الرئيسيةحرية التعتيريوميات مواطن

مواطنة حققت حلمها بعقار 200 مليون وخسرته في 10 دقائق

يامرحبا بضربة الشمس (المهم التوقيع والبصمة)

استدعى تواجد “محمد” 40 عاماً من ريف “حماة”، في بلجيكا منذ قرابة الـ7 أعوام. أن يستعين بأحد أقاربه المتواجدين في مدينته لتسيير بعض الأمور الخاصة بأملاكه الخاصة ببلده.

سناك سوري – خاص

استقبلت قريبته طلبه بكل رحابة صدر، لتتابع مع محاميه الخاص الإجراءات القانونية بنقل الملكية وما يتعلق بها. جاء التلفون المعهود لتتوجه نحو القصر العدلي لاستكمال الأوراق.

في الحادية عشر صباحاً ولأن (الدنيا آخر شهر) لم تستطع طلب التكسي، فلجأت لباص النقل الداخلي المكتظ ووقفت على بابه. قدم في داخله والقدم الأخرى في خارجه، ووصلت إلى رحاب القصر العدلي.

عشرات الوجوه تركض بأوراقها ساعيةً لحل مشاكلها القانونية، وعلى يمين المحكمة. تقع مديرية المنطقة لترى ذاك “الطفل الحدث” الذي ألقت الشرطة القبض عليه بجرم سرقة حسبما قالوا لها.

وبدأت القصة وبدأ المحامي بعد أخذ هويتها بتسجيل بياناتها بخفة بسبب اعتياده على مثل هذه الإجراءات. ليلعب القدر لعبته، وتجد الفتاة أن منزلاً كاملاً، أصبح باسمها (وأخيرا غير شريحة الهاتف صار شي بإسمي).

اقرأ أيضاً: السوق لم يعد مكاناً آمناً.. الكثير من الأحلام تهدر هنا

ابتسمت لمدة عشر دقائق كاملات أثناء قراءتها للعقد، ونظرت للمحامي وسألته بكل لطافة (قديش ممكن يكون حقو)، فأجابها قرابة الميتين مليون، لتقوم بإطلاق “صفرة” في الحر أزالت فيها العرق عن وجهه (عنجد هود إلي)، ليجيبها بضحكة (لا هود إلو أنت عبارة عن وسيط).

عشر دقائق زار عقلها الشيطان والملاك، (ببيعوا وبسافر، كيف ممكن اقنعوا يخليهن باسمي، بس لا هاد أمن فيني، معقول أغدر فيه، طيب مو حرام ما يكون إلي، الله يسامح يلي كان السبب)، لتسمع صوت الموظف الخاص بتوثيق العقود يناديها لتوقع على عقد التنازل.

انهارت أحلامها في سبع خطوات خطتها وصلتها مثقلة بالأحلام، وقامت بالتوقيع والبصمة، وجه لها المحامي الشكر لتعاونها، وعادت إلى منزلها تحت أشعة الشمس التي تصل حرارتها قرابة الأربعين درجة، تجر وراءها أحلامها المندثرة بعد انتهاء دورها، وفكرة أن المغتربين في الخارج يبحثون عن مساعدة منا نحن المحشورين في الداخل أيضاً.

ساعة كاملة مابين أشكال الناس في النقل الداخلي، وصولاً لوجوههم في السرايا، لاستقبال المحامي، للتعامل مع الموظف، للتوقيع والبصمة، شكلت مئات الأفكار وبنت أحلاماً وحسرات لها وفي ذات الوقت آمالاً عظيمة، بأن بوادر الخير، كوننا نتبع سياسة الدعم النفسي الذاتي، واعتبرتها إشارة من الله أن توقيعها على عقار بهذا المبلغ لمدة عشر دقائق، دلالة لأنها قد تصبح حقيقة، خاصة أنها المرة الأولى التي تتعامل بها مع مثل هذه الأرقام شخصياً.

ويامرحبا بضربة الشمس وبداية خمسينية الصيف.

اقرأ أيضاً:سندريلا السورية تضيع حذائها في ضاحية الأسد 
زر الذهاب إلى الأعلى