الرئيسيةتقاريريوميات مواطن

ليلى وهلا تعرضتا للنشل بباص النقل.. حوادث استثنائية أم جرائم مكررة؟

وأنتم هل تعرضتم أو سمعتم بحوادث نشل في باص النقل الداخلي؟

احتضنت “ليلى” طفلتها البالغة من العمر 4 سنوات ونصف، وذهبت باتجاه مدينة “اللاذقية” قادمة من الريف يوم الأربعاء الفائت، وبحوزتها مبلغ مالي بسيط بالكاد يكفيها أجور مواصلات، في زيارة خططت لها طويلاً لمنزل أقاربها وأصدقائها، إلا أنها عادت أدراجها دون أن تكمل زيارتها بعد تعرضها للنشل في باص النقل الداخلي.

سناك سوري-خاص

تقول “ليلى” 42 عاماً لـ”سناك سوري”: «أمسكت طفلتي الصغيرة وصعدنا إلى باص النقل الداخلي، وعلى كتفي حقيبة كبيرة تضم ملابس لطفلتي وبعض الاحتياجات، بالإضافة إلى حقيبة النقود الصغيرة والتي وضعتها بمتناول اليد بالقرب من أعلى الحقيبة الكبيرة وهي من دون “سحاب”، وحين وصلنا إلى الجامعة ونزلت انتبهت أني فقدت حقيبة النقود».

عادت “ليلى” إلى الباص مسرعة، وأخبرت السائق بما حدث ليقول لها إنه لا يستطيع مساعدتها، وإن أرادت فلتدخل وتطلب تفتيش المتواجدين، وبدأت بسؤالهم إلا أن أحد لم يجبها، فخرجت من الباص وهي قلقة على بطاقتها الشخصية ومجموعة من الأوراق المهمة لزوجها كانت داخل الحقيبة الصغيرة، بالإضافة إلى مبلغ مالي صغير يبلغ نحو 16 ألف ليرة سورية.

قدّمت “ليلى” بلاغاً لدى أحد أقسام الشرطة في المدينة، ثم عادت أدراجها إلى منزلها في القرية، بعد أن حصلت على نقود من أحد أقاربها الذي استنجدت به للذهاب معها إلى المخفر، وفي طريق العودة جاءها اتصال هاتفي من أحد الأشخاص، قال لها إنه عثر على حقيبة صغيرة مرمية بالقرب من “دوار هارون” في المدينة، فعادت مرّة أخرى لتأخذها وبالفعل كانت الحقيبة مع الأوراق الشخصية موجودة مع فقدان المبلغ المالي، تضيف “ليلى”: «لحسن الحظ أن هويتي إصدار جديد ومدون عليها رقم الهاتف».

اقرأ أيضاً: كيف تكسرت فقرات طالبة جامعية داخل باص النقل الداخلي؟

نشل 100 ألف ليرة

وفي قصة مشابهة، تروي “هلا” 23 عاماً، موقفا مشابها تعرضت له قبل نحو 15 يوماً من حادثة “ليلى”، حيث حصلت من والديها على مبلغ 100 ألف ليرة، لتشتري ملابس جديدة لها، فتوجهت إلى “اللاذقية” قادمة من قريتها، وبعد نزولها من باص النقل الداخلي، انتبهت أن النقود قد سرقت.

تضيف لـ”سناك سوري”: «بدأت بالبكاء في الشارع، لقد كانت الحادثة جديدة كليا ولم أتعرض لها من قبل، وحين استفقت من الصدمة كان أكثر ما يشغل بالي، هو كيف سأعود إلى القرية وأنا لم أعد أملك حتى أجرة الطريق، قبل أن يساعدني الناس الذين تجمهروا حولي ويعطوني أجرة رحلة العودة، ووصلت إلى منزلي مكسورة مما جرى لي».

هل هي حوادث فردية؟

بالعموم فإن باصات النقل الداخلي، تشهد اكتظاظا كبيراً وزحاما شديداً، وبالكاد يستطيع الراكب إيجاد مساحة ضيقة ليحشر نفسه داخلها وقوفا ليصل إلى وجهته، وبالتالي فإن مثل هذا المكان يعتبر مثاليا لحوادث النشل.

وإن كان من غير الواضح إذا كانت هذه الحوادث استثنائية أم أنها جرائم مكررة ويمضي الكثير منها دون إبلاغ إلا أن ظاهرة النشل بحد ذاتها موجودة في مناطق كثيرة من العالم، وينصح الركاب في باصات النقل العامة دائماً بوضع حقائبهم أمامهم أثناء الركوب فيها إضافة لتفقدها باستمرار، ناهيكم عن النصيحة الأساسية بعدم وضع كل المبلغ الذي يحملونة في مكان واحد وانما توزيعه على الجيوب والحقيبة.

يذكر أن ركاب باص النقل الداخلي في سوريا يتعبرون من الشرائح الأكثر تدنياً في الدخل، وهم لا يستطيعون دفع تكاليف التاكسي فيختارون باص النقل الأرخص والأوفر، لكنه في الوقت ذاته الأكثر خطراً بالنشل وارهاقاً وتعباً من حيث الركوب فيه واقفاً أو انتظار قدومه تحت المطر شتاءً والحر صيفا.

اقرأ أيضاً: حرامي الميتينات.. يلّم الأجرة بباص النقل ثم يفر هاربا بها

زر الذهاب إلى الأعلى