كلمة “رغداء زيدان” من كتلة المجتمع المدني خلال الاجتماع الموسع الأول للجنة الدستورية 31/10/2019

ينشر سناك سوري ماتيسر له من كلمات أعضاء اللجنة الدستورية عن المجتمع المدني، لكي تكون في متناول الجمهور السوري، وكنوع من التوثيق لمجريات عمر هذه اللجنة الدستورية السورية.
أبدأ كلمتي بتحية للشعب السوري العظيم الذي علّم البشرية الحضارة والإنسانية. تحيةٌ للشعب السوري الذي عانى في التاريخ من هجمات تتار ومغول ومحتلين ومجرمين ولكنه كان في كل مرة يصمد ويقاوم ويقوم من جديد ليبني بلده ويقدم للعالم إسهاماته الحضارية. تحيةٌ للشعب السوري العظيم الذي ما زال يعاني منذ نحو تسع سنوات من مأساة سُميت وفق تعابير أممية وإنسانية بمأساة القرن، ولكنه مازال حياً يقاوم، وسينجح بالقيام من جديد بإذن الله. تحيةٌ للشعب السوري العظيم المغيب منه في السجون والمعتقلات وأقبية الموت، وما زال يرنو للحرية بإيمان لا ينقطع. تحيةٌ للشعب السوري العظيم المنتشر في 127 بلداً في أنحاء العالم اليوم، لكنه في كل مكان يثبت للعالم أنه قادر على العمل والإنجاز، وأنه ينتظر الفرصة للعودة الآمنة لبلده ليبنيه. تحيةٌ للشعب السوري العظيم من أمهات شهداء وثكالى وأرامل، وقفن لإعالة أسرهن في أشد الظروف صعوبة، وحافظن على كرامتهن بإباء وشرف أصبح مضرب مثل للعالم كله. هذا الشعب الذي واجه ومازال كل التحديات، وكل الكوارث، وكل أشكال القتل والتنكيل والتهجير…. يستحق منا اليوم عملاً مسؤولاً لا يختزله بشخص ولا بطائفة ولا بقومية. دستور يساعده على البناء، وعلى القيام، وعلى العمل، وعلى تحقيق الذات، ويمكّنه من التعبير، ومن ممارسة حريته المسؤولة بلا رقابة متغولة إقصائية إلغائية. السيدات والسادة الحضور أحب أن أذكركم بالقرار 2254 والذي فيه: ـ دعم عملية سياسية بقيادة سورية تيسرها الأمم المتحدة وتقيم حكماً ذا مصداقية يشمل الجميع ولا يقوم على الطائفية، هذا الحكم الذي فسره بيان جنيف والقرار 2118 على أنه هيئة حكم كاملة الصلاحيات التنفيذية، ـ تحديد جدول زمني وعملية لصياغة دستور جديد، ـ دعم انتخابات حرة ونزيهة تجرى، عملا بالدستور الجديد، ـ وقف إطلاق النار في جميع أنحاء سورية، ـ الإفراج عن أي محتجزين بشكل تعسفي، لا سيما النساء والأطفال، ـ توقف أي هجمات موجهة ضد المدنيين والأهداف المدنية. ـ تهيئة الظروف المواتية للعودة الآمنة والطوعية للاجئين والنازحين داخليا إلى مناطقهم. نحن اليوم إذاً نقوم بالعمل على أحد بنود القرار، الذي يسبقه بنود وتتبعه أخرى، لذلك أحب أن نضع هذا في حسابنا، فنحن نقوم بأحد خطوات الحل السياسي المطلوب لتعافي سورية، وفق قرار أممي متفق عليه، وكان أساساً في تشكيل هذه اللجنة التي تجتمع اليوم، وهذا يعني أن البنود الأخرى لا بد أن يُعمل عليها أيضاً، منها ما هو بالتزامن مع عملنا هذا كحماية المدنيين ووقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين، ومنها ما يمكن العمل عليه أثناء وبعد كتابة الدستور الجديد. أرجو للجنة التوفيق في عملها الذي أدرك مدى صعوبته وتعقيده، ولكني أؤمن بقدرات الشعب السوري البطل القادر على تذليل كل الصعاب، وهذا لن يتم باعتقادي إلا بتحملنا نحن كسوريات وسوريين للمسؤولية التاريخية التي نحن في خضمها اليوم، خاصة مجموعة المجتمع المدني التي أنا واحدة من أعضائها، وأعد الشعب السوري بصفتي الشخصيَّة، بأن أبذل قصارى جهدي لتحقيق مصالحه هو فقط، بعيداً عن أي وصاية أو إملاءات من أي جهة كانت. وشكراً
اقرأ أيضاً: كلمة “مازن غريبة” من كتلة المجتمع المدني خلال الاجتماع الموسع الأول للجنة الدستورية 31/10/2019