الرئيسية

مسير دراجات السلام يخترق الحواجز الاجتماعية ويبعث الروح في الأحياء المدمرة

1100 شاب على دراجاتهم الهوائية ينشرون السلام في حمص

سناك سوري – حمص

لم يكن مرور “قصي شعار” على دراجة أمام منزله في حي “الخالدية” بمدينة “حمص” مجرد حدث عادي، شارك فيه بمسير “السلام” للدراجات بل كان فرصة لإحياء روح انتمائه لهذه القطعة من الأرض التي احتضنت ذكرياته وآماله وأحلام طفولته .

ويوضح “شعار” أنه وجد في المسير مناسبة هامة لجمع أبناء المدينة التي عانت خلال سنوات الحرب من أزمات مختلفة أهمها الخوف من الآخر، ناهيك عن حالات الحزن والفقد وضعف الانتماء التي وصل إليها الشباب في بلد اعتبروه حرمهم من التمتع بجماله وخيراته.

“قصي” هو شاب من 1100 مشارك حمل على عاتقه قضية جمع سكان المدينة بعد الحرب، من خلال نشاطات مختلفة ومنها نشاط مسير السلام للدراجات الذي أقيم للسنة الثالثة على التوالي وحمل عنوان “حمص بعدك على بالي” .

وتوضح “حنين أحمد” من فريق “حلم كون” المنظم للمسير في حديث مع “سناك سوري” أن شباباً وشابات من مختلف الشرائح العمرية و الانتماءات والأحياء شاركوا في المسير الذي انطلق من أمام المركز الثقافي وسط مدينة “حمص” مروراً بأحياء “الملعب، الحمرا، الغوطة،  الوعر، القصور، الخالدية”، لينتهي عند الساعة الجديدة، مشيرة إلى أن المسير تخلل نقطتي توقف الأولى في “الوعر” والثانية بالكراج القديم في “حيّ القصور”.

ويشكل المسير الذي انطلق للمرة الأولى في العام 2016 شريان حياة شبابي أعاد النبض لكل شوارع المدينة التي عانت من شبح الدمار والحرب ويحمل بعمقه انتماءه لمدينة “حمص” بحسب مدير الفريق المنظم للفعالية، حيث تم استقبال المشاركين وضيوف المسير بعراضة “حمصية” والحلاوة الحمصية المشهورة، فيما يطمح المنظمون تحويله لتقليد سنوي يعبر عن رغبة المدينة بالمحبة والسلام .

المسير شكل حالة اجتماعية إنسانية التقى خلاله شباب لم يروا بعضهم منذ سنوات فيما مر آخرون من حارات وشوارع اعتقدوا أنهم لن يدخلوها ثانية، وهنا توضح “حنين”:« شهدنا خلال المسير حياة حقيقية تمر بأحياء عانت العزلة والتطرف والأوضاع الأمنية السيئة مشيرة إلى مشاركة فرق من خارج المحافظة وهو دليل على عودة الحياة للمدينة».

وتضيف المسير حمل في عامه الثالث أشياء جديدة منها العمل على توثيق رموز مدينة “حمص” مثل العراضة الحمصية والحلاوة وتوسيع دائرة المشاركين والتشبيك مع جهات لتنظيم السير، منوهة إلى وجود بعض الصعوبات والتحديات التي واجهت المسير ومنها  مايتعلق بالمجتمع فهناك من يرفض فكرة اختلاط الذكور بالإناث وركوبهن الدراجة إضافة الى المخاوف الأمنية المتعلقة بخطر القذائف، مؤكدة أن التحديات شكلت دافعا كبيرا للفريق للاستمرار بالنشاط والتوسع فيه منوهة بأهمية تعاون شرطة المرور والهلال الأحمر العربي السوري لإنجاح المسير.

و يحمل  المسير بعداً أعمق لناحية استخدام الشباب الحمصي للبسكليت في تنقلاته وإمكانية عودة هذه الظاهرة بقوة إلى المدينة التي خلت من شبابها بالفعل، ولم تعد تتشارك مع بعضها حتى ضمن الحارات الصغيرة بأي نشاط مشترك، وهذا يؤسس وفقاً “لحنين” لفكرة إضافة فعاليات مرافقة خلال العام القادم مثل معارض وغيرها.

يشار إلى أن المسير ينظمه فريق”حلم كون”  بالتعاون مع “الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية” و “حركة البناء الوطني”  و فريق “وجوه”  وبمشاركة عدة فرق ومنظمات في “حمص” و “فضاء حمص” الثقافي،  و “بيتي و JCI” منها جمعية “الربيع” و”مركز الشباب” ودراجي “حمص” و فريق “يللا عالبسكليت” والاتحاد الرياضي  من “دمشق”  و”دعسة بسكليت” من  “سلمية” ودراجي  “طرطوس”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى