهائياً ويمكن له متابعته بالدقائق حسب سنوات عمره فالطفل بعمر خمس سنوات يمكنه استعمال الانترنت خمس دقائق فقط والست سنوات ست دقائق وهكذا، كما يمكن للأهل استخدام نظام خاص لمراقبة الفيديوهات التي يتابعها أبناءهم لأن فضول الطفل قد يوصله لمواقع إباحية مثلاً وبالتالي تصل المعلومة إليه بطريقة خاطئة».
اقرأ أيضاً: سوريا: مدرّسة تقدم درس “الموسيقى” بأسلوب تفاعلي وتُنمي مواهب الطلبة
مخاوف فيزيولوجية
يؤيد الأخصائي في طب العيون وجراحتها “د.شهاب محمد” كلام “حنا” لجهة تقنين استخدام الحواسيب والجوالات، إنما من وجهة نظر فيزيولوجية لا نفسية.
يقول “محمد” لـ”سناك سوري” إن «الضوء المنعكس من الشاشة يؤدي لإجهاد العين وله أثر سلبي على الشبكية على المدى البعيد لأنها عبارة عن أشعة تضر بالعين بشكل عام».
طبيب العيون أورد مثالاً على الأمر بالقول إنه «من المعلوم مثلاً أن التعرض لأشعة الشمس يظهر آثاره عند الناس عبر تنكسات بالشبكية في مرحلة مابعد الخمسينات لذلك يتم استخدام نظارات عاكسة لا تسمح بدخول أشعة الشمس إلى العين وفي الحالة الطبيعية العدسة ضمن العين تمتص الأشعة ولا تسمح بدخولها ولكن عندما تزداد الكمية عن الحد لابد من نفاذ البعض منها وكذلك الأمر بالنسبة للشاشات الالكترونيات بشكل عام مثل الهاتف والكمبيوتر لذلك من المهم جداً أن يكون استخدامها مقنن جداً».
خطر تضرر العيون جراء الاستخدام المفرط للحواسيب والجوالات لا يقتصر على الصغار فحسب بل أيضاً على الكبار كما يقول “محمد”، مضيفاً أن «هناك أشياء لا ينتبه لها الأهل مثل وضعية الرقبة عند فتح الانترنت حيث سيصاب الطفل بديسك رقبي شديد مع الزمن ونلاحظ وجود أطفال في مراحل التعليم الأولى يعانون من آلام في الرقبة ونوع من الصداع والدوخة بعد متابعة الانترنت لمدة ساعتين مثلاً وهذا يعود لتأثير الأشعة المباشر على العينين والدماغ وعلى عضلات الرقبة أيضاً».
لكل ما سبق فإن طبيب العيون يدعو الأهل لاتخاذ الحيطة والحذر، ومساعدة الأطفال على اتخاذ وضعية صحيحة أثناء العمل على الأجهزة الالكترونية بحيث تكون على مستوى العين تماماً.
اقرأ أيضاً: مع قرب افتتاح المدارس نصائح تربوية لعودة آمنة