الرئيسيةتقارير

“وادي العيون”.. اتهامات للبلدية والمحافظة بقتل الستيني “أبو محمد”!

بعد الحادثة.. مدير الخدمات الفنية في “حماة” ورئيس بلدية “وادي العيون” ومدير المكتب الفني كانت جوالاتهم خارج التغطية!

سناك سوري-لينا ديوب

كان يوماً فاجعاً في حياة أهالي مدينة “وادي العيون” بريف “حماة”، حيث استيقظ الأهالي على خبر موت أحد أبناء المدينة الستيني “توفيق حبيب” الملقب “أبو محمد” جراء انهيار صخرة كبيرة جرفتها المياه والأتربة لتسقط على منزله من بعد منتصف ليل أمس الإثنين.

عائلة الضحية تمكنت من الفرار وطلب النجدة من الجيران الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى “أبو محمد” إلا عند الساعة الـ8 صباحاً، وبحسب ما قالت عضو مجلس الشعب “ديما سليمان” عبر صفحتها في فيسبوك فإن «أفراد العائلة المنكوبة بقوا لأكثر من ٥ ساعات يستنجدون بالطوارئ ولم يجبهم أحد وكانوا لايزالون تحت الأنقاض».

أهالي المدينة كانوا قد قدموا أكثر من شكوى للبلدية والمحافظة، حول مخاوفهم من عدم صلاحية عبارات المياه، وانغلاقها في أكثر من موقع، وكذلك الحال بالنسبة للصرف الصحي، وما زاد من مخاوفهم الأمطار الغزيرة قياساً بالسنوات الماضية، وحدوث انجراف صخري قبل أكثر من شهر في حي “بيت فاضل، يقول “سامر” وهو جار الضحية لـ”سناك سوري”: «ليست الأمطار وحدها من تسبب في وفاة جاري، بل الإهمال أيضا، فالعبارة القريبة لم تستوعب غزارة المياه لأنه لم يتم فتحها أو تغييرها، فطافت المياه فوق الجسر، وسارت باتجاه الشرق نحو بيوتنا وهي أضعف نقطة، جرفت التراب ومعها صخرة كبيرة سقطت على البيت وخربته»، مضيفاً: «صحيح أن المحافظة جاءت اليوم وفتحت العبارات، لكن بعد فوات الأوان».

“أحمد” وهو أحد جيران الضحية أيضاً، وممن تضررت منازلهم نتيجة انهيار الصخرة رأى أن «ماحدث جزء من إهمال المحافظة للقرية، فنحن اشتكينا حتى تعبنا وقدمنا بالدليل نقاط طوفان الصرف الصحي وانغلاق العبارات، وصورنا صورا عادية ومقاطع فيديو، والاجابات تأتينا من البلدية والمحافظة أنه لاتوجد ميزانيات، كما أن الصفحات الخاصة بالمدينة تنشر احتياجاتها ولا من مجيب».

اقرأ أيضاً: “سوريا”.. وفاة أم حامل وطفليها بانهيار المنزل!

المعنيون خارج التغطية!

“سناك سوري” حاول التواصل مع رئيس بلدية “وادي العيون” “عباس عباس” ومدير المكتب الفني “صافي خير بك” إلا أن جوالاتهم كانت خارج التغطية طيلة يوم أمس، وهو ما دفعنا للتواصل مع “هناء الأحمد” رئيسة البلدية السابقة وعضو فرع الحزب بالمحافظة، حيث نفت أن يكون ما حدث بسبب الإهمال، مضيفة: «لسنا متأكدين اذا كانت العبارات مغلقة ولاتعمل، وهناك قلة خبرة من البلدية في التعامل مع هذا الحدث».

محافظ “حماة” “محمد الحزوري” وفي اتصال له مع إذاعة “شام إف إم” قال إن الجرافات والتركسات موجودة في المحافظة، متسائلاً بعد وقوع الكارثة كم ستحتاج تلك الآليات للوصول لمن يحتاجها، (في الحقيقة أقوى من هذا الرد لا يوجد أبداً، حجة منطقية لا يرفضها العقل بتاتاً).

اقرأ أيضاً: انهيارات “حلب” لا تتوقف.. مجدداً مبنى سكني ينهار فوق رؤوس ساكنيه!

نائبة: الموضوع لن ينتهي هنا وسنتابعه في مجلس الشعب!

النائبة “ديما سليمان” تحدثت عن الحادثة عبر صفحتها الشخصية في فيسبوك، وقالت إنه «نتيجة تقصير الخدمات الفنية في حماه وتقاعس البلدية وعدم إزالة العوائق والردميات من المجرى أو العبارة، حولت السيول ومياه الينابيع مجراها باتجاه منازل المواطنين في سفح الجبل، وكان منزل العم أبو محمد الضحية الأولى».

“سليمان” رأت أنه «نتيجة إهمال وتقصير أيضا من محافظ حماة والمكتب التنفيذي بدراسة وضع الانزياحات التي حصلت في التربة في منطقة وادي العيون وإهمال الشكوى التي تقدم بها الأهالي بعد انهيار التربة في حارة بيت فاضل قبل عدة أشهر حيث زار المحافظ الحارة واكتفى أيضا بأخذ الصور ولم يعالج الأمر .. واليوم أيضا مرت ساعات النهار ولم تحضر لجنة لتقييم وضع المنازل والتربة وتقرير فيما إذا كان هناك خطر على الأهالي واذ كان ثمة ضرورة لاخلاء المنازل المهددة بالخطر أو لا.. المضحك أن مدير الخدمات الفنية بحماة قام بإغلاق هاتفه منذ وقوع الحادثة».

النائبة أكدت أن الموضوع لن ينتهي هنا، مشيرة أنه «ستتم المتابعة تحت قبة مجلس الشعب».

يذكر أن رئيس الحكومة “عماد خميس” كان قد وعد رئيس بلدية “وادي العيون” السابق بثلاثين مليون ليرة، لم يصل منها حتى لحظة الانهيار ولا ليرة.

المضحك المبكي، أن موت أحد الأهالي وخراب المزروعات وتضرر البيوت من الأمطار الغزيرة لا يحمي المدينة من العطش في فصل الصيف، فمياه الينابيع متروكة دون استثمار، وخطر الانجراف مازال قائما على طول خط السيول المتجهة من النبع الأساسي في حي “بيت شلهوم” باتجاه أسفل المدينة، وخاصة في منطقة “الحفة”، وعلى الجبل المقابل في حي “بيت فاضل”.

اقرأ أيضاً: تحويلة “الحفة” تنهار بعد 5 أشهر على تدشينها!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى