دير الزور.. هل يعوض الإنترنت الفضائي سوء الشبكات الأرضية والخلوية؟
تكلفة مرتفعة في البداية وأقل من سعر الباقة شهرياً.. هل الحل بالإنترنت الفضائي؟

وجد العديد من أهالي دير الزور في الإنترنت الفضائي حلاً لمشكلة الاتصالات والإنترنت، بينما يعتبره آخرون مرتفع الثمن وفوق طاقتهم المادية، مع ذلك يبدو أنه المنقذ الوحيد في ظل تراجع خدمات الإنترنت والاتصالات سواء الأرضية أو الخلوية.
سناك سوري-دير الزور
يصف “باسل” موظف حكومي من سكان المدينة، وضع الاتصالات بالسيء جداً على الشبكتين الخلويتين “إم تي إن” و “سيرياتيل”، ويضيف لـ”سناك سوري”، أن خدمة البوابات ADSL لا تقل سوءاً، والإنترنت ضعيف جداً ويتوقف مرتين يومياً على الأقل لمدة تتراوح بين الساعة والساعتين أحياناً.
يضيف “باسل”، أن شركات الاتصالات ملزمة بتقديم الخدمات بشكل جيد والإيفاء بالتزاماتها تجاه المشتركين، الذين يلتزمون بتسديد الفواتير شهرياً، ومع ذلك لم يرَ أي تحسن وبخلاف ذلك الوضع من سيء لأسوأ.
أما “عائشة” وهي عاملة عن بعد مع مدونة عربية، فتروي كيف أنها تضطر أحياناً لتجربة الاتصال مرتين وثلاثة “ليعلق الخط معنا”، وتضيف أن الإنترنت ضعيف لدرجة انه لا يمكن تحميل الصورة أحياناً إلا بعد ربع ساعة، وفي الوقت ذاته فإن تكاليف الباقات مرتفعة جداً، وتتفاجأ أنه رغم سوء الإنترنت فإن باقتها تنتهي خلال أسبوع أحياناً.
بعد سقوط النظام انتشر الإنترنت الفضائي بعموم المناطق السورية، وهو أساساً كان موجوداً في ريف دير الزور الواقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ولاحقاً وصل إلى المدينة فيما يبدو أن الإقبال عليه جيد نوعاً ما خصوصاً للعاملين عن بعد الذين يتطلب منهم عملهم شبكة إنترنت جيدة على مدار اليوم.
“فاروق” صحفي من دير الزور، قال إنه لجأ إلى تركيب الإنترنت الفضائي، وقد كلّفه ذلك 80 دولار في المرة الأولى، أجور تركيب وكابل وصحن وراوتر، ويدفع شهرياً 8 دولار للباقة المفتوحة بسرعة 2 ميغا، مضيفاً أن الرسوم الشهرية تتراوح بين 8 إلى 20 دولار بحسب السرعة المطلوبة.
يرى “فاروق” أن الرسوم الشهرية للإنترنت الفضائي قليلة مقارنة بسعر الباقات مثلاً، كما أن السرعة لا تقارن، لكن المشكلة الرئيسية تبقى في أجور التركيب لأول مرة فمبلغ 80 دولاراً (نحو 800 ألف ليرة سورية)، لا يعتبر قليلاً قياساً بالدخل الشهري لمعظم الموظفين والعاملين بالقطاع الخاص والذين قد لا تزيد رواتبهم عن 100 دولار بعد زيادة الرواتب الأخيرة.
وفي شهر تموز الفائت، أصدرت “الهيئة الناظمة للاتصالات” قراراً يقضي بمنع حيازة محطات الإنترنت “ستارلينك” وغيرها من خدمات الإنترنت الفضائي، من دون الحصول على ترخيص مسبق منها، مؤكدة أن ذلك مخالف للقانون ويعرض للمساءلة.
وقبل ذلك، في شهر كانون الثاني الفائت، قال المكلف بإدارة الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد “عاطف الديري”، إن حيازة أجهزة starlink واقتناؤها سيعرض مالكيها للمساءلة القانونية، وأضاف في لقاء مع راديو أرابيسك إف إم حينها، أن خدمة wifi outdoor هي شبكة لاسلكية ليس لها ارتباط بخط الهاتف وهي تجربة موجودة في مناطق الشمال السوري ورائدة، لافتاً أن هذه الخدمة متوفرة حصراً عن طريق الانترنت المتوفر عبر الشركة السورية للاتصالات دون أي مصادر أخرى.
وأضاف أنهم لن يسمحوا بخدمة الـ wifi outdoor في المناطق المخدمة بالadsl مؤقتاً، والأولوية الآن للمناطق الغير مخدّمة بالانترنت.
يذكر أن عموم المحافظات السورية تعاني من سوء كبير في خدمات الإنترنت والاتصالات، ورغم وعود وزارة الاتصالات بتحسينها، إلا أنه لا بوادر حتى اللحظة، بالمقابل فإن تكاليف الباقات شهرياً كبير قد يصل لأكثر من 200 ألف ليرة أي 3 أضعاف رسوم الإنترنت الفضائي.