الرئيسيةحرية التعتيريوميات مواطن

وجبة غداء لعائلة سورية صغيرة بكلفة 10 ألاف ليرة فقط لا غير!!

أكلنا معكرونة ودفعنا ربع الراتب.. كيف لو اشتهينا المشاوي!!!

 سناك سوري – حسان ابراهيم

احتارت ‘‘بشرى’’ وهي أم لولدين، بوجبة الغداء بعد عودتها من عملها بإحدى المؤسسات الحكومية، وبعد التفكير والاسترخاص، قررت اختيار وجبتها لذلك اليوم، وكانت المفاجأة.. تكلفة الوجبة طلعت بربع راتبها (باقي الشهر مين بيدبره!!!!).

ينطبق هذا الحال على معظم العائلات السورية من طبقة (المواطنين المعترين) والذين يكافحون فقط لتأمين لقمة العيش لا أكثر كما تقول ‘‘بشرى’’ أثناء حديثها مع سناك سوري الذي سألها عما جرى فقالت: «الكثيرات مثلي – بالأخص إن كنَّ من النساء العاملات – يضطررن لإعداد وجبة غداء بأقل وقت ممكن وخاصة في حال وجود أطفال صغار لا يستطيعون الانتظار كما هو حال الكبار، فكرت واحترت بطريق العودة للمنزل (شو بدي أطبخ؟) ووجدت أن المعكرونة أسرع وجبة ممكن إعدادها وخاصة أنها الوجبة المفضلة عند ابني الصغير وباللبن خص نص (بس لو يعرف شو صار سعرها كان غير رأيه) واتخذت القرار وجرى ما جرى بعد ذلك!!».

«ياريت لو وقفت القصة عند المعكرونة.. فابني الآخر والأكبر لديه وجبة أخرى مفضلة وهي البطاطا المقلية وكان القرار الثاني لوجبة الغداء»، حسب “بشرى” التي أضافت:«عند وصولي إلى الحارة اتجهت لشراء لوازم الوجبتين، وبلش دفع العملة شي أزرق وشي أخضر (خمسميات وآلافات) والبداية كانت مع ربطتي المعكرونة بتكلفة 3400 ليرة سورية بما أن سعر الكيس الواحد 1700 ليرة (يا بلاش) وبعدين صار دور اللبن (والحمدلله بقري) ، واشتريت سطل وزنه 2 كغ بسعر 3000 ليرة، وبما أن الأسعار انخفضت ومستقرة (كما يقولون لنا) وصلت إلى مرحلة شراء البطاطا واكتفيت بكمية 3 كغ ودفعت ثمنها 3000 ليرة سورية (مين اقتنع واكتفى عاش!!)».

اقرأ أيضاً: نشرة أسعار حمصية أخي المواطن.. وأهم شي الكحول الإيتيلي (وبتقولوا ما عم نشتغل)

تشكر ‘‘بشرى‘‘ حظَّها الجيد بأنها امرأة عاملة أولاً وزوجها كذلك، وبأنها لم تضطر لشراء عبوة زيت نباتي من أجل القلي، لأن العبوة في منزلها ماتزال تحوي زيتاً كافياً، وإلاَ فإنَّ الوضع كان قد أصبح مأساوياً (أكتر من هيك ما ضل مأساة.. يقول متابع)، وتتابع: «بحسبة بسيطة فقد بلغت تكلفة وجبة غداء ذاك اليوم 9400 بدون حساب الغاز اللازم للطبخ والزيت والخبز، وبإضافتهم تكون هذه الوجبة البسيطة قد تجاوزت مبلغ 10 آلاف ليرة سورية، من راتبي (الضخم) الذي أتقاضاه مطلع كلِّ شهر!!!»، (اذا الحد الأدنى للراتب 72 ألف فهو بيكفي أسبوع كامل غدا، وبلا الفطور والعشا وباقي القصص).

ماذا لو فكَّرت السيدة ‘‘بشرى’’ باتجاه آخر وقررت شراء وجبة جاهزة من أجل السرعة أكثر ولتكن على سبيل المثال دجاجة مشوية من تلك التي نراها تدور في شوايات المطاعم، وتدور معها ذكرياتنا الجميلة معها، أو لربما اختارت بدلاً عنها شراء 4 سندويشات شاورما، فإنَّ الأمر لن يختلف كثيراً على الأرجح (عمنحكي عن سندويشات الشاورما الأربعة طبعا مو عن الدجاجة)، ولكانت التكلفة متقاربة من سعر وجبتها المنزلية (هيك هيك رح تدفع ال 10 آلاف!!!)… هذا يدفع القارئ والمتابع ليسأل: «كيف تتدبر العائلات السورية (من طبقة المسحوقين ونسبتهم ربما لا تتجاوز 70% فقط) أمور حياتها، وغذائها، وخاصة تلك التي لا دخل ثابت لها؟؟.

اقرأ أيضاً: أخ مواطن يسأل: شو ممكن نلحس هالصيفية؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى