الرئيسيةيوميات مواطن

تربية الحيوانات الأليفة.. لماذا لا يوجد قانون بمعاقبة من يؤذيها؟

قط يعاني نوبات صرع وآخر فاقد للنظر.. كم من الإنسانية نمتلك لنعتني بهما؟

غيّرت صديقتي الكثير من الأفكار في رأسي خصوصاً تجاه تربية الحيوانات الأليفة. والتي حتى الأمس القريب كنت أعتبرها مجرد “برستيج”، ولا يستحق الأمر كل هذا العناء في تربيتها. على الأقل تلك كانت فكرتي الشخصية التي لا أفرضها على أحد ولا أستفزّ بها من يعيش هذا الواقع.

سناك سوري-رحاب تامر

أمس كانت صديقتي مختلفة والحزن بادٍ على حديثها معي عبر واتساب. لتخبرني أنها تعيش ضغطاً نفسياً بسبب نوبات الصرع التي يعيشها قطها الأليف.

القط الذي يعاني من نوبات صرع

“رشا” الجميلة صديقتي التي لم ألتقِ بها سوى عبر الفيسبوك والواتساب بعد معرفتي بها عن طريق العمل عن بعد. تعيش في دمشق وتمتلك طاقة إنسانية كبيرة جداً. حيث أنها اختارت أن تنقذّ قطاً صغيراً تعرّض للرفس المستمر على رأسه من قبل البعض. ما أدى لوجود خثرة في رأسه تسبب له نوبات صرع.

بينما تهتم بقطها وتحاول مساعدته في نوبات الصرع، لا تنسى “رشا” أن تهتم بقطها الآخر، الذي لم يتركه الإنسان وشأنه. إذ تعرّض لقص أذنيه وإدخال آلة حادة في عينيه ما أفقده البصر بشكل نهائي.

بين القطين يعيش “روكي” الكلب اللطيف الذي تعرّفت إليه من خلال الصور هو الآخر. تربطه بهما علاقة فريدة من نوعها، لا تشبه العلاقة التقليدية بين القطط والكلاب كما نعرفها. لقد طوّر الثلاثي علاقة حميمية ربما لا يعرفها كثير من البشر. وحين مرّض روكي، تقدم إليه أحد القطين ونام في حضنه وكأنه يريد أن يخبره بأنه إلى جانبه يقدم له الدعم والحب.

لحظة حميمية خلال مرض روكي

اختارت صديقتي الجميلة الاعتناء بحيوانات لا حوّل لها ولا قوة. تعرّضت لظلم كبير من بعض البشر الذين أفرغوا بتلك الحيوانات البريئة ميلهم للعنف والأذية. ربما كُثر لا يحبون تربية الحيوانات الأليفة ولا يستطيعون تحمل مسؤولية الاعتناء بها. لكن هذا لا يعطيهم الحق في أذيتها. لمجرد أنّ القانون لا يعاقب على تلك الأذية، وليس من المبالغة المطالبة بقانون يجرّم قتلها أو تعذيبها.

زر الذهاب إلى الأعلى