الرئيسيةرأي وتحليل

مجلس الشعب .. غياب للشفافية وتعتيم على تفاصيل الجلسات

صفحة البرلمان تنشر صور النواب والتعازي والبيانات الجاهزة

تنشر صفحة “مجلس الشعب السوري” الرسمية على فايسبوك أخبار الجلسات البرلمانية والمواضيع التي تتناولها وتعد المصدر الرسمي الوحيد لمعرفة ما يجري في أروقة البرلمان.

سناك سوري _ دمشق

التقرير الذي تنشره الصفحة عن كل جلسة يُنسخ بشكل حرفي إلى وكالة سانا الرسمية، كما أن مضمونه يتحول إلى تقارير نشرات الأخبار على التلفزيون السوري الرسمي.

وبغياب الصحافة البرلمانية في البلاد وعدم التعامل بشفافية من قبل “مجلس الشعب” مع الإعلام حاله حال كثير من الجهات الرسمية، فإن منشورات صفحته تصبح الملاذ الوحيد تقريباً للباحث عن معلومة تخص ما يحدث تحت القبة.

تقول المادة 31 من النظام الداخلي لمجلس الشعب، أن جلسات المجلس علنية، ويجوز للسلطة التنفيذية أو لعشرة نواب على الأقل طلب عقد الجلسة بشكل سري، ما يعني أن الأصل علانية الجلسات في حين لا يصل للمواطن سوى ما تكشفه له صفحة المجلس بغياب النقل المباشر للجلسات على سبيل المثال.موقع سناك سوري.

اقرأ أيضاً:نائب يدعو لتحسين رواتب الإعلاميين وإقرار قانون الإعلام الجديد

في تقريرها عن الجلسة التي عقدت يوم 21 تشرين الثاني الجاري، تحدثت صفحة المجلس عن أن عدداً من الأعضاء قدّموا مطالب متنوعة أجملتها بعدة أسطر، ثم بدأت بتعداد أسماء النواب المقصودين، دون أن تحدد المطالب التي قدّمها كلّ نائب على حدى.

الأمر الذي كرّرته في المواضيع الأخرى المطروحة على جدول أعمال الجلسة، بينما اكتفت بالقول أن وزير الزراعة الذي كان حاضراً تحت قبة البرلمان أجاب على تساؤلات وطروحات النواب، دون تحديد تساؤلات النواب ولا إجابات الوزير.

اجتماعات اللجان

وعلى غرار اجتماعات البرلمان كاملاً، فإن الصفحة تنشر تقاريراً عن اجتماع اللجان البرلمانية المختلفة، ولعل أكثرهم نشاطاً خلال هذه الفترة تحضيراً لإقرار موازنة 2023، هي لجنة الموازنة والحسابات.

تكتفي صفحة مجلس الشعب بمنشور مقتضب تقول فيه أن اللجنة اجتمعت وناقشت موازنة كل وزارة بحضور وزيرها، بغياب أي تفصيل عن فحوى المناقشات وما إذا كان هناك آراء متنوعة بين أعضائها، علماً أن العادة جرت خلال السنوات الماضية أن يتم إقرار الموازنة بحذافيرها مثلما أرسلتها الحكومة دون أي تعديل من البرلمان المكلّف بالرقابة على أرقام الموازنة ومحاسبة السلطة التنفيذية بحال مخالفتها لها مع نهاية كل عام.

اقرأ أيضاً:برلمانية تدعو لمساءلة وزيرة التنمية … خليها تنزل من برجها العاجي

ومع غياب المعلومات عن تفاصيل الجلسات والاجتماعات فإن الصفحة الرسمية للبرلمان تغدق على منشوراتها بصور النواب، وتتجنب نقل مداخلاتهم وطروحاتهم، بغياب واضح للشفافية وحرمان المواطن من مراقبة ممثليه، ومواقفهم وأنشطتهم داخل البرلمان الذي أوصلهم إليه بصوته الانتخابي، الأمر الذي يمنعه كذلك من اتخاذ قراره حيال تجديد انتخاب هذا النائب أو ذاك لاحقاً بناءً على أدائه في المجلس.

البرلمان يتحول لصفحة وفيات

كما يُلاحظ أيضاً من خلال متابعة صفحة المجلس أنها تحرص على نشر النعوات والتعازي، لدى وفاة أحد أفراد عائلة أي من النواب مع توضيح مكان قبول التعازي وموعدها، وهو أمر يبدو مستغرباً لصفحة رسمية تعبّر عن المجلس وأنشطته وليست جريدة محلية تنشر النعوات كصفحة الوفيات.موقع سناك سوري.

بيانات جاهزة

أما حضور التفاصيل عبر الصفحة فلا يأتي إلا في البيانات الجاهزة التي يطلقها مجلس الشعب في المناسبات الرسمية، كعيد الجلاء وذكرى حرب تشرين وغيرها، إذ تحرص على نشر صورة كاملة عن البيان الذي لا يبدو أن أحداً يقرأه بسبب طول فحواه وتشبّعه بالشعارات المكرّرة التي تنسخ من عام لعام، دون إحداث أي صدىً فعلي.

لا يبدو واضحاً سبب تجاهل أهمية الشفافية في نقل ما يحدث داخل أروقة البرلمان، وضرورة تعرّف المواطنين إلى مدى أهمية أصوات النواب ومواقفهم وصلاحياتهم التي منحها إياها الدستور، لكن الواضح أن طريقة المحتوى الذي يقدّمه المجلس للعلن يظهِر عناوين فقط دون تفاصيل بحيث يبقى كل شيءٍ غامضاً ومستعصياً على الفهم، وتبقى الحياة البرلمانية وتفاصيلها حكراً على الحاضرين تحت القبة بغياب من أوصلوهم إلى مواقعهم.

اقرأ أيضاً:البرلمان السوري: وعد بلفور سبب مآسي الفلسطينيين

زر الذهاب إلى الأعلى