
ماهي البطالة المقنعة ولماذا تبدو وكأنها محبذة من قبل الحكومات التي تتوالى على مبنى مجلس الوزراء السوري؟
سناك سوري – بلال سليطين
هل دخلت يوماً إلى دائرة حكومية ورأيت فيها عشرات الموظفين يحتسون المتة ويأكلون البزر، أو يشربون القهوة ويتبادلون أطراف الحديث على شكل صبحية.
هل قالوا لك عزيزي المواطن وهم يضعون رجلاً فوق أخرى إذهب وعد غداً، أو بعد غد أو بعد شهر؟
بالتأكيد لايوجد مواطن سوري غير مطعم بفيتامين (واو) إلا وصادفته هذه الحادثة، المتمثلة بعدد كبير من الموظفين في غرفة أو قاعة لافائدة لوجودهم ومايفعلونه جميعاً في يوم واحد يكفي للقيام به موظف واحد.
هذا الواقع يسمى البطالة المقنعة، وهو مصطلح شاع في سوريا بقوة منذ عقد من الزمن، والبطالة المقنعة كما يوضحها أهل الإختصاص لها أكثر من وجه:
هي حين يشغل العمال وظائف غير منتجة، ولا تتطلب عملاً فعلياً، مثل بعض العقود الموسمية التي يتم التعاقد خلالها مع عمال لايحضرون إلى الدوام نظراً لعدم الحاجة لهم، وفقط يقبضون الرواتب.
تحدث حين يكون عدد العمال أكبر من الحاجة الفعلية لعملهم، وعلى سبيل المثال هناك مدارس في سوريا عدد المعلمين الاحتياط أكبر من عدد الطلبة.
وحين لا تكون لانتاجية العامل أي قيمة اقتصادية، مثل عمال الإحصاء في التوكيلات الملاحية الذين يقوم دورهم على تعداد شوالات الأرز والسكر التي يتم تنزيلها من البواخر إلى الشاحنات، وفي النهاية تذهب الشاحنة إلى القبان الالكتروني وهناك بعملية حسابية بسيطة يمكن احصاء عدد الشوالات.
اقرأ أيضاً: المصرف التجاري السوري في اللاذقية وتقاذف المراجعين
كما أنها تشمل من يشغل وظائف لا تتناسب مع قدراته العملية والمهنية، مثل تعيين طبيب بيطرى مسؤول عن تطوير مناهج.
يضاف إلى ذلك من يعمل بدوام جزئي أو يومي رغم رغبته وقدرته بالعمل بدوم كامل، مثل المتطوعين بدوام جزئي في منظمات المجتمع المدني.
تنتشر البطالة بشكل كبير في سوريا خصوصاً الادارات الرسمية والحكومية حيث يتقاضى الموظفون أجورا مقابل وظائف غير منتجة أو لا تحتاج لعدد العاملين الذين يشغلونها.
وبحسب المختصين فإن البطالة المقنعة تشكل خطراً على الاقتصاد لايقل عن خطر البطالة الظاهرة، وتعد من المشاكل الاقتصادية الكبرى في سوريا والدول النامية.
يذكر أن الحكومة السورية المتعاقبة اعتمدت أسلوب تكديس الموظفين في المؤسسات الحكومية دون ايجاد حلول لاستثمار طاقاتهم حتى بات شرب المتة عمل معظمهم.