الرئيسيةشخصيات سورية

‘‘محمد خير الكيلاني’’ وحكاية ثقب الباب الذي غير حياته!

‘‘محمد خير الكيلاني’’.. حكواتي المدينة الذي أصبح صحفياً وممثلاً مسرحياً

سناك سوري-حسان ابراهيم

شخصية حمصية من وسط “سوريا” الغني بالنكتة والابتسامة، أمضى نصف قرن من حياته أمام الجمهور، في المسرح والسينما تارةً وفي الصحافة تارةً أخرى، إلا أن صورته التي لاتنسَ عند من عاصروه في “حمص” هي شخصية الحكواتي.

يقول “الكيلاني” لـ”سناك سوري”: «انقطعت سيرة الحكواتي منذ أن اختفت معالم الحياة البسيطة لآبائنا وأجدادنا من أحياء “حمص’” القديمة، وظهور وسائل المعرفة والتسلية كالراديو والتلفاز في منتصف القرن الماضي، في عام 1992 جاءت الصدفة لتجعلني حكواتياً للناس، رغم أنَّ الصحفي في عمله يشبه ذلك ولكن من خلال أسطر كتاباته».

بدأ الأمر حين طلب منه صديقه الكاتب والمؤلف الدرامي “نور الدين الهاشمي” الظهور في أمسيات شهر رمضان الاجتماعية بأحد فنادق المدينة، يضيف: «رغم عدم ممارستي لهذه الشخصية إلاَّ في بعض أعمالي المسرحية قبل سنواتٍ طويلة، إلاَّ أن ثقته بمقدرتي على تقمصِّها نتيجة الخبرة الطويلة على خشبة المسرح تحديداً وبعدها في أعمالٍ تلفزيونيةٍ شاركت بها؛ دفعته لأكون مرشَّحه الوحيد لهذه المهمة، ودفعتني لأقبل».

أن يكون الإنسان حكواتياً ليس بالأمر السهل

“الحكواتي” ليس عبارةً عن شخصٍ يقرأ للجمهور قصة “أبو زيد الهلالي’” ونظيره ‘”عنترة بن شداد”  و “الزير سالم”، وله زيُّه الخاص بالظهور أمامهم، هو يتطلَّب ثقافةً واسعةً ومخزون فكري ناتج من قراءته للقصص والسير الشعبية لشخصياتٍ تاريخية حقيقية أو فنتازية، حسب حديث “الكيلاني”.

ويضيف :«على “الحكواتي” إبراز انفعالات الجسد والصوت بحسب سير القصة التي يرويها لهم، لقد استفدت في ذلك من خبرتي بالتمثيل لاقدم أسلوبي برواية السير، كما قمت بتأليف قصصي بنفسي مُسقطاً الشخصيات التاريخية المحبَّبة على واقع حياتنا المعاصر، وهنا بدأ التفاعل يزداد من قبل المتابعين لي، باختصار .. الأمر لم يكن سهلاً مطلقاً عليَّ ولكني نجحت به».

اقرأ أيضاً:“جلال فاروق الشريف” مؤسس “البعث” الذي عاد “نصيراً”

مسيرتي كممثلٍ جاءت من ثقب الباب!

القهر عند الإنسان في مرحلة طفولته بالذات، قد يصنع منه دافعاً ومحفِّزاً للوصول إلى ما يبغيه في مراحل عمره اللاحقة، وخاصةً في ظلِّ وجود موهبةٍ ما في تكوينه الجسدي أو الفكري، كما يقول “الكيلاني” : «بدأت كهاوٍ في المسرح المدرسي من خلال الحفلات التي كانت تقام مع نهاية العام الدراسي بمدرسة “محمد طيب شربك”، كنت أنتظر من عام لآخر الوقوف على خشبة المسرح رغم تواضعها آنذاك».

يوماً ما كان من المقرر أن يشارك زملاءه في أحد العروض، لكن أستاذ المدرسة المشرف عليهم حرمه من تلك المشاركة لعدم إعجابه بموهبته:«أذكر حينها أنها كانت في مسرح “الزهراوي”، حزني وقهري دفعاني للحاق بهم ومشاهدة العرض كاملاً من خلال ثقب الباب المطل على الخشبة، طريق العودة إلى البيت خائباً كان طويلاً حينها، لكنه كان خطوة في طريق إثبات وجودي فيما بعد».

في أيلول 1968 ثأر “كيلاني” لثقب الباب وقهره،عندما قدم مع رفاقه الطلبة مسرحية “الصامدون” التي يقول إنها أعجبت معلمه “عبد الحفيظ الإخوان”،بعدها بـ 3 سنوات انتسب إلى نادي “الخيام”، وظهر حسب قوله في أول دور بطولةٍ من خلال مسرحية “ثلاث جثث”  إخراج “فؤاد سليم”، ولاحقاً برع في “المونولوج” مع المخرج “غسان عوض” وكان لهذا الجانب دور في حسن أداء شخصية “الحكواتي” لاحقاً.
تابع “الكيلاني” في المسرح كما قدم أعمالاً في التلفزيون “الخيزران” للمخرج  “محمد بدرخان”  و”نرجس ووادي السايح”، أما أحب الأعمال إليه فهو  “السهرة الحمصية”  الذي أظهر طبيعة الحياة في المدينة وعادات أهلها المميزة ومنها لهجتهم المعروفة حسب قوله.

الرياضة وصحافتها أعطته ثقة ومحبة الناس

يقول “الكيلاني” إنه كمتابع للرياضة أدمن عليها وما زال، فهو يحب توثيق وأرشفة مراحل حياته كلها، ومن هنا أتى توجهه للعمل الصحفي خصوصا في مجال الرياضة، بالإضافة لكونه عمل في مجال الفن مع مجلة “ألوان” الفنية التي تصدر في “لبنان” وكذلك مجلة “الحياة المسرحية”.
نقطة التميز عند “الكيلاني” برأيه كانت إدخاله للأسلوب العامي في قالب الخبر، ما ساهم في كسر الرتابه وتشويق القارئ، ورسم صورة ما يجري في خياله وكأنه كان حاضراً للمباراة، وطبعاً بدون مبالغة وبكامل المصداقية في النقل، لأنَّ الصحفي الذي يريد النجاح في مسيرته أول ما يجب عليه أن يفعله ويستمر به هو الصدق والأمانة في النقل والكتابة، والمواكبة لكلِّ النشاطات مهما كان كبر حجمها وأهميتها.

استمر نشاط “الكيلاني” في مجال الصحافة الرياضية، وعمل مع جريدة الرياضية عام 2000، وكان سعيداً لكونه تحول إلى مصدر ثقة في أخباره بين المتابعين، وهو يعتبر أن مكسبه الأغلى في الحياة كان اكتساب محبة المتابعين وثقتهم.

“الكيلاني” من مواليد ١٩٥٤ متزوج ولديه خمسة أبناء (4 صبيان وبنت)، وما زال مستمراً في العمل الصحفي مع جريدة الاتحاد والرياضية والموقف الرياضي وفي جريدة العروبة ومجلة الحياة المسرحية.

اقرأ أيضاً: أغنى رجل في التاريخ .. أمير البزق السوري “محمد عبد الكريم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى