الرئيسيةشباب ومجتمع

بعد تصريحات مفوض الأمم المتحدة عن سوريا.. من هم متضررو الزلزال الأكثر حاجة؟

وعود بتعويضات مالية أممية... لماذا لا تُنشر معايير اختيار المتضررين؟

يشهد الشارع السوري حالياً، كثافة كبيرة بخصوص الأسئلة حول المتضررين من الزلزال، وآلية التعويض، ولمن سيمنح؟. وغيرها الكثير من الأسئلة، التي ازدادت بعد تصريحات المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. عقب زيارته اللاذقية المنكوبة أمس الأربعاء.

سناك سوري-خاص

وقال المفوض السامي “فيليبو غراندي”، إن هناك موافقة على برنامج تقديم مساعدات نقدية جديدة، لمساعدة الأسر الأكثر حاجة. من حيث أجور المنازل وتوفير الاحتياجات الأساسية وتأهيل مراكز الإيواء.

فمن هي الأسر الأكثر حاجة، وسط الواقع السوري الحالي؟، والذي حتى غير المتضررين فيه بحاجة إلى مساعدة. ثم السؤال الآخر الأكثر إلحاحاً ما هي معايير اختيار الأسر الأكثر حاجة. ومن سيضع تلك المعايير، كذلك من سيراقبها؟.

متضررون غير مباشرين

على سبيل المثال، كان “واثق” 35 عاماً، يعمل في مطعم شعبي “فلافل وحمص”، بإحدى القرى المنكوبة بمحافظة “اللاذقية”. إلى جانب صاحب المطعم و3 عمال آخرين، يعتاشون جميعهم وعوائلهم من هذا العمل. حتى ليلة زلزال السادس من شباط حيث انهار البناء بالكامل.

من الناحية النظرية فإن المتضرر هو صاحب العقار وهو ذاته صاحب المطعم، إلا أنه واحد من 5 عمال كانوا يعملون به، ما يعني أن هناك 4 آخرين. متضررين بشكل غير مباشر، نتيجة خسارتهم لمصدر رزقهم الوحيد. وطبعاً في الوضع السوري الحالي ليس من السهل أبدا أن تجد عملاً فور تركك عملك السابق.

يقول “واثق” لـ”سناك سوري”، إنه ومنذ ليلة الزلزال وهو يحاول البحث عن عمل جديد دون جدوى. رغم تعاظم احتياجات عائلته وأطفاله، الذين باتوا اليوم ينتظرون “سلة الإغاثة” بفارغ الصبر.

اقرأ أيضاً: راح شقا العمر.. لميس تُلقي نظرة الوداع على منزلها
قصة مشابهة

ونعيد التذكير هنا بقصة “لميس السعدي” من قرية “اسطامو” بريف “اللاذقية”، التي خسرت منزلها الثاني والذي كان معداً لابنها حين يكبر. وهي التي بنته بعد أن ادخرت المال لسنوات طويلة متخلية عن أبسط الأمور الأساسية حتى تنهيه.

“لميس” كانت قد أجرت منزلها لتُعين عائلتها في مصاريف المنزل، وبالتالي بعد فقدانها المنزل، فقدت مورداً هاماً كان يساعدهم. وسط الغلاء وانخفاض مستوى المعيشة الحالي، وبالتالي تعتبر متضررة قياساً بالواقع السوري والرواتب التي لا تكفي أكثر من 4 أيام بالشهر.

هذا كل ما أملك

“أحمد” 35 عاماً وهو موظف حكومي زوجته غير موظفة ولديهما ولدان، كانوا يجهزون لمنزلهم حتى يرتاحوا من عناء الإيجار الشهري. وقد وصلوا فيه إلى مرحلة تركيب نوافذ الألمنيوم التي لم يدفعوا كامل ثمنها بعد. إلا أن المنزل اليوم موجود في بناءٍ آيل للسقوط ويقول تقرير لجنة السلامة إنه سيُهدم.

لم يكن “أحمد” يعيش في منزله، لكنه كان ينتظر أن يسكن فيه ليرتاح من المبالغ الكبيرة التي يدفعها شهرياً للإيجار. وهنا ألا يعتبر متضرراً ويستحق تعويضاً مالياً؟.

“هذا كل ما أملك، ذهب المنزل وبقيت ديوني”، يقول “أحمد” لـ”سناك سوري”.

نموذج آخر

قبل عدة أعوام اشترت “ليلى” 40 عاماً، سطحاً معداً للبناء بعقد طابو رسمي، بعد أن سمحت البلدية بإنشاء طابق إضافي حينها ومنح التراخيص اللازمة. دفعت ثمنه مليون ليرة سورية حينها، تحديداً في العام 2019، كانت قد ادخرتها من عملها الإضافي وأرادت الحفاظ على قيمة النقود من خلال شراء عقار “على قد مصرياتها”.

“ليلى” متزوجة ولديها أطفال، ولا يوجد باسمها سوى هذا “السطح” الذي كانت تنوي إكمال بنائه لتحصل على منزل باسمها، تورثه لابنتها حين تكبر. لتضمن لها على الأقل وجود منزل باسمها يحميها من أي زواج فاشل كما تقول.

وتضيف: «أنا لا أمتلك سوى هذا العقار وقد خسرته، ألا أعتبر متضررة، وحين راجعتُ البلدية، أخبروني أنه من المستحيل السماح ببناء طابق إضافي. فسألتهم ماذا عن التعويض طالما أنهم هم من سمحوا وعلى أساسه تم الشراء. لم يجيبوا لأنهم لا يعرفون».

ماذا عن الطلاب؟

وبعيداً عن مشاكل المنازل وهدمها، تبرز معاناة جديدة لم يلتفت إليها أحد، وهم الطلاب الذين خسروا مستلزمات دراستهم نتيجة الزلزال. مثل طالب طب الأسنان في السنة الخامسة، “بشار رستم”، حيث تضررت أدوات عمله السريري ومع ارتفاع سعرها بدرجة كبيرة، لا يستطيع شراءها. فمن يعوضه وألا يستحق تعويضاً أيضاً؟.

كل تلك الحالات يجب إدراجها في جداول التعويض، وعلى المؤسسات المعنية بالتعويض وضع المعايير على الملأ والطلب من المتضررين تقديم بياناتهم عبر منصة إلكترونية. بناءً على معايير تقوم بالإعلان عنها، أو حتى طلب تقديم اعتراضات عليها في حال وجدها أحدهم مجحفة بحقه. بحيث تتحقق أعلى نسبة من العدالة وينخفض الظلم.

اقرأ أيضاً: بشار رستم.. طالب طب الأسنان خسر أدوات دراسته الباهظة بالزلزال وشرائها صعب

زر الذهاب إلى الأعلى