بعد وفاة طالبتها.. معلمة تبدأ مبادرة لتوعية الطلاب بخصوص الانتحار

دفعت حادثة وفاة إحدى طالباتها السابقات، المعلمة “جيما بحصاص”، للتعاون مع المرشدة النفسية “ربا عزام”. وتخصيص حصة كاملة للحديث مع الطلاب ومحاولة التوعية بخصوص الانتحار واستخدام السلاح العشوائي.

سناك سوري-رهان حبيب

تقول معلمة العلوم والكيمياء بمدرسة “رامي العشعوش” في “السويداء”. إنها سمعت بوفاة طالبتها السابقة، والتي رافقها روايتان، الأولى مفادها أنها انتحرت والثانية أنها استخدمت السلاح بطريقة عشوائية. لكن بالنتيجة فإن الشابة الصغيرة فارقت الحياة.

وتضيف لـ”سناك سوري”، أنها استغربت خبر وفاة طالبتها ذات الشخصية القوية والأخلاق العالية. وما زاد استغرابها تكرار تلك الحالات مؤخرا بين الشباب. وقالت: «الصمت عن أحداث غير طبيعية تتكرر مع عدد كبير من الطلاب والطالبات وخسارة هؤلاء الشباب أمر جلل. لابد لنا كمعلمين وأشخاص فاعلين أن نتخذ موقف واضح اتجاهه والسؤال ما الذي أوصل الشباب إلى هنا».

ثم ترى المعلمة أنه لابد من إظهار السبب الحقيقي وراء تلك الحالات، وطالبت المدرسين والصحفيين والمرشدين الاجتماعيين والنفسيين. للوقوف في وجه هذه الظاهرة القاتلة التي تتكرر وأن تثار كقضية رأي عام وعدم الصمت عنها وهذا واجب الجميع.

ومن هنا تعاونت المعلمة مع المرشدة النفسية في المدرسة “ربا عزام”، وحصلتا على موافقة الإدارة لتخصيص الحصة الدراسية الأولى. والحديث مع الطلاب والطالبات عن الانتحار، بهدف توعية الفئات الشابة برفض العنف، والوصول للأهل لمنع انتشار السلاح العشوائي. الذي وفق المعلمة ربما يوصل البعض إلى خيار إنهاء الحياة.

اقرأ أيضاً: كيف نساعد أولادنا وبناتنا على تجنب الانتحار

لا للاختباء وراء الإصبع

وجرى النقاش مع الطلاب والطالبات بشكل مفصل ومطول، وفق “بحصاص”، مضيفة أن «الاختباء دائما وراء أسباب الاستخدام الخاطئ أو الوضع الاقتصادي أو المنزلي تغطية غير مقبولة. ولايمكن السكوت عنها وإذا كانت توعية الشباب الهدف الأول فلابد من التعاون مع جهات أمنية. ترصد انتشار السلاح وتراقب المدارس و التحقيق في حال ظهور السلاح مع الطالب/ة في أي مكان».

“بحصاص” ترى أن ازدياد إقبال الشباب على استخدام السلاح نشأت من وجوده بتناول يد الشباب وعند الوفاة الكل يتنصل من المسؤولية. وتضيف أنه في جميع الحالات المأساوية يتم هدر كرامة الشاب أو الشابة عندما يتناول المجتمع الخبر كل حسب رأيه وهذا مايزيد الظلم على الشباب.

وتؤكد المعلمة أن المدرسة والأهل والشباب وكل الهيئات في المجتمع معنية اليوم بوضع حد لظاهرة الانتحار وانتشار السلاح العشوائي. بين الشباب، لافتة أن التعامل مع الحالة يبدأ من باب المدارس، وقالت: «نرى بأعيننا حالات التعنيف بين الطلاب وتعامل الطلاب مع الأسلحة الحادة. والنارية واستمرار في الشوارع وعلى أبواب المدارس. هذا الحال سيخلق حالات تناحر تؤدي للقتل أو طلاب جبناء عن المواجهة ولايمكن فصل مايتم هنا عن تواجد السلاح بيد الشباب والشابات في المنزل. وهذا ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر فالحادثة ليست عابرة وليست الحالة الأولى ولن تكون الأخيرة دون ردع».

اقرأ أيضاً: سوريا: ارتفاع عدد حالات الانتحار وتسجيل حالة انتحار لطفل