إقرأ أيضاالرئيسية

ليلة ساخنة في حلب تهدد اتفاق سوتشي وتثير هلع المدنيين

قصف بالصواريخ على “حلب” يهدد الاتفاق ويحمل رسائل من الفصائل للأتراك

سناك سوري -محمد العمر

تعرضت مدينة “حلب” لقصف عنيف استمر لأكثر من 4 ساعات يوم أمس الأربعاء، استخدمت فيه صواريخ الغراد التي وصلت إلى أحياء في عمق المدينة كان سكانها يظنون أنهم بمنأى عن القذائف منذ خروج الفصائل والكتائب الاسلامية المعارضة من الأحياء الشرقية لـ”حلب” أواخر 2016.

القذائف سقطت على أحياء “الزهراء، حلب الجديدة، سيف الدولة، الشهباء الجديدة، الأعظمية، الميريديان، شارع النيل، الحمدانية”، ووصل عددها إلى أكثر من 40 قذيفة وتم تسجيل 14 إصابة في صفوف المدنيين، دون الحديث عن وجود ضحايا حتى اللحظة، وتقول المصادر الرسمية إن مصدرها الفصائل والكتائب الاسلامية المعارضة.

القصف استمر 4 ساعات وقوبل برد من القوات الحكومية، التي تقول مصادرها إنها تصدرت لمصادر النيران وحققت اصابات مباشرة بالنقاط التي تم الاطلاق منها.

التصعيد الحاصل هو الأعنف من نوعه منذ فترة طويلة، وهو تهديد لاتفاق “سوتشي” القائم شكلياً بين الرئيسين الروسي والتركي و الذي تم تجاهل انتهاء مهلة تنفيذه المحددة منذ 15 تشرين الأول.

هذا الاشتعال المفاجئ على خطوط التماس جاء معاكساً لتصريحات وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار” صباح اليوم ذاته عن انسحاب قسم كبير من الراديكاليين والأسلحة الثقيلة من المنطقة العازلة وانخفاض انتهاك وقف إطلاق النار بنسبة 90%، وهو ما اعتبره بعض المراقبين رداً غير مباشر من فصائل متطرفة على تصريحاته مفاده أنه “نحن هنا ولايمكن تجاهلنا”.

ينظر إلى هذا التصعيد من الفصائل المتشددة على أنه مغامرة جديدة بحياة الناس وتحدي للتسوية ومنع الوصول لأي اتفاق يجنب المدنيين العنف والقتل، وهو زج للناس في معركة عبثية من قبل الفصائل المنتشرة على أطراف حلب وأبرزها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة).

يأتي هذا التطور بينما هناك لقاء مرتقب يوم السبت بين وزيري الدفاع التركي “خلوصي أكار” والروسي “سيرغي شويغو” سيكون مصيرياً بالنسبة لاتفاق “سوتشي” في الوقت الذي ستبدو فيه “تركيا” أكثر من “روسيا” غير قادرة على الالتزام بتعهداتها ودفع الفصائل المتطرفة للانسحاب من المنطقة المنزوعة السلاح المتفق عليها بينما سيكون على الروس إثبات قدرتهم على تنفيذ الاتفاق أو الرد على انهياره ميدانياً وسط التوتر الدولي السائد بين القطبين العالميين لإثبات السطوة والنفوذ في كافة الملفات ومن ضمنها الملف السوري.

وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” سبق وأن أعلن أن بلاده تحضّر لقمة ثلاثية مع قادة “تركيا” و”إيران” حول الملف السوري على نمط “أستانا” ولم يحدد موعداً لها بانتظار القمة الرباعية التي ستجمع رؤساء “روسيا” و”تركيا” و”فرنسا” و”ألمانيا”، أواخر شهر تشرين الأول الجاري في “اسطنبول”.

كثرة القمم والاجتماعات لا تعطي انطباعاً بأن الحرب السورية تمر في الربع ساعة الأخيرة، كما تروج الحكومة السورية، إنما تدلّ على عمق الخلافات وصعوبة تطبيق الاتفاقات وعدم القدرة على ضبط الأوضاع على الأرض واختلاط الأوراق في صراع نفوذ معقّد أصبحت الساحة السورية مسرحاً أساسياً لتجاذباته ومعاركه و أن الحرب لم تنته بعد وقد يكون آخر فصولها هو الأطول.

اقرأ أيضاً “أجناد القوقاز” مازالوا في المنطقة منزوعة السلاح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى