الرئيسيةسوريا الجميلةشباب ومجتمع

5 يافعين يبادرون لجمع أوراق الكتب الممزقة والتبرع بثمنها للمرضى

مبادرة تغيّر المشهد .. من صورة غير حضارية إلى لفتة إنسانية

لم يتوقف 5 يافعين في مدينة “جرمانا” بريف “دمشق” موقف المتفرّج أمام مشهد الكتب الممزقة في الشوارع بعد انتهاء الامتحانات المدرسية. بل خرجوا منها بمبادرة إنسانية وحضارية.

سناك سوري- ميس الريم شحرور

حيث قرر الأصدقاء الخمسة “ريبال، فيديل، فادي، الياس، أحمد” الذين لم تتجاوز أعمارهم 13 سنة. أن يحوّلوا المشهد من حالة الاستياء التي رافقت انتشار صور تمزيق الطلاب لكتبهم ودفاترهم عقب الامتحانات ورمي أوراقها في الشوارع بمحيط مدارسهم.

وبدأ الأصدقاء مبادرتهم عبر التطوع من تلقاء أنفسهم لجمع الأوراق الممزقة في أحد شوارع “جرمانا”. ومن ثمَّ بيعها كمواد قابلة لإعادة التدوير وتوظيف ثمنها بخطوة إنسانية تمثّلت بسداد ديون المرضى في إحدى الصيدليات.

قال “ريبال” وهو أحد المشاركين الخمسة في المبادرة. لـ سناك سوري «أن الفكرة بدأت قبل انتشار الصور على وسائل التواصل الاجتماعي. والانتقادات التي طالت الجيل الجديد حول استهتاره»

وأضاف «الظاهرة تتكرر سنوياً لذلك قررنا أن نصحح أخطاء أقراننا. ونبادر إلى توجيه البوصلة نحو الأفكار الإيجابية بإعادة تدوير تلك الأوراق والاستفادة من ثمنها».

ويشرح الشاب لـ سناك سوري عن المبادرة« تعاونت أنا وفيديل وفادي وأحمد على تنظيف شارع نضال فارس بدرية من الأوراق. وجمعناها ونقلناها سوية بمساعدة والدي إلى مكان لشراء الأوراق المستعملة».

ورغم أن جمع الأوراق المتناثرة على أرض الشارع لم يكن سهلاً. إلا أن اليافعين الخمسة أصرّوا على مبادرتهم وعملوا على مدى يومين في تنظيف الشارع مع ما حمله ذلك من تعب لهم.

يقول “فيديل” لـ سناك سوري «الطلاب الذين يرمون الأوراق في الشارع بعد انتهاء الامتحان. يضيعون على أنفسهم فرصة بيعها وإعادة تدويرها. إضافة إلى المنظر الفوضوي وغير الحضاري للأوراق والمشقة التي يتكبدها عمال النظافة خلال تنظيفهم الشوارع. وجمع الأوراق التالفة».

أما “فادي” فأعرب عن سعادته بالمشاركة في المبادرة. وأرجع الفضل في انطلاقتها إلى “ريبال، فيديل، أحمد” الذين عملوا لوحدهم خلال اليوم الأول.

وقال “فادي” :«لم أكن موجوداً في اليوم الأول أنا والياس. لكننا حين سمعنا عن المبادرة قررنا المساعدة على الفور وكنا سعداء بالتجربة».

في حين. يصف “الياس” المبادرة بأنها من أمتع التجارب التي خاضها برغم بساطة المبلغ الذي عادت به. فالهدف هو التخفيف من وقع المظاهر غير الحضارية التي يوصلها بعض الطلبة من خلال أفعالهم غير الواعية. ويقول «كنتُ سعيداً جداً بأن أساهم ولو بمبلغ زهيد برسم البسمة على وجه متعب».

يذكر أن مشهد تمزيق الطلاب لكتبهم ودفاترهم بعد نهاية الامتحانات. ورميها في الشارع، أثار انتقادات واسعة من جهة. وتساؤلات عن سبب هذه الظاهرة المتكررة سنوياً وجذورها التربوية التي توحي بسوء علاقة الطالب مع مدرسته وكتبه.

اقرأ أيضاً:بعد وفاة طالبتها.. معلمة تبدأ مبادرة لتوعية الطلاب بخصوص الانتحار

زر الذهاب إلى الأعلى